تساؤلات بشأن خلفيات الترشيح.. والموقفين الأميركي والسعودي
عن الحريري وفرنجية.. والمبررات والتناقضات
يستطيع سليمان فرنجية الدفاع عن حقه الطبيعي في أن يكون مرشحاً جدياً وقوياً لرئاسة الجمهورية، ويستطيع أن يقول إن من حقه أن يكون صاحب فرصة رئاسية، وأن يسعى إلى التقاطها إذا توافرت، ويستطيع أن يتجاوز اعتراض خصومه السياسيين، من زاوية أنه اعتراض طبيعي ومتوقع.
ويستطيع أيضاً أن يستغرب اعتراض مَن هم في فريقه السياسي، وحجّته قوية ومفادها أنه كما لغيري الحق في أن يحاور الحريري على مدى أشهر، ويسعى إلى الاتفاق والتفاهم معه حول أمور كثيرة ومتنوعة، بدون أخذ إذن حلفائه، ودون مراعاتهم أو مراعاة تحفظاتهم على هذا الحوار شكلاً ومضموناً، فلي الحق أيضاً في أن أحاور الحريري واتفق معه، وبالتالي لا قيود عليّ، وأنا سيد نفسي في هذا المجال.
ويستطيع أن يستغرب أيضاً تحفظ بعض مَن هم من فريقه السياسي، وحجته قوية أيضاً، مفادها أن وصوله إلى رئاسة الجمهورية هو «انتصار» له ولهم وللخط السياسي (مع المقاومة والنظام السوري)، ولطالما قال «إننا نريد رئيساً من فريقنا، أي من «8 آذار». وبالتالي ليس لهذا التحفظ ما يبرره.
ويستطيع، وفقاً لـ «التزامات الحريري» أن يتفاءل، ويعتقد أن مفتاح القصر الجمهوري صار في يده، وبالتالي، ما على مجلس النواب سوى الانعقاد لتثبيت هذا «الانتصار» رسمياً، في صندوقة الاقتراع. فعامل الزمن حساس، وكلما يمرّ يوم تأخير، تصبح التسوية عرضة للتهديد والتصويب عليها ومحاولة نسفها من أساسها من قبل المتربّصين بها. ولذلك تقتضي «الجدية» التسريع في الانتخاب، لأن عامل الوقت قد يؤدي الى إضعاف الفرصة.
ويستطيع فرنجية أن يجد الكثير من الأسباب والدوافع التي أوجبت دخوله في مشروع تسوية مع سعد الحريري. ولكن الداخل اللبناني ما يزال تحت تأثير «صدمة التسوية» إن في مبرراتها أو في تفاصيلها وما تخفيه من عروض والتزامات بين الحريري وفرنجية.. وبالوقوف على إجابات على الأسئلة التالية:
ـ هل يثق فرنجية بما سمعه من الحريري الذي يتّهمه حلفاؤه في 8 آذار بأن نكوثه بالوعود هو القاعدة لديه، وأن الوفاء بها هو الاستثناء؟
ـ هل تبني الحريري لفرنجية جدّي أم هو كمين يُراد منه حرق حظوظه ودق إسفين بينه وبين عون، وبين عون و «حزب الله» وبينه وبين «حزب الله» و «8 آذار».. وبالتالي العودة إلى إحياء فكرة «المرشح التوافقي»؟
ـ لماذا لم يبلغ «حزب الله» فرنجية موقفاً نهائياً مؤيداً له حتى الآن؟
ـ لماذا لم يتواصل فرنجية مع عون حتى الآن، وهل دخل الرجلان في مرحلة القطيعة؟
ـ لماذا قبل الحريري برئيس حزبي على رأس الدولة، وهل ثمة التزام من فرنجية بالاستقالة من رئاسة «تيار المردة» لمصلحة ابنه طوني؟
ـ هل صحيح ما يُقال إن الطرح جدي، ويرتكز على «بنك أهداف» أولها إمساك الحريري شخصياً بالسلطة والقرار الآن، على أساس أن مشهد المنطقة متحرّك، وما يمكن أن نحصل عليه الآن قد لا نحصل عليه لاحقاً، ولهذا تجاوز الحريري حلفاءه، وتبنى ترشيح فرنجية؟
ـ هل صحيح ما يُقال إن الطرح ليس من عنديات الحريري، وإن دوره اقتصر فقط على تبليغ فرنجية تبني ترشيحه؟
ـ ما حقيقة الدور الأميركي، وتحديداً السفير السابق في لبنان دايفيد هيل، في طرح اسم شخصية حليفة لـ «حزب الله»، في وقت تمضي الادارة الاميركية في وضع التشريعات ضد الحزب واعتباره منظمة إجرامية عابرة للحدود؟
ـ ما حقيقة دور وليد جنبلاط في هذا الموضوع، وماذا طلب من ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته الاخيرة الى المملكة؟
ـ ما حقيقة موقف السعودية، وهل هناك إثبات بأنها تبنّت أو ستتبنّى خيار فرنجية رسمياً؟ وإذا كانت السعودية مع خيار فرنجية حليف «حزب الله»، فما سرّ مبادرتها، في هذه الأجواء، إلى وضع 12 قيادياً من «حزب الله» على لائحة الإرهاب؟ وأي رسالة تنطوي عليها تلك المبادرة ولمن تريد إيصالها؟ وهل هي رسالة مَن المسؤول عن مكافحة الإرهاب في المملكة محمد بن نايف، رداً على «ليونة» ولي ولي العهد محمد بن سلمان حيال خيار فرنجية؟
ـ إذا كانت السعودية مع خيار فرنجية، فهل هي عاجزة عن حسم التناقضات في «14 آذار» ووقف النقاش والاعتراضات التي ما زالت تتصاعد داخل تيار «المستقبل»؟
ـ هل يستطيع التحالف العوني القواتي الكتائبي قطع الطريق على فرنجية، وما موقف بكركي التي تبدو غائبة عن هذا الموضوع؟