Site icon IMLebanon

أوساط الحريري ونواب المستقبل لا يستبعدون تحريض جعجع على الحريري

مرجعيّة في حزب مُمانع يعتبر المعلومات صحيحة الى حدّ كبير
لا بدّ من قراءة هادئة في موقف القوات اللبنانية، من كل الازمة الاخيرة التي حصلت مع الرئيس سعد الحريري ومقدماتها ومندرجاتها والنتائج التي وصلت اليها.
فالعناد في المواقف دون وجه حق يؤدي باصحابها الى القراءة الخاطئة، والى مندرجات خاطئة وبالتالي الى نتائج خاطئة، كالتي حصلت مع القوات اللبنانية وادت الى سوء العلاقة مع تيار المستقبل.
هذه المقدمة البسيطة كما تحدث بها مصدر في حزب من خط الممانعة، عندما شرح رؤيته لازمة القوات والمستقبل، واعادها الى الدعوات التي وجهها الوزير ثامر السبهان الى بعض الشخصيات المسيحية قبل الاسلامية، ليدرس معهم كيف يمكن حشر حزب الله في الزاوية، ليس من اجل صاروخ اليمنيين كما ظنّ البعض في لبنان، الذي اصاب مطار الملك خالد، بل من اجل فتح المواجهة بين الرياض وطهران.اذ اسرّ بعض المسؤولين السعوديين لبعض القوى،ان التأثير على ايران لا يكون في ايران ولا البحرين ولا في سوريا والعراق، بل في مواجهة حزب الله في لبنان، وجعله عبر الجامعة العربية، وبتغطية اميركية حزباً ارهابياً.
وهذا ما حصل، الاميركيون قالوا عنه حزباً ارهابياً في موقف ليس بجديد، ومن ثم تداعى العرب تحت عنوانين صاروخ الحوثين والجيش اليمني، الذي سقط في الرياض، واخذوا قراراً بحزب الله، ومن ثم ارسلوا الرسائل الى حزب الله، مباشرة او عبر وسطاء ان هذا الموقف لا يقدم ولا يؤخر، وبيان لا اكثر ونحن نحترمك، باستثناء السعودية والبحرين. وكل شيىء في المستقبل القريب له حلّ.
ان اوساط الحريري ونواب من تيار المستقبل لا يستبعدون ان يكون قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قد تمنى على السعودية ان تطلب من الحريري الاستقالة للضغط على حزب الله في ضوء الانتخابات النيابية.
وفي هذا المجال، يعتبر المصدر في الحزب من خط الممانعة ان هذه المعلومات صحيحة، وانه فعلاً قام الدكتور سمير جعجع بالتحريض على الحريري.
كلمة حق، يقولها المصدر نفسه، ان الدكتور جعجع، لم يكن على علم باسلوب اجبار الحريري، على تقديم استقالته وكيفيتها، وما يمكن ان يحصل معه في الرياض من احتجاز له ولعائلته. لذلك عندما قدم الحريري استقالته، عمد جعجع فوراً الى تأييدها، بظنه ان الاتفاق مع السبهان وولي العهد محمد بن سلمان يسير وفق المقتضى الذي اتفق عليه. من هنا تحركت شخصيات وكوادر القوات اللبنانية، للتأييد، لكن بدقائق علم ان الحريري محتجز، وانه يخضع لعملية ابتزاز، وان الرجل بحاجة لموقف وطني، والا انه يتعرض لاكبر عملية اغتيال سياسي.
واشار المصدر في الحزب من خط الممانعة، اخطأ سمير جعجع، عندما لم يتوقف عند ما جرى منذ اليوم الاول واخطأ اكثر عندما قال «من يحترم نفسه يستقيل منذ اشهر، واخطأ ثالثاً، عندما فتح اعلامه لتسويق فكرة ان الحريري ليس محتجزاً، والى جانبه كل «جوقة السبهان الاعلامية» التي فتحت الشاشات لسعوديين يطعنون بالحريري وبالامن الوطني.
وسأل المصدر، كيف يسمح ان يُقال على الشاشات اللبنانية،من قبل شخصيات سعودية، (سوف يضرب حزب الله، وجمهوره وبيئته، سوف تقطع ايديهم)، هل السماح بالتحريض لقتل اللبنانيين، مهمة وطنية؟
ويكشف المصدر في الحزب من خط الممانعة عن ان الرئيس محمود عباس لم يحتمل ما سمع من السعودية وما طُلب منه، فسارع للاتصال بالمعنين في لبنان، وعلى الفور توجه المدير العام للامن العام، اللواء عباس ابراهيم والتقاه في الاردن، وكان سبق ذلك اتصالات مع الرئيسين العماد ميشال عون ونبيه بري، بل ان الرئيس المصري اصيب بالهلع، عندما علم بالمخطط، لذلك اصرّ الرئيس نبيه بري على اللقاء معه، مع العلم انه، قيل بشكل رسمي انه سيقطع زيارته ويعود،لكن خطورة الخطب، جعلته ينتظر. فتدخل المصريون مع ولي العهد السعودي ومع الفرنسيين، الذين تأكدوا ان الحرب تلوح فوق سماء لبنان، ليست حرباً اسرائيلية ـ سعودية، بل يضاف اليها جماعات تكفيرية، كان العمل جارياً لتهريبهم عبر البحر الى لبنان، لذلك استنفرت كل من قبرص واليونان، وجرت اتصالات بهاتين الدولتين وتدخلتا على الخط.
المصدر يقول، لم يحسن الدكتور سمير جعجع القراءة السياسية هذه المرة، واعتقد ان الامور تسيير بسرعة ووفق ما هو مرسوم، وان انقلاباً حقيقيا في السياسة يمكن ان يحدث على حزب الله في لبنان فيخسر في السياسة، فيما المشروع السعودي، ضرب حزب الله، وفتح لبنان على حالة احتراب داخلي، فيخسر حزب الله مع حلفائه الانجاز السوري والعراقي، وتكون الساحة اللبنانية مهد الفتنة التي يمكن اعادة توليدها بمشاركة المخيمات الفلسطينية، وهذا ما لم يحصل فالمخيمات، تحصنت بالحياد، والقوى الفلسطينية ابلغت الجميع انها ليست ورقة بيد احد. ومحور حزب الله استكمل انتصاره السوري والعراقي. فيما اسرائيل نفسها تدخلت لدى الادارة الاميركية، وقالت ان ما تريده السعودية حفلة جنون، تفتح المنطقة على حرب لا نريدها.
من هنا تأتي اهمية الموقف الوطني لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في التمترس وراء مطلب عودة رئيس حكومة لبنان، فكان خطأ القوات اللبنانية، «وصبية السبهان» كما اسماهم كل كبار الساسة في لبنان، من 8 و14 اذار، حتى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تساءل امام مقربيه ماذا يفعل جعجع، القضية ليست بيد لا ثامر السبهان ولا المملكة. بدليل البيت الابيض صبر على ولي العهد السعودي لايام، ومن ثم اعلن دعمه للحريري، وكذلك لندن وباريس، والمجموعة الاوروبية.
واشار المصدر نفسه، ان الدكتور جعجع، لم يلتقط الاشارة، بخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهنا جملة اعتراضيةـ كان الرئيس بري اتصل بالسيد حسن نصرالله بعد ان اعلن اعلام حزب الله ان السيد سوف يلقي خطاباً بعد استقالة الحريري، وطلب بري من نصرالله، تأجيل الخطاب، فكان جواب السيد، ان ما ستسمعه في الخطاب اهم بكثير من مسألة الغائه، وربما الغاء الكلمة، ستكون بالنتائج اكثر سلببة. وان عدم التقاط جعجع، لما قاله نصرالله، جاء من باب العناد السياسي والرهان الخاطئ.
كل هذه الاجواء وغيرها بالتفاصيل، يعلمها رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي عاش التفاصيل، وعلم بالموقف الكامل، لذلك الامور ليست بهذه السهولة وان عادت العلاقات السياسية بين المستقبل والقوات، لأن الامور لم تكن مسألة استقالة، فالتفاصيل بنتجيتها باغتيال الحريري سياسياً، لذلك كان اقتراح بهاء الدين الحريري، الذي رفض من الجميع بمن فيهم وليد جنبلاط، وباقي المرجعيات والقوى السياسية اللبنانية،المتوافقة مع سعد الحريري او المختلفة معه. لأن القضية باتت قضية كرامة وطنية وسيادة القرار الوطني، ورفض ان يأتي وزير مثل ثامر السبهان، ليقول للبنانيين كيف يمارسون الديموقراطية، وكما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق، نحن في نظام «انتخابات وليس مبايعات».