انتهت جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت الخميس الماضي،بتجاهل كلي للانتخابات النيابية الفرعية وطار وعد وزير الداخلية نهاد المشنوق بادراج بند الانتخابات الفرعية من خارج جدول الاعمال والمهلة الدستورية تتضاءل الى حد ان الارجحية باتت لالغاء هذه الانتخابات برغبة تيارات وقوى سياسية في طليعتها الرئيس سعد الحريري الذي لم يكن في الاساس مشجعا لاجرائها.
على مدى سبع جلسات انعقد فيها مجلس الوزراء وفي كل جلسة يرحل بند الانتخابات الفرعية الى جلسة اخرى رغم تأكيد المشنوق اكثر من مرة ان وزارته جاهزة لاجراء الانتخابات وليس من عائق لها بانتظار القرار السياسي لتحديد الموعد ودعوة الهيئات الناخبة، في حين ان التجاهل الذي يبديه الحريري كان مثيرا للتساؤلات لدى اوساط وتيارات وقوى سياسية عديدة نتيجة عدم ادراج بند «الفرعية» في الجلسات التي تعاقبت ورغم التحذير لمرات عديدة بان المهلة تتضاءل وتكاد تطيح بالانتخابات الفرعية.
ولم يكن التصريح الذي ادلى به العميد شامل روكز مؤخرا قائلا: «ليتحمل من يلغي الانتخابات الفرعية المسؤولية» الا تحذيرا للذين يميلون الى الغائها بعد تلمسه الرغبة الشديدة والذي ابدى استعدادا لخوض المعركة الانتخابية واثق الخطى وواثق بخيارات الناخبين في كسروان، لكن هناك من يخشى خوض المعركة الانتخابية او اجرائها في كسروان وفي المقدمة القوات اللبنانية التي تعتقد ان كسروان موطىء قدمها وان فوز العميد المتقاعد شامل روكز سيشكل للقوات انتكاسة لا يمكن تعويضها ولذلك كانت القوات اكثر ميلا الى الغائها بحجة ان اشهر قليلة لا تستأهل خوض هذه المعركة التي من شأنها ان تكشف حجم القوات امام العميد روكز الذي برز لامعا في كسروان ومرتاحا الى القواعد الشعبية كي يتبوأ مقعد الرئيس العماد عون الذي شغر بانتخابه رئيسا للجمهورية.
اما في طرابلس فقد اعرب الرئيس نجيب ميقاتي اكثر من مرة جهوزيته لخوض المعركة الانتخابية الفرعية قائلا: «نحن لها»… بل جهوزيته تشمل الانتخابات النيابية العامة في ايار المقبل ومرتاح الى الاجواء الشعبية، وقد اكد مرات عدة وفي اكثر من مناسبة ان مرشحه للمقعد الارثوذكسي الشاغر باستقالة النائب السابق روبير فاضل هو الوزير السابق نقولا نحاس الذي عقد لقاء مع الجسم الصحافي في الشمال منذ ايام طارحا رؤيته الاقتصادية والانمائية ومؤكداً انه ضمن مشروع الرئيس ميقاتي، كما من المقرر ان يكون للرئيس ميقاتي مرشحه عن المقعد العلوي الشاغر بوفاة عضو كتلة المستقبل بدر ونوس، واعلان الرئيس ميقاتي هذه الجهوزية «أجفل» تيار المستقبل الذي يعتبر ان من حقه استعادة المقعدين (الارثوذكسي والعلوي) لكن في ظل معركة انتخابية حرجة في مواجهة الرئيس ميقاتي من جهة واللواء اشرف ريفي من جهة ثانية تجعل معركته صعبة وقد تؤدي الى خسارة تنعكس على معركته في ايار المقبل حيث تكشف المعركة الفرعية في حصولها الحجم الحقيقي لتيار المستقبل وما آل اليه التيار دون ان يتمكن من استنهاض شارعه رغم الكثير من المحاولات، وذكر انه ارسل اشارات عدة دون تظهير اعلامي دعا فيها الى افساح المجال لمرشحين يكملان ولاية الراحل ونوس وفاضل بالتزكية كونهما كانا من اعضاء كتلة المستقبل، غير ان الرئيس ميقاتي سارع الى اعلان مرشحه الارثوذكسي واحتمال خيار لمرشح علوي، كما سارع اللواء ريفي الى اعلان استعداده لخوض المعركة الفرعية والعامة بجدية وبثقة واضحة بل سارع الى عقد لقاءات مع مرشحين ارثوذكس وعلويين مع عناية في درس ملفات المرشحين لاختيار الانسب.
ولفتت مصادر طرابلسية الى ان الحريري يضغط لالغاء الانتخابات الفرعية لان الانتخابات العامة ستجري بعد تسعة اشهر ولا تستأهل الفرعية تحريكا للماكينات الانتخابية وصرف اموال وكل ذلك لان النتائج غير مضمونة بل تكون وخيمة ومؤثرة وتكشف الاحجام ممنا يؤدي الى انعكاسات على مجرى الانتخابات في ايار المقبل.
ولاحظت المصادر ان مجلس الوزراء لم يتطرق ابدا الى مسألة الانتخابات الفرعية حتى اذا عرض بندها في الجلسة المقبلة فانما فقط لاعلان الغائها واصبحت القوى والتيارات السياسية في جو الالغاء بعد ان ضاقت المهل القانونية والدستورية حتى ان المشنوق الذي اشار الى ادراج بند الانتخابات من خارج جدول الاعمال خرج من الجلسة دون الاشارة الى هذا البند لان الرئيس الحريري وفق المصادر لا يريد هذه الانتخابات ولا يضغط في هذا الاتجاه متفقا مع القوات اللبنانية ولان المعركة الفرعية سوف تعري هذه القوى والتيارات سواء في كسروان او في طرابلس.
واشارت المصادر الى ان الانتخابات الفرعية في طرابلس في حال اجرائها فسوف يكون المؤثر فيها الصوت السني الذي بات بمعظمه الى جانب الرئيس ميقاتي وقسم آخر الى جانب اللواء ريفي حسب آخر احصاءات جرت في طرابلس منذ ايام وان هذا الصوت سيصب بمصلحة مرشح ميقاتي،اضافة الى الصوت العلوي المؤثر الذي يصب كتلة واحدة بما يقارب الـ8آلآف صوت في الجهة التي لن تتجاهل الطائفة العلوية.
علما ان عدد الناخبين الارثوذكس في طرابلس لا يتجاوز السبعة الآف ناخب منهم 4000 ناخب في مدينة الميناء التي ينتمي اليها المرشح الارثوذكسي انطوان حبيب الذي لم يعلن ترشيحه الرسمي حتى الآن بانتظار اقرار مجلس الوزراء الموعد الرسمي للانتخابات الفرعية ويعتبر انطوان حبيب مرشح توافقي قريب من عدة تيارات سياسية في طرابلس ولطالما طالب اهالي الميناء بنائب عن مدينتهم التي خسرت النيابية منذ سنين طو ال حيث كان آخر نائب ارثوذكسي منها فؤاد البرط.