IMLebanon

بعد التأليف… الاتصالات متوقفة بين الحريري وحزب الله قطيعة سياسية من دون خلاف … التصعيد المستقبلي لزوم الانتخابات فقط 

 

 

لا يمكن اعطاء تصور حقيقي بعد لمسار العلاقة المقبلة بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وحزب الله  في مرحلة ما بعد تأليف الحكومة بالاستناد الى بعض ردود الفعل العفوية التي عبرت عن احتقان من قبل بعض قيادات التيار الأزرق  من جراء تأليف حكومة ليس الحريري على رأسها وان كان مشاركا أساسيا عن بعد في بعض التفاهمات مع الرئيس نجيب ميقاتي.

 

حتى الساعة يلتزم الاثنان (حزب الله وبيت الوسط) أقصى درجات ضبط النفس عن الدخول في متاهات التصعيد السياسي المباشر الذي يؤثر على الاستقرار ويسهم في توتير الأجواء الطائفية.

 

يمكن فقط الركون الى مواقف مقتضبة تشير الى خلل أصاب العلاقة نتيجة عدم تأليف الحكومة معا  ليس أكثر وقناعة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ان الحزب كان « بإمكانه ان يضغط أكثر على حلفائه (العهد والتيار الوطني الحر) كما فعل في الانتخابات الرئاسية عندما استطاع ان ينهي الفراغ ويحسم معركة الرئاسة لميشال عون وسبق للرئيس الحريري على هامش اعلان الاعتذار ان انتقد حزب الله على خلفية عدم الضغط على التيار والرئاسة على غرار ما  كان يحصل في أزمات سابقة.

 

بالطبع فان الانتقادات  تشكل محطة سياسية يتم رصد تبعاتها وما ستتركه من تداعيات خصوصا انها ظاهرة غير مألوفة لم تحصل بينهما منذ فترة طويلة وفي تاريخ المسيرة التي اعتمدها الحريري تجاه حزب الله  والتزم خلالها الاثنان بالتهدئة والحوار بالواسطة السياسية.

 

تصعيد الحريري  او قياداته ان حصل في المرحلة اللاحقة قد يأتي في السياق الطبيعي ولزوم المرحلة المقبلة نتيجة أزمة المستقبل السياسية بعد خروج الحريري من السرايا وحاجته لاستنهاض جمهوره ومؤيديه حيث يمكن ان يلجأ الى التصعيد في وجه الجميع بمن فيهم  القوات اللبنانية والمختارة وحزب الله لرفع أسهمه ورصيده الشعبي بعد الخروج من السلطة.

 

منذ ما قبل تأليف الحكومة بأسابيع توقفت الإتصالات بالواسطة بين بيت الوسط والحزب  وتؤكد المصادر ان لا مشكلة مهمة وأساسية  مع الرئيس نبيه بري كما هي الحال تقريبا مع حزب الله.

 

بحسب مصادر سياسية مطلعة لا يمكن ان تذهب الأمور الى مواجهة عنيفة بين  حزب الله والحريري خوفا من تدهور وتسلل الفتنة فالاثنان لا يرغبان  بتوتير الساحة بصراعات يتم رسمها بأجندات خارجية وهذه الصراعات لبنان بغنى عنها اليوم في المرحلة الاقتصادية والمالية الحرجة الراهنة.

 

بالنسبة الى بيت الوسط الأولوية اليوم للم الشارع السني وابقائه تحت حاضنة تيار المستقبل لتحقيق التغيير وردّ الاعتبار  في صناديق الإقتراع، أولوية حزب الله فك الحصار وتحصين بيئته اقتصاديا واجتماعيا ونجاح الحكومة في وقف الانهيار اضافة الى وقف الاستهداف السياسي والقضائي ضده في جريمة انفجار المرفأ التي يعتبرها حزب الله في سياق الحرب والتعبئة ضده ووقف محاولة جره الى مشاريع الفتنة الداخلية التي بدأت بحادثة خلده وما حصل قبل فترة في شويا حيث بدأ قبل فترة التحضير لاستعادة مشهد العام ٢٠٠٥ باستخدام عوامل الانهيار والاستثمار في المناطق المعادية سياسيا له.

 

القطيعة السياسية بين بيت الوسط وحارة حريك ستكون عنوان المرحلة المقبلة والتحضير لانتخابات ٢٠٢٢ حيث قد يعمد الطرفان الى خطاب سياسي قوي للحشد الانتخابي الا ان هذا الخطاب سيبقى محكوما بعوامل العيش المشترك والابتعاد عن الخطاب الغرائزي وحاجة الانتخابات فقط .