IMLebanon

حسابات «المستقبل» و«الاشتراكي» تمنعهما مُجاراة تصعيد جعجع

 

الحريري مُربك بالخيارات.. وجنبلاط محكوم بهواجس الأقليات

 

لم تنته التفاعلات بعد حول تظاهرة ١٤ تشرين المنددة بالمسار الذي يسلكه التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وقد ساهم خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تأجيج التجاذب السياسي، فانقسمت ردود الفعل بين مؤيد للخطاب واعتباره مقاربة واقعية للوضع اللبناني وما يحضر لجر البلاد الى أتون القتنة والحرب الأهلية، حيث حذر  السيد نصرالله فيه المسيحيين من الذهاب في أي مغامرة، وبين من استنكر الخطاب وقرأ في سطوره تهديدا مبطنا لمن يجرؤ على أي مخطط، وساهم في تعويم رئيس «القوات» مسيحيا ولدى حلفائه والقوى السياسية في ١٤ آذار.

 

الانطلاق من النظرية الثانية ليس دقيقا، كما تقول مصادر سياسية قريبة من فريق ٨ آذار، التي تعتبر ان خطاب السيد نصرالله حاكى الهواجس المسيحية من دون ان يتعرض لأي فريق  او يؤدي كلامه الى نقزة في صفوف «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، حيث لم تصدر اشارات سلبية من قبل المختارة وبيت الوسط تجاه حزب الله، وقد عكست مواقف الإثنين حرصا على لململة الوضع وعدم الذهاب الى الفوضى والفتنة، مع إدانتهم قتل المدنيين المتظاهرين في الطيونة.

 

وعليه، فالواضح ان الحرب «مكمّلة» بين حزب الله و»القوات» من دون ان ينضم اليها سعد الحريري او النائب السابق وليد جنبلاط، ويقول العارفون ان لدى جنبلاط حسابات تتعلق بالأقليات، وله تجارب خاصة مع الحزب تجعله يذهب الى عدم التصعيد ، فيما يبدو الارتباك واضحا لدى «المستقبل»، وفي كل  الأحوال يؤكد  العارفون ان علاقة «المستقبل» والاشتراكي مع حزب الله عبر المراحل، أقل توترا مما هي بين حارة حريك ومعراب والتي تجاوزت بعد حادثة الطيونة  الخطوط الحمراء، في حين التزمت القوى السيادية الخطوط الخضراء وضوابط العلاقة، وكان واضحا ان قيادات الطرفين التزمت اما الصمت او المواربة ، ولم تكشف عن تموضعاتها من التطورات، الأمر الذي لم ينسحب على شارع الإثنين

 

الذي تضامن مع «القوات»، باستثناء  عدد قليل من الشخصيات المسيحية والسنية المعادية لحزب الله، فان احدا من القوى السيادية لم يعلن موقفا داعما ل «القوات»، على الرغم من التشابه بين ما حصل في عين الرمانة  وحوادث خلدة في البيئة السنية وشويا  في الشارع الدرزي.

 

وتؤكد المعلومات ان وقع حادثة الطيونة أربك القيادات في بيت الوسط والمختارة ووضعهتا امام الإختيار الصعب بين اللحاق ب «القوات» واختيار النأي بالنفس، والعلاقة الجيدة جدا مع رئيس مجلس النواب، وهذا ما جعل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ينتقل الى عين التينة مدينا القتل واطلاق النار على المحتجين.

 

موقف جنبلاط انطلق من أولوية عدم وقوع الفتنة  والحفاظ على السلم الأهلي، على الرغم من الملاحظات السياسية بين  جنبلاط وحزب الله  وعلاقتهما  التي لا تخلو من الزغل السياسي، فهو  قرر الابتعاد عن الجبهات والانتقال الى المربع الآمن وتهدئة شارعه الدرزي، مع علمه ان   القاعدة الإشتراكية لا تتماهى مع قراره لكنها تؤيده دائما، ويمكن ضبطها على توقيت الساعة الجنبلاطية.

 

بالنسبة الى «تيار  المستقبل» اتضح انه يفضل النأي بالنفس وانتظار مرور مسار العاصفة، خصوصا ان الشارع السني أنهكته الأزمات الاقتصادية والسياسية مع انتكاسة خروج سعد الحريري من السلطة أيضا، كما ان العلاقة مع «القوات» لم تتحسن  او تشهد تقدما من فترة طويلة، حيث من الواضح ان الحريري حريص على العلاقة مع الثنائي الشيعي، وهذا ما ظهر في طريقة التعاطي الحذر لقيادات «المستقبل» مع حادثة ١٤ تشرين، كما ان الحريري ليس مرتاحا الى تقدم جعجع عليه  والتأييد له في الشارع السني واحتلاله موقع  رجل المملكة السعودية  الأول في لبنان.