Site icon IMLebanon

الحريري ونصرالله… يد واحدة!!

صباحاً تهانينا… مساء تعازينا!

التهاني لدى اسدال الستار على تلك الكوميديا الساذجة، والفظة، حول تشريع الضرورة بعدما بدا ان الخلاف لا يتعدى الشخص، ولا يتعدى الزقاق، ولا يتعدى القبيلة…

يضحكون على ذقوننا ويقولون انه اتفاق ربع الساعة الاخير. علينا ان نتصور كيف ان حجارة الشطرنج تتبادل القبلات في ما بينها. كل ما في الامر ان التعليمات وصلت من الخارج. اقفلوا افواهكم يا تماثيل الشمع العزيزة. عندنا تماثيل الشمع ناطقة بالدستور، وبالقيم، وبالمفاهيم، وبالمبادىء…

هؤلاء الذين حولوا البلد الى معسكر للقمامة، مهرجان للقمامة،كيف يمكن لهم ان يتحدثوا بالدستور الذي وضع هكذا ملتبسا وهشا لتفسيره حينا بلغة الذئاب وهي ترتدي وجوه القديسين وبلغة القديسين وهم يرتدون وجوه الذئاب…

نعلم انهم ينظرون الينا كمواطنين (لسنا مواطنين بل رعايا) على اننا قطعان من الماعز،والا هل يستطيع احد ان يفسر لنا التسوية التي ادت، فجأة، الى تبادل التهاني، والضحكات، عبر الشاشات، فيما قهقهات الصناديق، صناديق القمامة، تصّم الآذان وتصم الارواح.

مرة اخرى رواية توماس مان حيث قهقهات الجرذان ترغم الملائكة على الهروب حتى من الكنائس. هل ثمة من مكان للملائكة في هذه الجمهورية التي خلت كليا من الجمهور؟

التسوية على اساس اقرار القوانين المالية حتى لا نصنف دولة فاشلة، كما لو اننا لا ننتمي الى منطقة فاشلة وكل شيء فيها يبدو وكأننا على وشك ان نغزو جهنم. في احدى مسرحيات فرانز كافكا دعوة لغزو جهنم لانها اقل فظاعة من العدم، واقل فظاعة من الخواء الذي نرتع فيه…

اما قانون الانتخاب، وحيث الصفقة الكبرى وحيث الفضيحة الكبرى، فيقتضي اكثر بكثير من ربع الساعة الاخير. هكذا قبل الداعون اليه، فقط لاغراض شخصية وقبلية، بأن يرجأ الى الجلسة التالية، اي الى الجلسة التي قد تمتد الى نهاية ازمة الشرق الاوسط، ربما الى نهاية الشرق الاوسط…

مرة اخرى، لنتصور ايها السادة الرعايا، اي قانون انتخاب يمكن ان تنتجه ادمغة، وايدي، الذين لم يتمكنوا من ان يجدوا حلا لكارثة النفايات خارج ثقافة المزارع وخارج ثقافة المافيات. هكذا تساق قطعان الماعز، بالكعب العالي، وبأحمر الشفاه، الى صناديق الاقتراع…

كوميديا! لنقل ذلك الكرنفال الغبي الذي جرى فوق ظهورنا الغبية. على ماذا اختلفوا وعلى ماذا اتفقوا. احدهم، المضحك جدا، لا يوافق لان المجلس النيابي هيئة ناخبة. ايها الديك الفصيح، هل النواب اللبنانيون هم الذين ينتجون رئيس الجمهورية في لبنان؟

تعازينا في ذلك المساء الهائل. اسدل الستار على الكوميديا ورفع على التراجيديا التي تعرينا جميعا، وتظهر مدى الاميّة، ومدى الزبائنية، ومدى الخداع لدى الكثير الكثير من ساستنا الذين يلاعبون» داعش» ويكادون يجثون بين يدي الخليفة على انه ينقذهم من اعدائهم في سوريا (واي سوريا؟)، وعلى انه ينقذهم من اعدائهم في لبنان (واي لبنان؟).

كل الهة النار التي تتراقص بيننا. من حضرموت الى العريش، ومن الرقة الى الموصل، ومن تضاريس السلسلة الشرقية الى ادغال عين الحلوة، لا تهز شعرة في رؤوس اولياء الامر عندنا…

اذاً، ماذا تقولون يا اصحاب الجلالة، ويا اصحاب المعالي، ويا اصحاب السعادة للجثث التي تناثرت في برج البراجنة، وسواء اتى الانتحاريون من المخيم الذي لا يستطيع دركي الدخول اليه حتى لا تخدش القضية او اتوا من الجرود التي لو ندري ماذا يعني انتشار البرابرة فيها لما بقينا هكذا في صراع الشخص والزقاق والقبيلة…

لتكن لحظة الكارثة لحظة اليد الواحدة بين الرئيس سعد الحريري بموقفه المشرّف، والسيد حسن نصرالله بطرحه العقلاني والرؤيوي، اذا لم نفعل هذا، وهي مسؤولية الرجلين بالدرجة الاولى، لنتذكر اننا ماضون، وبالاذن من ت.س. اليوت، الى الارض اليباب!!