لم ينته مسلسل «الشاهد الملك» (المزوَّر) في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لا يزال زهير محمد الصدّيق يُصرُّ على روايته الجديدة التي قدّمها لـ«الأخبار» (30 نيسان 2021)، ناسفاً إفادته أمام المحققين الدوليين، ليتحدث عن تعرّضه للتهديد من الرئيس سعد الحريري ومن رئيس فرع المعلومات الأسبق في قوى الأمن الداخلي وسام الحسن وتورّط إماراتيين وسعوديين. الجديد في رواية الصدّيق، المعروف بـ«ملك شهود الزور» عام 2005، «معلومات» تتعلّق باغتيال النائب والصحافي جبران تويني، ولقائه مع رفعت الأسد وصلة قرابته بمروان حمادة
«الشاهد الملك» في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، زهير محمد الصدّيق (الذي بات محسوماً أنه قدّم عام 2005 شهادة ملفّقة اعتمدها التحقيق الدولي لاتهام سوريا باغتيال الحريري) يرفض الاتهامات التي تُوجّه إليه حيال توقيت اتصاله بـ«الأخبار» لتقديم رواية يستهدف فيها الرئيس سعد الحريري وفريقه. ورداً على سؤال «الأخبار» بشأن استخدامه من الاستخبارات السعودية أو المصرية ودفعه لاستهداف رئيس الحكومة المكلّف في هذا التوقيت تحديداً، لإظهاره بأنّه ساوم على دم والده، يجيب الصدّيق مناشداً وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان التدخّل لإنصافه، وطالباً منه التحقيق بكيفية خروجه من السعودية. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق عربية لكشف حقيقة ما حصل في ملف الشهود الزور. أما بشأن السؤال المطروح عن كونه ينفّذ أوامر الاستخبارات المصرية، فيعلّق بأنّه دخل الأراضي المصرية في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مدّعياً أنّه لم يلتق أي مسؤول بعدها. وذكر أنّ وجوده في مصر كان تحت الإقامة الجبرية، حيث جرى تقييده إلى أن تمكن من الهرب قبل أسابيع. وذكر أنه كان معتقلاً مع أفراد أسرته في قرية حدودية تقع في أراضي السودان، علماً بأنّ مصادر قضائية كشفت عن ورود مراسلة من مصر تعرض على الدولة اللبنانية تسليمها الصدّيق، فأجاب لبنان بالموافقة، لكنّ المصريين لم يُعاودوا التواصل بهذا الشأن.
ينطلق الصدّيق من سؤال يتعلق بصلة القرابة التي تربطه بالوزير الأسبق مروان حمادة، ليقول إنّه خال زوجته دعد الغصيني ابنة بعقلين. ورغم هذه القرابة، إلا أنّ الصدّيق ادّعى أنّه لم يُقابل الوزير حمادة في حياته.
وذكر «الشاهد السابق» أنّه التقى رفعت الأسد في إسبانيا عام 2005، كاشفاً عن وجود معرفة سابقة به تعود إلى عام 1986. وادعى بأنّ شخصاً يُدعى الحارث الخيّر كان الوسيط بينهما قبل لقائه بالأسد. ونقل أنّ الأخير طلب منه أن يتعاون مع الجهة التي جنّدته في السعودية حرصاً على عائلته. ويعرض الصدّيق صوراً لأشخاص يقول إنهم متورطون باختطافه، كاشفاً أنّه لم يُسافر إلى الإمارات بملء إرادته. وذكر أنّ بين الخاطفين شخصاً لبنانياً يُدعى هاني ع. كان مكلّفاً حراسة مكان اعتقاله.
كذلك تحدث عن لقائه بكل من رئيس المحققين في لجنة التحقيق الدولية عام 2005، غيرهارد ليمان، والرئيس الأسبق لفرع المعلومات وسام الحسن والرئيس سعد الحريري، وهي الجلسة التي سُرّب تسجيلٌ منها عرضته قناة «الجديد»، كاشفاً أنّ المحقق الدولي كان يُريد منه النزول إلى لبنان. وذكر أنّهم كانوا يحاولون إقناعه بالادعاء بأنّه شاهد ضباطاً سوريين في شقة سكنية في معوّض، حيث جرى التخطيط للجريمة. وذكر أن وسام الحسن كان يطلب إليه أن يذكر أنه شاهد الضبّاط الأربعة (جميل السيد وعلي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار) في مسرح الجريمة، وأنّه كان يزوّده بمعلومات عن سياراتهم بعدما طلبوا إليه تغيير إفادته. ورداً على سؤال: «هل يُعقل أن يُفبرك سعد الحريري شاهد زور ليتّهم جهة ما بقتل والده؟»، قال الصدّيق إنّ الحريري لا يملك زمام أمره.
عرض الصدّيق صوراً لأشخاص يقول إنهم متورّطون باختطافه
وكشف الصدّيق ما زعم أنّها معلومات وضعها برسم عائلة جبران تويني. يزعم الصدّيق أن العميد وسام الحسن طلب منه، نهاية عام 2005، الاتصال بأحد الصحافيين في جريدة «النهار» لنقل تحذير له. ويروي أنّ الحسن زوّده برقم الصحافي في «النهار»، نبيل بو منصف، طالباً منه تحذير جبران تويني والطلب منه عدم العودة من باريس إلى لبنان كي لا تغتاله الاستخبارات السورية أو حزب الله. وذكر الصدّيق أنّه اتصل بأبو منصف وأبلغه أنّ القرار باغتيال تويني قد صدر وأنّ الاستخبارات السورية أو حزب الله سيغتالون جبران! يُكمل الصدّيق: «رغم الاتصال، سافر تويني إلى لبنان وتم اغتياله». ينطلق الصدّيق من هذه الحادثة ليسأل كيف عرف وسام الحسن بالتحضير لاغتيال تويني؟ ولماذا لم يُحذّره بنفسه أو يمنع اغتياله طالما أنه كان يعرف الجهة التي ستُنفّذ، ملمّحاً إلى أنّ الحسن ربما كان يعلم الجهة الحقيقية التي نفّذت عملية الاغتيال. كما ذكر أنّهم طلبوا منه الاتصال بالصحافي شارل أيوب، ليُجيبه الأخير (بحسب قول الصدّيق): «إذا كان النظام السوري اغتال الحريري، فأنا من اغتاله»، قبل أن يُقفل الخط.
خلال المقابلة، شنّ الصدّيق هجوماً على الفرنسيين والإماراتيين مهدداً بأنّ عشيرته ستختطف مواطنين فرنسيين وإماراتيين إذا أصابه أي مكروه.
كذلك جدّد الصدّيق مناشدته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «الرجل القوي الذي لا يخشى إلا الله» منحه اللجوء الإنساني ليكشف ما يسمّيه «كامل الحقيقة للرأي العام اللبناني والدولي»، ليُغادر بعدها إلى سوريا «كي أرفع رأس سوريا عالياً». وأكد استعداده الكامل للمثول أمام القضاء اللبناني أو العربي، ولمواجهة الجميع.