لا يغيب عن ذهن بري… فهل يتم اللقاء؟
يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري متابعة مبادرته، ويعطيها المزيد من الوقت علّها تفرج عن التشكيلة بين المتناحرين عليها، مستعيناً ببعض الافكار والتسويات في اطار بعيد عن الاعلام، أي التكتم الشديد كي لا تحترق الطبخة الحكومية، من خلال حركة الموفدين والوسطاء حتى نهاية الاسبوع الجاري، مع إحتمال التمديد في حال شعر بحسن النيّة من قبل المعنيين، وإلا سيكون له حديث آخر لاحقاً، لانّ كيل برّي قد طفح من الاعيب المتناحرين، في ظل إرتياح شعبي نوعاً ما من مبادرته، الذي ينجح عادة في وساطاته، لكن هذه المرة ووسط ما يجري من خلافات لا يمكن التفاؤل كثيراً، لان التصاريح المعلنة من قبل طرفيّ النزاع لا تبشّر بالخير، على الرغم من انها المبادرة الاخيرة، بعد فشل المبادرات الخارجية وابرزها الفرنسية، لذا وفي حال بقي الوضع مأزوماً حتى نهاية الشهر الجاري، فسوف يتعايش الجميع مع الفراغ، مع كل تداعياته الاقتصادية والمالية الصعبة التي ستؤثر على كل القطاعات في البلد، وعندئذ ستكون كل الطرقات مسدودة، ولا امل بإحدات خرق ما.
الى ذلك ينقل مصدر سياسي مطلّع على تدوير الزوايا الذي يقوم به رئيس مجلس النواب، ويقول:» هنالك فكرة من الصعب تحقيقها لكنها تدور في ذهن بري، وهي إمكانية جمع الرئيس المكلف سعد الحريري برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على الرغم من صعوبة هذه المهمة، لكن امام المخاوف من انهيار حتمي للبنان، فبري سيُشغل كل محركاته لخرق كل الجدار المقفلة، آملاً ان يستطيع القيام بهذا اللقاء، الذي لم تقدر عليه فرنسا لا على اراضيها ولا في بيروت، لكن برّي الذي ينجح دائماً في عمله السياسي، قادر لربما على تحقيق ذلك اللقاء، تحت عنوان «مصلحة لبنان اولاً واخيراً «، معتبراً بأن هذا الحل هو آخر دواء لهذه المعضلة، التي ادهشت العالم بسبب عدم إستطاعة احد التحضير لذلك الاجتماع علّه يُغسل القلوب، مع التذكير بالسنوات السابقة التي كانت مثل «السمنة على العسل» بين الحريري وباسيل، وخصوصاً في فترة الانتخابات النيابية، حين دعا الرئيس الحريري كل مناصري تيار المستقبل في البترون، الى إعطاء الصوت التفضيلي لـ «صديقي جبران».
ويلفت المصدر الى انّ مبادرة بري المدعومة من حزب الله، لاقت التأييد من مجمل الافرقاء، وهو اعلن ذلك حين قال «الحريري وافق على مبادرتي وانتظر جواب باسيل»، مما يعني انّ الطابة الحكومية اليوم في ملعب الاخير، وتنتظر الشوطة الاخيرة، وإنطلاقاً من هنا وبسبب عدم الرد لغاية اليوم على طرحه، فقد جرى توسيع لمروحة الاتصالات خلال الاسبوع الجاري، مع دعم مصري أيد مبادرة رئيس المجلس، وبالتأكيد ساهم في تليّين الامور من قبل الرئيس المكلف.
وعلى خط آخر، يشير المصدر الى انّ بري سعى قبل ايام الى تهدئة التراشق الاعلامي بين «التيار الوطني الحر» و «تيار المستقبل»، من خلال الحدّ من حرب البيانات المتبادلة، إلا انه فوجئ بهجوم يُشّن عليه من قبل عضو «تكتل لبنان القوي» النائب زياد اسود خلال حديث متلفز، قال فيه: «لو كنتُ مكان باسيل، لما تراجعت عن وصف برّي بـ «البلطجي»، ولو كنتُ مكان برّي لفعلت ما يفعله، فهو المحرّك الأساسي للقضاء على العهد، والمسؤول عن تعطيل البلد»، معلناً دعمه لترشيح النائب جميل السيّد لرئاسة المجلس النيابي، ووصف المصدر هذا التصريح بالهجومي وفي غير وقته، لاننا نعيش في اجواء ملبّدة وخطرة، تستدعي من الجميع الحوار والتيقظ والوعي والادراك، لان البلد قابل للاشتعال الطائفي والمذهبي في أي لحظة، وثمة تساؤلات تطرح إنطلاقاً من هذا التدهور القائم حالياً، بين القوى الفاعلة في البلد، فهل ما قاله اسود رسالة من باسيل الى برّي؟، مع الاشارة الى انّ اسود ليس مقرّباً من باسيل، وليس من المحسوبين عليه ضمن الدائرة الضيقة في «التيار الوطني الحر».
وختم المصدر بالاشارة الى انّ تصريح اسود إستدعى إستنفاراً للجيش في بعض المناطق الحساسة، مخافة ان تحصل مناوشات في بعضها على خلفية ما قاله.