ارتفاع جنوني في الأسعار قبل رمضان.. ومافيات تتحكم بالأسواق
لا انتخابات رئاسية ونيابية وبلدية في ال ٢٠٢٢ اذا تعثر الاتفاق النووي
من يضبط اسعار المواد الغذائية مع بداية شهر رمضان المبارك واقدام التجار على رفع الأسعار بشكل جنوني دون أي حس بالمسؤولية الدينية والأخلاقيّة، مبررين ذلك بارتفاع سعر الدولار، وشمل الارتفاع الجنوني كل المواد الذي يحتاجها المواطن وصولا إلى ربطة الخبز، في ظل غياب كلي لأجهزة رقابة وزارة الاقتصاد وترك الأسواق لمافيات تتحكم بالأسعار وتحظي بغطاء رسمي وعلى «عينك ياتاجر «حيث يدفع المواطن ثمن هذا العهر السياسي من قبل طبقة فاسدة لاتعرف سوى النهب والاحتيال حيث سرقت كل المواد المدعومة وتقوم بتوزيعها «اعاشات إعانة» على البسطاء في ابشع استغلال للكرامة الانسانية.
وكل هذا يجري حسب مصادر عمالية مع حد أدنى للاجور لايتجاوز ال ٧٥٠ الف ليرة لايكفي لأسبوع واحد حيث وصلت نسبة الفقر في لبنان إلى ال ٥٥ ٪ وأكثر، وطارت الطبقة الوسطى حيث يسيطر على مقدرات البلد طبقة لاتتجاوز ال 5٪ وهي من السياسيين وحاشيتهم الذين استفادوا من الدولة كيفما يريدون في مرحلة ما قبل الطائف والحروب، وهم أنفسهم حكموا البلد بعد الطائف حتى أن التركيبة الجديدة بكل رموزها مارست ابشع من طبقة ما قبل الطائف.
لبنان يحكمه «شلة» منظمة توزع ادوارها وخلافاتها للحفاظ على ما تبقى لها من هيبة، واللبنانيون يترحمون على «قامات» طبقة الاستقلال من كميل شمعون إلى كمال جنبلاط وريمون ادة ورشيد كراَمي وصائب سلام ومجيد أرسلان وغيرهم، إلى دور الأمام المغيب َموسي الصدر، وهؤلاء شكلوا عملة نادرة في تاريخ لبنان، وكانوا كبارا بتوافقاتهم وخلافاتهم، واسسوا لحكم فؤاد شهاب وغيره، اما المجموعة الجديدة فجلبت معها الدماء والدموع و هي من تلعب بالدولار وتحتكر المواد الغذائية والنفط والطحين عبر ازلامهم وهم معروفون ويتقدمون الساحات والصفوف، لايعرفون الرحمة ولاالشفقة في ابشع استغلال لم يشهده العالم القديم والجديد، حيث يحكم هؤلاء احيانا باسم الدين وأحيانا باسم القومية وحقوق طوائفهم وبث الرعب من الاخر، لان السلم الاهلي عدوهم الأول، وهم مرتاحون لما يحصل في البلاد حاليا، ويغذون الخلافات لكي يبقوا على كراسيهم، وهؤلاء حكموا البلد ايام الحرب بالسلاح والخطف والمجازر واليوم يحكمون عبر استغلال بؤس الناس واوجاعهم، والنتيجة الحتمية هي الخراب والدمار، ومن يراهن على «المن والسلوى» والهدوء والاستقرار مع هذه الطبقة، فهو كمن يراهن على اوهام وسراب، حتى الأحلام مع هذه الطبقة لم تعد ممكنة، لكن الضوء الوحيد في هذه «العتمة الشاملة «كانت المقاومة وانجازاتها ضد العدو الاسرائيلي وأهمها مجزرة الدبابات «الاسرائيلية» في وادي الحجير حيث شهد اللبنانيون والعرب مشاهد جديدة ومشرفة في تاريخ الصراع مع العدو لم يروها من قبل.
وحسب المصادر العمالية، ان الخطورة تكمن في الشلل الذي يطال كل المؤسسات مما يهدد اكثر من ٥٠ الف عائلة بوظائفهم وتحديدا في المصارف والشركات الصغيرة والمحلات والمكاتب وغيرها، والانفجار الاجتماعي على الأبواب، وسيقع حتما، وسيضرب استقرار البلد في ظل انسداد الحلول الحكومية وإصرار الحريري وباسيل على خوض وَمعركة «تكسير روؤس» بينهما لن تنتهي في القريب العاجل، ويستخدمان فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة والمحرمة دوليا، والنتيجة سيدفعها البلد حتما، وعندما يأتي الحل الخارجي سيرضخ الحريري وباسيل لاي قرار، بعد أن تكون الخسارة فاقت كل التوقعات.
الحريري وباسيل يعرفان انهما يلعبان في الوقت الضائع وسمعا من السفراء العرب والأجانب، ان لبنان ليس أولوية، والاهتمام المركزي العالمي حاليا ينحصر بالملف النووي الإيراني والانتخابات الإيرانية في حزيران و الانتخابات الرئاسية السورية أواخر أيار والملف اليمني، وعلى ضوء الحلول لهذه الملفات سيكون الحل في لبنان، مع التأكيد أن المواجهة الاميركية الصينية أرضها ليس الشرق الأوسط بل بحر الصين، والمواجهة الأميركية الروسية ساحتها أوكرانيا، واذا تم التوصل إلى حلول للملف النووي قد تشهد المنطقة خفضا للتوترات ستنعكس على لبنان وسوريا وعلى المنطقة، واذا تعثرت الحلول، وتحديدا فيما يتعلق بالاتفاق النووي، فإن المنطقة قادمة على توترات كبيرة ومن ضمنها لبنان، وبالتالي، المنطقة ولبنان في مرحلة انتظار.
وفي ظل هذه المراوحة لماذا لاتستفيد الطبقة السياسية من حالة الفراغ في القرار الدولي لتشكيل الحكومة والتخفيف من الخسائر الكبرى، وعلى الحريري وباسيل ان يدركا انه اذا فشلت الجهود في التوصل إلى الاتفاق النووي والحل في اليمن، فإن لا انتخابات رئاسية ونيابية وبلدية في لبنان وقد يطول الفراغ، وربما الحريري وباسيل يضعان هذا السيناريو في حساباتهما ولذلك لن يتنازلا، وبالتالي لن يعطي باسيل الحريري ورقة رئاسة الحكومة وإدارة الفراغ وَمعركة رئاسة الجمهورية بالتعاون مع بري وجنبلاط وفرنجية، فيما الحريري يريد اضعاف الحكم وباسيل وسحب كل أوراقهم، وفي ظل هذا الصراع يدفع اللبنانيون اثمانا كبيرة، «والله يستر».