IMLebanon

عودة «الشيخين»… معركة الرئاسة الثالثة بدأت؟ 

 

 

 

على “حبلين” متوازيين يسيران “بالمقلوب”، يتحرك الوضع اللبناني. خارجيا، اصطفاف غربي-اميركي يتحرك “ظاهريا” في اتجاه فرملة الجنوح “الاسرائيلي” نحو عملية عسكرية موسعة في لبنان، باتت كل عدتها جاهزة “اسرائيليا”، وبات شبه التسليم اللبناني بها امرا محتما، الى حين انقشاع الرؤية الاقلمية. وداخليا، اقتراحات ومبادرات في اطار شراء الوقت، و”دوران” في حلقة مفرغة بين متمسك بشماعة الحوار والتشاور، وبين رافض لتقديم التنازلات على حساب الدستور، بحثا عن حلول “تقطيع وقت” في الملف الرئاسي، يقابله قناعة دولية بان لا انتخابات الا في ظل “عصا” تقنع المتحكمين بالبلاد والعباد بان اوان الرحيل قد حان.

 

وسط هذا المشهد من عجقة وحركة اللقاءات السياسية، التي محورها جولات كتلتي “لبنان القوي” و”اللقاء الديموقراطي”، بقرار من “صهر الرابية” و”بيك المختارة”، قد يكون بايعاز من جهات خارجية فرنسية – قطرية، بعدما رفع تكتل “الاعتدال الوطني” الراية البيضاء، مع اعلان “الخماسية” بيانها القاضي من عوكر، يبدو ان النتائج تتجه نحو ان تكون “شعيرة” لا قمحة، بعدما فشلت المرحلة الاولى من المساعي، والتي كان هدفها تحديد لائحة من ثلاثة  اسماء رئاسية، لطرحها على القوى الخارجية، وفقا لما تشير اليه مصادر واسعة الاطلاع.

 

وفي هذا الاطار، اشارت المصادر الى ان الحديث عاد عن عودة متوقعة لرئيس الحكومة السابق الشيخ سعد الحريري الى بيروت ، بالتزامن مع عودة شقيقه بهاء الذي بدأ باعداد فريقه، بعدما سلم ادارة مكتبه لرئيس مجلس ادارة مدينة كميل شمعون الرياضية رياض الشيخة، الذي باشر اتصالاته الشعبية من جهة، والتحضيرات اللوجستية لتأمين كل متطلبات الاقامة من امنيات وغيرها من جهة ثانية، رغم التساؤلات الكبيرة التي تسود الشارع السني حول اسباب العودة المتزامنة واهدافها، واذا كان ثمة قرار بتوزيع “التركة الحريرية” وقسم الشارع السني، حيث تجمع الآراء على ان الساحة الحريرية لا تحتمل زعيمين.

 

اما على جبهة بيت الوسط، وفيما ترجح المصادر ان لا تكون هناك اي زيارة للشيخ سعد الحريري راهنا الى الرياض، اكدت ان عودته الى بيروت ستكون محطة له قبل زيارته الى موسكو والتي انجزت الترتيبات لها، وتهدف لشكر القيادة الروسية على الدور الذي لعبته مع القوى الاقليمية المعنية لتسهيل عودته، قبل ان يستقر في بيروت بعد جولته الروسية، ويتفرغ لاعادة اطلاق عمله السياسي.

 

واشارت المصادر الى ان الشيخ سعد “مصر” على العودة الى الحياة السياسية، والتحضير لخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة، من بلدية ونيابية وقبلها رئاسية، بما له من مونة على النواب السنة وعلى الشارع السني، حيث ما زال الاقوى حتى الساعة، متابعة بان ما افرزته حرب طوفان الاقصى من استفاقة لبعض الجماعات السنية المتطرفة، والحركة التي بدأتها في الشارع السني، حتّم التسريع في عودة الشيخ سعد لاعادة الامساك بهذا الشارع، دون اغفال الدور الذي قد يلعبه على صعيد الورقة الرئاسية.

 

وختمت المصادر بانه حتى الساعة من غير الواضح تماما اين سيكون اصطفاف الشيخ سعد، وما اذا كان سيعود الى مساره السياسي القديم، وان كان الكثير من المؤشرات الخارجية يوحي، بان ثمة تغييرات جذرية على هذا المسار، وان تحالفات الفترة الماضية قد تشهد تبديلا كبيرا وتموضعا جديدا له على الساحة الداخلية، قد يحتاج بعض الوقت قبل ان يتبلور بشكل واضح.

 

فهل يعني هذا الحضور المفاجئ ان الملف الرئاسي بات قاب قوسين او ادنى من ان يشهد تغييرا دراماتيكيا؟ وهل يعني ذلك انه بدأ التحضير لمعركة الرئاسة الثالثة؟