IMLebanon

الحريري ينقل اللبنانيين مجدداً من الإحباط إلى الأمل

قالها، وبالفم الملآن، ومَن له أذنان سامعتان فليسمع:

سعد الحريري وتيار المستقبل لا يريدان مشكلاً مع أحد، أما مَن يريد مشكلاً فهذه مشكلته.

المشهد مساء أول من أمس الأحد كان مُعبِّراً:

شاشاتٌ عملاقة تنقل صورة الحدث من معظم المناطق اللبنانية المتنوِّعة، الرئيس سعد الحريري أطلَّ، تتنازعه مشاعر الفرح والغصَّة، فرحٌ لأنه يلتقي بجمهوره ومناصريه وبخطِّ الإعتدال والإنفتاح، وغصَّةٌ لأنه بعيدٌ بسبب الظروف التي يعرفها الجميع، لكنَّ النبض الوطني واضحٌ والكلام السياسي واضح والموقف ثابت.

الناس الذين تابعوا كلمته بشوقٍ وشغف، طُرِحَت عليهم عدة أسئلة منها:

وما الجديد في ما قاله؟

الناس صارت لديهم مناعة ضد التشكيك، هُم يعرفون سعد الحريري جيِّداً ويعرفون أنَّ ليس كل جديد جيِّد وليس كل قديم رديء. القِدَم أحياناً كثيرة يعني الثبات على الموقف مهما تبدَّلت الظروف، لأن نقل البندقية ليس سياسة ثابتة بل هو مزاجية وراء المصلحة الخاصة ولو على حساب المصلحة العامة. فالذين سألوا عن موقف الرئيس الحريري جاءهم الجواب لا لبس فيه ولا مواربة:

الأولوية لانتخابات رئاسة الجمهورية، فهذا هو الموضوع الملح الذي ينتظر منذ عام وشهرين، فيما الإستحقاقات الأخرى تستطيع الإنتظار، ومنها تعيين قائد جديد للجيش أو التمديد للقائد الحالي في حال تعذَّر التوافق، في أيلول المقبل، فلماذا الإستعجال في ما يمكن أن ينتظر؟

ولماذا الإبطاء في ما أصبح متأخراً سنةً وشهرين؟

بكثير من الإنتباه تابع اللبنانيون كلمة الرئيس الحريري، شعروا من خلالها، لا بل تأكدوا، أنَّ الملفات الإقليمية والدولية تُرهق العالم فكيف لبنان، يُدرك الرئيس الحريري أنَّ الملفات الإقليمية والدولية تتراكم يوماً بعد يوم ولا حلَّ إلا بتركيز المسؤولين على قضاياهم، لأنَّ لا أحد سيهتمُّ لهم بشؤونهم.

وفي اختصار فقد أعاد الرئيس الحريري تصويب البوصلة، ومعه أعاد اللبنانيون قراءة التطورات من منظار هادئ بعيد عن الإنفعالية والحسابات الشخصية لتأتي التطورات إفتراضياً، وفي الأولويات التالية:

لا خطوة قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية بالتوافق بين الجميع.

بعد الإنتخابات الرئاسية يتمُّ تشكيل حكومة تتولى ما تأخَّر من تعيينات.

لا استدراج للفتنة تحت أيِّ عنوان من العناوين وتحت أيِّ شعار من الشعارات.

إن الأولويات هي للمواطن الذي يدفع وحده دون غيره ثمن التعثّر في الملفات، هي أن يستطيع أن يعيش بكرامة، والكرامة هنا ليست سياسية فحسب ولا سيادية فقط، بل أن لا يشعر المواطن بأنه تحت إحتلال مالي أو إقتصادي بمعنى أن يعيش في حال عوز دائم، فعندما ينتفي هذا العوز بالإمكان القول إنَّ اللبناني أصبح في حالٍ من الطمأنينة التي لا توفرها لا الإنفعالات ولا كلام السقوف المرتفعة ولا التحديات التي لا توصِل إلى نتيجة.

مجدداً، اللبنانيون يشكرون الرئيس الحريري لأنه أعاد تصويب البوصلة وجعلهم يأملون بأن يكون عيد الفطر المبارك مليئاً بالأمل لا بالإحباط.