Site icon IMLebanon

هكذا تقرّر انتقال الحريري الى فرنسا دون عائلته

 

على وقع الحلحلة التي نجح الفرنسيون في تحقيقها تزامنا مع جولة وزير الخارجية جبران باسيل الاوروبية، ورئيس الدبلوماسية السعودية عادل الجبير الى باريس حيث صعّد مواقفه،بدأت تتفاعل في الداخل اللبناني المواقف من استقالة الحريري ووضعه،حيث بينت الساعات الماضية عن وجود نار تحت رماد العلاقة بين بكركي وبعبدا على خلفية زيارة البطريرك الراعي للرياض والمواقف التي اعلنها قبل ان يتوجه الى الفاتيكان.

اوساط واكبت الزيارة البطريركية اشارت الى ان لقاءات الراعي في الرياض كانت ناجحة جدا وهي حققت الغاية التي قامت من اجلها، مشددة على ان البطريرك الراعي ادلى باقتناعاته وما قيل يأتي في نفس السياق الذي تحدث عنه في الولايات المتحدة الاميركية، مشيرة الى انه كان امينا على «نقل رسائل» بعبدا الى من التقاهم من المسؤولين السعوديين، كاشفة ان الجهات المعنية في بيروت كانت تبلغت مع اقلاع طائرة البطريرك من الرياض تحضير موكب ليتوجه البطريرك الى بعبدا فور وصوله، الا ان الساعات التي فصلت عن وصوله غيرت في البرنامج ، اذ علم ان الطائرة التي حطت لدقائق انزلت عددا من اعضاء الوفد المرافق قبل ان تعود وتقلع باتجاه روما.

وتشير المصادر في هذا المجال الى ان اللقاء الذي جمع البطريرك بالوزير باسيل في روما لم يكن «ايجابيا» حيث اكتفى كل من الطرفين بالادلاء بموقفه ،وهوما انعكس في الاتصال الهاتفي بين البطريرك والرئيس عون، وقد عبر عن ذلك بوضوح رئيس الجمهورية خلال استقباله وفدي نقابة المحررين والصحافة من خلال بعض التمريرات التي حملت الكثير من الرسائل، متابعة بان البطريرك لعب دورا اساسيا الى جانب الدور الفرنسي في تحقيق بعض الحلحلة.

فماذا حصل خلال الساعات الماضية؟

تكشف المعلومات في هذا الخصوص الى ان يوم الاربعاء شهد اتصالات طوال اليوم على خط باريس – الرياض، دخل عليها الرئيس ماكرون بعد الظهر بعدما نجح وزير الخارجية الفرنسية في تحقيق خرق ما، فاجرى الاليزيه اتصالا بالقصر الملكي استمر لدقائق مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان، تبعه اتصال برئيس الحكومة اللبنانية الشيخ سعد الحريري، وجه اليه خلاله دعوة رسمية لزيارة العاصمة الفرنسية، قبلها على الفور الشيخ سعد.

وتتابع المعلومات ان الزيارة الى باريس التي ستكون قبل الاحد قد تطول مدتها ،على ان تبقى عائلة الحريري في الرياض لاتمام بعض الاجراءات قبل ان تنضم اليه في باريس. واشارت مصادر مطلعة الى ان الدعوة الفرنسية تقوم على ان يباشر رئيس الحكومة سلسلة من الاتصالات السياسية مع الاطراف الفاعلة في الازمة، على ان يلاقيه عدد من قيادات المستقبل، معتبرة ان الدبلوماسية الفرنسية نجحت في تحقيق «انجاز» على قاعدة «اكل العنب دون قتل الناطور»، على ان تكون بعدها زيارة للحريري الى بيروت للقاء رئيسي الجمهورية والمجلس وتقديم استقالته وفقا للاصول المرعية الاجراء.

من جهتها اعتبرت اوساط متابعة الى ان الحل الفرنسي جاء لينقذ ماء وجه السعودية، مقرة بان امبراطورية الحريري السياسية انتهت بعدما ضربت مجموعته الاقتصادية، متخوفا من ان يكون ذلك شاملا لكل العائلة الحريرية، في ظل انسحاب بهاء الحريري التكتي من لبنان بعدما ادلى بموقف يتماهى مع موقف الرياض.

في الموازاة، اكدت مصادر دبلوماسية إن «المبادرة الفرنسية» شملت بندا آخر بقي بعيدا عن التداول، يشمل مساعي لإخراج بيروت «سالِمة» من اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر الاحد المقبل في القاهرة، والتي قد يدخل على خطها أيضا الاميركيون والروس، للجم اندفاعة المملكة نحواتخاذ اجراءات «عقابية» ضد لبنان، قالت المصادر إن السعودية قد تقدّم في اجتماع الاحد، عرضا عن النشاطات الايرانية في المنطقة لا سيما في الخليج، معزّزا بمستندات ووقائع ووثائق وصور تُثبت دور طهران وأدواتها، ويرجّح ان تُظهر بالفيديوتفاصيل عملية اطلاق «الباليستي» على الرياض، من ألفها الى يائها، وكيفية وصول الصاروخ الى اليمن، ودور «حزب الله» وخبرائه الموجودين في اليمن في دعم «الحوثيين». كما ستُطرح قضية خلية العبدلي في الكويت ودورُ حزب الله في البحرين وفي العراق وسوريا ومصر، قبل ان تطلب الرياض من لبنان إدانة الممارسات الايرانية هذه. أما اذا رفضت بيروت الطلب السعودي، فمن غير المستبعد، بحسب ما تتوقع المصادر، أن تُطلق الرياض، خلال الاجتماع أوفي أعقابه، مسارَ «مقاطعة» لبنان عربيا، الى حين تجاوبه مع مطلب سحب مقاتلي حزب الله من الساحات العربية. علما ان معلومات وصلت الى بيروت تحدثت عن زيارة متوقعة لساعات الى بيروت للامين العام للجامعة العربية تمتد لساعات.