أضاف الاشتباك «الماروني – الشيعي» بين رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك بشارة الراعي من جهة، وبين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان من جهة ثانية، مزيداً من العقبات أمام الجهود التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري لتشكيل الحكومة وجعل الأمور أكثر صعوبة في إمكانية أن ترى التوليفة الوزارية النور قبل عيد الاستقلال، في موازاة استمرار التجاذبات بشأن بعض الحقائب التي لم يُحسم أمرها بعد، بانتظار ما سترسو عليه المشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلّف مع القيادات السياسية، في ضوء ما ذُكر عن وجود تحفظات من جانب الرئيس عون على توزيع بعض الحقائب في التشكيلة الأولية التي حملها معه الرئيس الحريري إلى القصر الجمهوري في زيارته الأخيرة.
وفيما نقل زوّار الرئيس برّي عنه قوله أن لا يتوقع أن يكون لردّه على الرئيس عون تداعيات على عملية تشكيل الحكومة، إلا أن هناك خشية من أن تكون لهذا الاشتباك الطائفي سلبيات قد تترك انعكاساتها على انطلاقة العهد الجديد وعلى العلاقة بين الرئاستين الأولى والثانية، ناهيك عن الهزّة القوية التي أصابت عملية تشكيل الحكومة، بعد الانزعاج الذي نُقل عن الرئيس الحريري من ارتدادات هذا الاشتباك على مساعيه المستمرة لتأليف الحكومة والتي يأمل أن تُبصر النور في أسرع وقت وقبل عيد الاستقلال إذا كان ذلك ممكناً.
واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن الرئيس المكلّف يحاول النأي بالمشاورات التي يُجريها لتأليف الحكومة، عن أي تأثيرات سلبية للسجال بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، وهو لهذه الغاية يواصل مساعيه لتدوير الزوايا وتجاوز ما تبقى من عراقيل أمام الولادة المنتظرة، لكنه يرفض وبحسب مقرّبين منه تحديد مواعيد للإعلان عن الحكومة، سيّما وأن مشاورات التأليف ما زالت في إطارها الطبيعي، سواء ولدت الحكومة قبل الاستقلال أو بعده، لأنه يُحاذر أن يُصاب اللبنانيون بخيبة أمل إذا حدّد موعداً لإصدار التشكيلة ولم تسرِ الرياح كما تشتهي سفنه، وهذا يعني أنه إذا لم تُسعفه الظروف ورأت الحكومة النور قبل الثلاثاء المقبل، فلا مشكلة في أن تأخذ المشاورات وقتاً إضافياً، طالما أنها ضمن المهلة المعقولة، ريثما تحظى التشكيلة بقبول جميع الأطراف ولا يكون هناك فيتوات أو اعتراضات من أحد على أحد.
وقد استبعدت مصادر نيابية بارزة أن تتأثر الاتصالات التي يقوم بها الرئيس المكلّف جرّاء سجال الرئيسين عون وبري، سيّما وأن المعلومات التي بحوزتها تُشير إلى أن التأليف أصبح في خواتيمه، بعد تجاوز الكثير من العقبات التي ظهرت، ولا زال الرئيس الحريري ومن خلال اتصالاته يحاول تذليل آخر هذه العقبات، مشيرة إلى أن هناك مشاورات تجري بعيداً عن الإعلام لإنضاج الطبخة الحكومية في أسرع وقت، لأن التأخير سيخلق أجواء غير مؤاتية قد تُعيد الأمور إلى المربع الأول، في ظل تزايد الحديث عن العودة إلى الحكومة الثلاثينية والتي ستحتاج إلى وقت إضافي لتظهيرها، فيما باتت حكومة الـ«24» جاهزة، بانتظار وضع اللمسات الأخيرة عليها إذا حصلت على موافقة الأطراف المعنية ولم يظهر ما يُعيق إصدار مراسيمها في اللحظة الأخيرة.