حملت الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري هذا العام، أكثر من دلالة سياسية وجاءت مغايرة عن الاعوام السابقة في كثير من المحطات تستوجب التوقف عندها لما تنطوي عليه من اهمية في هذه المرحلة المفصلية التي يجتازها لبنان والمنطقة.
وهنا تلفت أوساط في تيار المستقبل الى ان اللافت بداية تمثل بالبيان الصادر عن وزير الخارجية الاميركي جان كيري الذي اشاد بالرئيس الشهيد ثم زيارة السفير دايفد هيل الى ضريح الرئيس رفيق الحريري والمواقف العربية والدولية وسط اجماع على دعم المحكمة الدولية وتحقيق العدالة.
أما على صعيد المهرجان في «البيال»، فإن المفاجأة الكبرى تمثلت بحضور الرئيس سعد الحريري الى بيروت تضيف المصادر، اضافة الى المشاركة السياسية اللافتة عبر حضور غير مسبوق لرؤساء وزعامات وقيادات، والمشاركة العونية من خلال الوزير جبران باسيل ووزراء ونواب من «التيار الوطني الحر» الامر الذي يحصل للمرة الاولى والذي جاء بعد حفاوة استقبال الرئيس الحريري للعماد ميشال عون في الرياض على هامش التعزية بالملك عبدالله بن عبدالعزيز ما يؤكد ان الحريري لم يقطع حبل التواصل القائم بين بيت الوسط والرابية.
أما على خط آخر، وما يتصل بخطاب الرئيس الحريري تعتبر مصادر المستقبل انه الابرز والأهم لرئيس المستقبل لا سيما وأنه جاء في أدق مرحلة يمر بها لبنان وما يحيط به من حروب وأزمات لا تحصى والكلمة المدوية رسمت خارطة طريق لهذه المرحلة المليئة بالتطورات والمتغيرات والتحولات الاقليمية، ناهيك الى تشخيصه الصريح لسلسلة عناوين سياسية اذ لم يكن خطاباً عادياً او انشائياً بل وطنياً بامتياز، وهنا تقول المصادر ان ما قاله حول حزب الله لا يعني التشويش على الحوار بل ذلك حصل لدى تشكيل الحكومة عبر ربط النزاع وبالتالي هذا الائتلاف في الحكومة لا يعني التخلي عن الثوابت والمسلمات التي يتمسك بها تيار المستقبل وحيث يدركها الرئيس نبيه بري قبل وخلال هذا الحوار الذي يحصل في عين التينة اي الخلاف حول مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري وايضاً الاصرار على تسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه الى مسألة السلاح والموقف من ايران والنظام السوري، ولكن تؤكد اوساط الحريري انه مستمر في هذا الحوار ومتمسك به لمنع الفتنة السنية – الشيعية، وبالمحصلة الحفاظ على البلد.
وتوقفت مصادر المستقبل عند دلالة كلامه عن الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز والاشارة الى القيادة الجديدة ودور المملكة العربية السعودية الداعم للبنان ما يؤكد ان ذلك من باب الوفاء للرياض ودعمها للبنان، اضافة الى عنوان برز وهنا الاساس عبر حرص وتشدد الحريري في دعمه للجيش اللبناني وسائر القوى الامنية وشجبه للتطرف وترداده اكثر من مرة التمسك بخط الاعتدال وهذا الحزم حيال ادانة التطرف والتعصب والوقوف الى جانب القوى الامنية، له اهميته ويحمل اكثر من رسالة تجاه كل من يخرج عن هذا المسار الاعتدالي.
وسلطت مصادر المستقبل الضوء حول اصرار الحريري لانتخاب رئيس للجمهورية وعلى مبدأ المناصفة وهذا الكلام يصب في خانة التأكيد على الدور المسيحي وحضوره،من هنا تميز الخطاب الحريري بأكثر من معطى ويؤشر الى مرحلة جديدة وثمة ترقب لبعض المواقف والردود على ما اثاره زعيم المستقبل إننا وفق مرجع رئاسي سابق يبقى هذا الخطاب مشروع دولة ويصب في خانة كل ما يحصن الدولة ومؤسساتها، واشارت المصادر الى ان ما حمله كلام الحريري من عناوين بالجملة، كانت هنالك لفتة خاصة للرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لدورهما الحواري وذلك يبنى عليه في سياق التواصل والتلاقي وان كانت تباينات سياسية، ما يعني بالمحصلة ان الحريري حدد الخيارات وأكد على اللاءات السياسية والوطـنية، وكان واضحاً في كل ما اشار اليه.
أما حول بقاء الحريري في لبنان تجزم اوساط مقربة منه بأنه هو من يقرر ذلك دون سواه وهذا الموضوع خارج التداول الاعلامي.