Site icon IMLebanon

الحريري محرج بين دعم فرنجية ولائحة القوات ـ معوّض

لا يمكن قراءة المشهد السياسي في زغرتا – الزاوية بمعزل عن خارطة القوى السياسية الفاعلة  وتوزعها في القضاء الذي تتجه اليه الانظار هذه الايام وتكثر التكهنات فيه حول شكل التحالفات الانتخابية المحتملة والتي تتصل في الوقت عينه بصيغة القانون الانتخابي لا سيما وان اوساطا سياسية تعرب عن اعتقادها ان الوزير سليمان فرنجيه مستهدف في عرينه منذ الفتور الذي ساد العلاقة بين المردة والتيار الوطني الحر الى حد القطيعة بينهما وما حصل في العشاء الشهير من مواقف لوزير الخارجية جبران باسيل كان كافيا للاشارة الى ازمة العلاقة بينهما.

يوضح الخبير في الدراسات الاحصائية السياسية بول مرقص الدويهي انه كي نستطيع قراءة الخارطة السياسية ومراكز القوى في القضاء يقتضي الاخذ بعين الاعتبار بان القضاء ينقسم الى ثلاثة مناطق هي الساحل والوسط والجرد… فالساحل يعني بلدات مجدليا ورشعين وارده ومحيط هذه القرى… والوسط من المدينة والسهل ومزيارة وكفر صغاب وكفرفو وعرجس وسبعل وغيرها.. والجرد يبدأ من فوق سبعل الى تولا وايطو وما فوق.

تتوزع القوى السياسية على هذه المناطق المذكورة فيعتبر الوسط عرين تيار المردة والاقوى فيها الوزير فرنجيه وتحالفه ولم يشهد الوسط تغييرا سياسيا في مراكز القوى منذ اكثر من ستين سنة والى اليوم، وفيما طرأ تغيير وحيد على عائلة الدويهي بعد انقسامها بقيت عائلة كرم موحدة وملتفة حول النائب سليم كرم فيتجه الناخب (الكرمي) حيثما اتجه النائب كرم الذي يصنف في المرتبة الثانية من حيث القوة التجييرية في وسط زغرتا.

ويشير مصدر زغرتاوي الى ان مشهد التحالف القائم بين فرنجيه واسطفان دويهي وسليم كرم مستمر حتى اليوم ويتجه الى خوض المعركة الانتخابية التي تبدو انها ستكون معركة حادة في مواجهة التحالف الجديد الذي نشأ بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ورئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، وقد ظهرت مؤشرات هذا التحالف في العشاء الذي شارك فيه الوزير جبران باسيل والوزير بيار رفول الى جانب ميشال معوض وحشد من القواتيين.

ويلفت المصدر الى جديد العلاقة القائمة بين التيار الوطني الحر وميشال معوض بعد حملات مرتفعة السقف قادها معوض سابقا في مواجهة التيار العوني لسنوات، فيما تربط ميشال معوض علاقات تحالفية وثيقة بالقوات اللبنانية ترجمها القواتيون في مناسبات عدة نظمها معوض في زغرتا وشكلوا جمهوره فيها.

يؤكد المصدر ان المعارك الانتخابية التي تشهدها زغرتا ـ الزاوية في كل الاستحقاقات الانتخابية النيابية ترتكز على العائلية اكثر مما هي معارك سياسية الى درجة ان الناخب الزغرتاوي يلتزم بقرار العائلة اكثر من التزامه بقرار تياره او حزبه وان قوة الوزير فرنجيه في مجموعة العائلات التاريخية الملتزمة بخط فرنجيه مثل عائلات يمين ـ سعاده ـ دحدح ـ فنيانوس وقسم من الدويهي وكرم وهؤلاء يشكلون الكتلة الناخبة الاكبر في وسط القضاء.

اما الجرد فيشكل فيها التفاهم العوني ـ القواتي الكتلة الناخبة الاقوى لا سيما وان التيار العوني يتجه لترشيح احد وجوه بلدة مزيارة للمعركة الانتخابية فيما كان التيار العوني في الاستحقاق السابق داعما للائحة فرنجيه،واذا ما خاض التيار العوني (مع القوات) بمرشحه ابن بلدة مزيارة متحالفا مع ميشال معوض فمن شأن هذا التحالف ان يخوض معركة قاسية يعود فيها الناخب السني المنتشر بين مرياطة والفوار والعشائر بيضة القبان كالعادة، وهنا لا بد للرئيس سعد الحريري من موقف يحدده حيال هذه المعركة الزغرتاوية بما له من مونة على الصوت السني الذي يبلغ قرابة الستة ألاف وخمسمئة صوت…

هنا يرى المصدر ان الحريري سيكون محرجا بين دعم فرنجيه او دعم اللائحة المنافسة التي تضم حليفا له (ميشال معوض والقوات اللبنانية) علما ان اختيار التيار العوني لمرشح من مزيارة يستهدف اضعاف فرنجيه بالدرجة الاولى.

لكن هناك من يشير الى ان حصة فرنجيه من اصوات السنة تقارب ال35 بالمئة لشخصه و25 بالمئة للائحته، عدا عن تراجع تأثير الحريري وسط الناخبين السنة في القضاء بعد اقتحام اللواء ريفي لهذا الوسط.

ثمة من يطرح تساؤلا عما اذا كان من الممكن تشكيل لائحة ائتلافية بين فرنجيه ومعوض… هناك من يشكك في هذا الاحتمال لا سيما وان تجربة الانتخابات البلدية لم تكن ناجحة كما ينبغي، ولسبب آخر ان معوض يعتمد في معركته على القوات اللبنانية الذين شكلوا عمود الحضور في قداس والده الرئيس الشهيد رينه معوض اضافة الى تحالفه العائلي مع بولس وقسم من عائلة الدويهي والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فهل يتركون له الخيار وهم في معركة مواجهة مع فرنجيه؟