IMLebanon

«صَدَق الحريري» بمواجهة «شكراً ريفي»

كان من المفترض أن يساهم الحكم المشدد على ميشال سماحة بـ «رأب الصدع» بين «تيار المستقبل» وبين وزيرالعدل المستقيل أشرف ريفي وأن تعود المياه الى مجاريها، بدل أن يؤدي الى تعميق الهوة والخلافات بينهما، والى فتح حرب ضروس على مواقع التواصل الاجتماعي.

كان ريفي ينتظر أن يعترف «تيار المستقبل» والرئيس سعد الحريري بـ «فضله» في صدور هذا الحكم على سماحة، بعد الضغط التي مارسه، بدءا بتقديم استقالته من الحكومة وصولا الى تجييش الشارع ضد المحكمة العسكرية.

في حين انتظر «المستقبل» والحريري أن يبادر ريفي الى التراجع عن استقالته، والعودة الى «بيت الطاعة الازرق»، خصوصا أن الأمين العام أحمد الحريري اعتبر أن الحكم كان نتيجة الضغط الذي مارسه «تيار المستقبل» في الشارع عبر الاعتصامات التي نفذها، متجاهلا أي دور للوزير ريفي واستقالته، كما كانت لافتة الرسالة غير المباشرة التي وجهها سعد الحريري الى ريفي خلال تعليقه على الحكم الذي أثبت برأيه «أن المتابعة القضائية والشفافية مع الرأي العام هي الطريق الصحيح للعدالة بعيدا عن المزايدات والتصرفات السياسية الهوجاء».

هذه المواجهة سرعان ما انتقلت الى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث أطلقت الصفحات المحسوبة على تيار «المستقبل»، «هاشتاغ» بعنوان: «صدق سعد الحريري»، في حين عممت الصفحات المحسوبة على ريفي عبارة: «العقاب للمجرم سماحة.. شكرا أشرف ريفي».

لم تؤد قضية سماحة الى سجالات بين فريقيّ «8 و14 آذار»، بقدر ما تحولت الى مادة لتصفية الحسابات الداخلية بين «تيار المستقبل» وبين المتمردين على سياساته وفي مقدمتهم ريفي، في وقت ما يزال فيه «المستقبل» يتحين الفرص لكي يعود بقوة الى الشارع من خلال بعض الأحداث والشعارات، وكان يجد في قضية سماحة ضالته، لكن ريفي سبقه إليها.

لذلك، بدا السباق واضحا بين «المستقبل» وريفي على قطاف ثمار الحكم المشدد على سماحة في الشارع، علما أنه يسجل البعض لريفي أنه كان منسجما مع نفسه ومع قناعاته ومع الشارع، واستقالته لم تكن مناورة، وهو لم يتراجع عنها حتى الآن بالرغم من صدور الحكم، في حين يرى عدد من المقربين منه في تعليقاتهم على مواقع التواصل أنه «لولا الضجة التي أحدثها ريفي، سواء في التضحية بالمنصب الوزاري أو في التعبئة العامة التي نظمها رفضا لحكم المحكمة العسكرية، والضغط الذي مارسه في مجلس الوزراء من أجل إحالة القضية الى المجلس العدلي، لكان سماحة ينعم بالحرية، في وقت كانت فيه أكثرية التيارات، ومنها «المستقبل»، تفاوض على هذه القضية من أجل تحقيق مكاسب سياسية آنية».

لكن مصدراً قيادياً في تيار «المستقبل» رأى أن «الأمور تحتاج الى التعقل والحكمة، ولا يجوز أن يستمر هذا الهيجان من أي طرف كان، والكل يعترف بأن لأشرف ريفي حيثية سياسية وشعبية، ولكن هذا لا يعطيه الحق أن يكبر على التيار الذي احتضنه وقدمه للناس، ولا يجوز له أن يتصرف بهذا الشكل مع ابن الشهيد رفيق الحريري».

ويؤكد هذا المصدر أن «الاتصالات ما تزال مستمرة مع ريفي، والرئيس الحريري ينتظر منه مبادرة تؤكد أنه ما يزال ضمن خط تيار المستقبل وأن يعترف بالأخطاء التي ارتكبها، ولكن يبدو أن محيط ريفي لم يعد يسمح له بذلك، وبالتالي فان هذا الأمر سيدفعه الى خطوات إضافية قد تكون غير محسوبة النتائج».