Site icon IMLebanon

الحريري – فرنجيه  الخوف مِنهُما وعليهما

مَن يعتقد بأنَّ السياسة في لبنان نزهة، يكون على خطأ، ومَن يعتقد بأنَّ الأمور تأتي على الهِينِة يكون على خطأ أكبر، لكن مَن يعتقد بأنَّ بعض الرجال يتراجعون أمام الصعاب يكون على خطأ أكبر وأكبر.

في ثنائي الحريري – فرنجيه نحن أمام رجلَيْن يمتلكان الصفات المشتركة التالية:

الصدق في التعاطي السياسي، فلا كلامان:

كلامٌ فوق الطاولة وكلامٌ تحتها، فإما أن يكون هناك سرٌّ، فلا يتحدثان، وإما إن يُكشَف السرُّ فيتحدثان بصدق، فمنذ انعقاد اللقاء بينهما بدأ اللبنانيون يتعاملون مع نهج سياسي جديد، إذا تحدث أحدٌ منهما مع أحد من السياسيين، عبر الهاتف، صدر بيانٌ بذلك، وإذا انعقد لقاء صدر بيان بذلك. في هذا النهج الجديد الرأي العام على دراية بكل شيء، لا يفوته تفصيلٌ واحد.

في حالات مشابهة لم يكن الأمر كذلك، مثال على ذلك أنه حين التقى الرئيس سعد الحريري بالعماد ميشال عون في أوروبا، بقيت الإجتهادات لأشهر حول مكان انعقاد اللقاء:

هل هو في باريس أم في روما أم في الفاتيكان؟

ماذا تضمّن؟

هل حصل توافق أم إختلاف؟

اليوم ماذا يجري؟

صدقٌ وصراحة واحترام للرأي العام وقول كل شيء على الملأ.

ومن صفات الزعيمين الجرأة والإقدام وعدم التراجع، فلا سعد الحريري، إبن البيت الذي أقدَم حتى الإستشهاد، يعرف التراجع، ولا سليمان فرنجيه، إبن البيت الذي دفع الأرواح ثمن الخيارات الوطنية والسياسية، يعرف التراجع.

ثم ما هي حجة الرافضين؟

لو لم يكن سليمان فرنجيه وطنياً، لَما كان ركناً أساسياً من أركان 8 آذار.

ولو لم يكن سعد الحريري ثابتاً على مواقفه لَما كان حجر الزاوية بالنسبة إلى 14 آذار.

فما هذا الرفض الذي يطال أحد الأربعة الأوائل في 8 آذار.

هل عيب سليمان فرنجيه انه أحد الأربعة الأوائل في 8 آذار؟

إذا لم يكن كذلك فلماذا يهاجمه أهل بيته من 8 آذار؟

إذا لم يكن كذلك فلماذا يهاجمه هذا المعسكر؟

وإختيار الرئيس الحريري لفرنجيه لم يأتِ من العدم، بل من قناعة ان المناصفة حق، وغريب كيف جوبه فرنجيه بهذا الرفض القاطع من حلفائه؟

سليمان فرنجيه، السياسيون يخافون منه والناس يخافون عليه.

سعد الحريري، السياسيون يخافون منه والناس يخافون عليه.

ربما هذه هي المعادلة التي تستدعي أن يكونا ثنائي العهد الجديد.

آن لهذا الشعب أن يستريح وآن للسياسيين أن يتعبوا، فبعد ثمانية عشر شهراً من الفراغ والشغور، بات الوضع ملحاً، أن تتم الإنتخابات الرئاسية وأن تتم إعادة تكوين السلطة:

البلد يريد أن يقوم.

والشعب يريد أن يعيش.