IMLebanon

الحريري يجمّد مبادرته

لعل ما صدر امس من دعوات ، حملت الطابع «الرسمي» للمرة الاولى، من قبل القوات اللبنانية وتيار المستقبل، للمناصرين والمحازبين بوقف «الحرب الافتراضية»، على مواقع التواصل الاجتماعي ، وتأكيد معراب على بقاء 14 آذار، في مقابل قطع مكتب رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الطريق امام اي زيارة للمرشح سليمان فرنجية الى الرابية «ما لم يكن يحمل جديدا، يؤكد بما لا يقبل الشك ان ما قبل لقاء باريس لن يكون كما بعده ، بعد التصدعات التي اصابت الفريقين خالقة كتلة جديدة باتت امرا واقعا تجمع المكون السني والشيعي والدرزي الى المردة.

ضبابية التحالفات الجديدة، زاد من سوء رؤيتها الخطوة السعودية المفاجئة في التوقيت، بحجب قناة المنار عن القمر الصناعي «عرب سات»، والرد العنيف من نائب امين عام حزب الله، ما طرح جملة تساؤلات عما اذا كان هناك من رابط بين تصعيد الحزب ضد السعودية والتسوية الرئاسية المتعثرة، ذلك ان اجواء التوافق الاقليمي الذي يفترض انه انتجها لا يتطابق مع مناخ السخونة في موقف حزب الله بما يحمل من دلالات، وقبله ما رشح من هجوم لاذع لولايتي ضد المملكة امام المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، بحسب مصادر سياسية متابعة، والتي اعربت عن تخوفها من ان تكون الحماوة السياسية، مؤشرا الى سقوط التسوية والعودة مجددا الى المربع الاول، الذي يلفت العاملون على خطها انه ستكون باللون الاحمر هذه المرة.

ومع استيعاب الرابع عشر من آذار لصدمة الترشيح وهضمه، بدأت تتكشف الى العلن شروط وتفاصيل التسوية المفترضة، إذ تكشف اوساط مطلعة ان فريق الثامن من آذار بدل ان يتلقف الطرح الحريري، ويبادر الى تذليل العقدة العونية، تصرف من منطق المنتصر محاولا تحقيق «نصر كامل» عبر فرضه سلة شروط، لا يمكن السير فيها، من قانون انتخابات يستند الى النسبية، ويقصي المستقبل عن دائرة القرار، مرورا بوقف تمويل المحكمة الدولية، ووقف المطالبة بانسحاب حزب الله من سوريا، وصولا الى بيان وزاري واضح يعيد العمل بثلاثية «جيش وشعب ومقاومة» يضمنها الثلث الحكومي المعطل.

وفيما رشحت من الرياض معلومات عن قرار حريري بتجميد المبادرة بعد مناقشة لمحصلة المشاورات التي اجراها الثلاثي نادر الحريري – غطاس خوري – اشرف ريفي في بيروت ، ونتائج اللقاء غير الرسمي الذي شهده بيت الوسط ليل السبت – الأحد لقوى 14 آذار، الذي حضره عن المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة وعن القوات نائب رئيسها النائب جورج عدوان، حيث شرحت معراب أسباب اعتراضها، وسؤال المستقبل عن البديل المقترح لفرنجية وعما اذا كان العماد عون.

استنادا الى ذلك ، تعتبر الاوساط ان الكرة في ملعب «جبهة الممانعة»، وفي شكل خاص حزب الله الذي يتوجب عليه حلّ العقبات داخل فريقه السياسي، بحيث يمكن تاليا الانتقال الى مربع دعم المرشح فرنجية، الذي التقت الظروف وتقاطعت التوجهات عند فرص انتخابه، لان صلاحية مدة وصول فرنجية الى بعبدا شارفت على نهايتها، مستدركة أن سقوط التسوية ، سيترك تداعياته على أكثر من صعيد، وسيزيد الوضع المحلي تأزما، فالفراغ الرئاسي كما الشلل المؤسساتي سيستمر الى أجل غير معلوم، وسط الخشية من انكشاف البلد امنيا، وبالتالي عودة الكلام عن حل «على السخن»، على ما بشر به أمين العام لتيار المستقبل ووزير الصحة وائل ابو فاعور منذ أيام ، وفقا لمعادلة «التسوية أو المجهول».

واعتبرت الاوساط ان التسوية حملت بذاتها صاعق تفجيرها، مع تسرع البعض وتفرده ، الا ان المصادر ذاتها رفضت في المقابل، تحميل الاطراف المسيحيين وحدهما، وزرَ اسقاط التسوية الرئاسية، وترى ان الاخيرة كانت تحمل في تركيبتها أصلا، «بذورا» قاتلة. فالتسوية لم يتم التحضير لها جيدا، ولم تناقش مع أي من القوى الوازنة في الاستحقاق الرئاسي، بدليل ان رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون لم يكن على علم لا بالمبادرة ولا باجتماع الحريري – فرنجية، وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، علما انه رغم ان خطوة بهذا الحجم تحتاج الى اجماع وطني ورضى مسيحي، لتعزيزها، فيما عكس ذلك، يجعلها موضع اعتراض ويقلّص فرص نجاحها.

هل يشكل الأسبوع المقبل بداية النهاية؟ سؤال تتمحور حوله الحركة السياسية المرتقبة وسط معطيين اساسيين، لقاء المصارحة والقرار بين العماد عون والنائب فرنجية، والذي يَعمل حزب الله على خطه، ومحاولة بكركي تهدئة الاجواء بين الطرفين ومنعَ اجتياز الخط الاحمر بينهما، والثاني مؤشر عودة الرئيس الحريري الى بيروت.

أسئلة مفروض تبيانُ اجوبتها قريبا، والى حينه، فإنها تبقى معلقة في مسار الاندفاعة المستجدة لانجاز الاستحقاق الرئاسي.