Site icon IMLebanon

الحريري مُتمسّك بتشكـيل حكومة وجعجع بالانتخابات المــبــكــــرة

 

تضارب في اولويات واجندات «القوات» و«المستقبل» يُحبط ايّ مساعٍ لاستعادة «الــزمن الجميل»

 

رغم كل المساعي التي بذلت منذ العام 2017 حتى يومنا هذا لرأب الصدع بين معراب وبيت الوسط، لا تزال العلاقة بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس «القوات» سمير جعجع على ما هي عليه من برودة وخصام وان كانت تحتدم احيانا الى حد السجال العلني وتخفت احيانا اخرى الى حد الاعتقاد بأن الامور قد تعود لسابق عهدها بينهما في اي لحظة.

 

وقد بدأت علاقة الحليفين السابقين تأخذ منحى انحداريا بعد التسوية الرئاسية واستياء جعجع من سير الحريري بتسمية عون رغم تبنيه شخصيا ترشيح عون بعد توقيع اتفاق معراب. وبرزت الخلافات بين «القوات» و«المستقبل» للعلن داخل مجلس الوزراء فبقدر ما كان الحريري يتقرب من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بقدر ما كان يبتعد عن جعجع. وبلغ الخلاف مداه بعد ازمة الحريري في السعودية واستيائه من طريقة تعاطي رئيس «القوات» معها حتى وصل به الامر للتلميح بأن له «يدية» فيها. ولم يتمكن الرجلان من رأب الصدع بينهما وخوض الانتخابات النيابية يدا بيد في كل الاقضية وتواصل شد الحبال بينهما فأحجمت «القوات» مؤخرا عن تسمية الحريري لتشكيل الحكومة بعدما كانت قد عبرت عن موقف مماثل بعد 17 تشرين الاول 2019، ما دفع الحريري وقتذاك للتنحي وتوكيل مصطفى اديب بعملية التشكيل. اليوم وفي الوقت الذي تحاول معراب تشكيل جبهة معارضة موحدة، لا يبدو ان هناك اي حظوظ لانضمام «المستقبل» اليها في ظل تمسك الحريري بتشكيل الحكومة رغم كل الاعتراضات والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهه.

 

وتقول مصادر قيادية في «القوات» ان اولوياتها في المرحلة الراهنة تختلف عن اولويات «المستقبل»، بحيث ان «ما نسعى اليه هو الذهاب لوحدة صف وموقف للقوى الساعية لاسقاط الاكثرية القائمة والذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة تضع حدا لمعاناة اللبنانيين لاقتناعنا بأن التعاون مع هذه الاكثرية يعني استمرارها في موقعها ما يدفع الوضع من سيىء الى اسوأ والى مزيد من الانهيار، لذلك ولاختصار معاناة الشعب اللبناني يجب تقصير ولاية المجلس والذهاب الى انتخابات مبكرة لان لا امل في الانقاذ مع هذا الفريق ومن هذا المنطلق تعمل «القوات» على اطلاق دينامية وطنية سياسية شعبية اعلامية للدفع باتجاه هذه الانتخابات». وتشير المصادر في حديث لـ «الديار» الى انه «بالمقابل تبقى اولوية «المستقبل» تشكيل حكومة، باعتبار انه يرى فرصة للانقاذ مع هذا الفريق، وهي فرصة نسبية لا نراها بالمطلق. من هنا وفي ظل هذا التباين في الاولويات يصعب التلاقي مع «المستقبل» على مشروع سياسي مشترك، علما انه وبمطلق الاحوال ستبقى يدنا ممدودة بانتظار اعتذار الحريري والذهاب الى استقالة معا من مجلس النواب لتسريع الخطى باتجاه الانتخابات المبكرة وتشكيل اكثرية جديدة تستلم زمام الامور لانقاذ لبنان».

 

بالمقابل، تعتبر مصادر «المستقبل» ان «المرحلة دقيقة وتتطلب الكثير من الوعي بمقاربتها»، لافتة الى ان «الخيار الاسهل هو رمي كرة النار والمسؤولية في حضن الفريق الآخر والاكتفاء بمشاهدة البلد ينهار ويتداعى». وتضيف المصادر لـ«الديار»: «كما اننا نعلم انه من السهل تحقيق جماهيرية وشعبية من خلال الانضواء في صفوف المعارضة، لكننا وكما اعتدنا دائما نأخذ الخيارات الصعبة ونسلك الطريق الشائك تحقيقا للمصلحة الوطنية العليا. وخيارنا اليوم تشكيل حكومة مهمة انقاذية لا الذهاب بخيارات قد تجر البلد الى المجهول».

 

اذا هي ليست الا حلقة جديدة من حلقات التباعد المستقبلي ـ القواتي الا اذا استدعت التطورات المتسارعة انقلابا بموقف احدهما يضعهما بالصدفة مجددا في الجبهة نفسها بدل الاستمرار في توجيه الضربات الواحد للآخر من جبهات مختلفة.