Site icon IMLebanon

هل يستمر الفراغ حتى نهاية العهد؟ ومن يتجرأ على حمل كرة النار؟

تمسك بري بمبادرته لن يدفع الحريري لتقديم اعتذاره هدية لعون وصهره

 

مع دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوة على خط الأزمة القائمة بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، حاملاً في بيان شديد اللهجة على رئيس الجمهورية، بدت الأمور على درجة كبيرة من التعقيد المفتوح على كل الاحتمالات، بعدما أضحى رئيس المجلس طرفاً في هذه الأزمة، من خلال مواقفه المنتقدة للرئيس عون واتهامه له صراحة بأنه يعرقل التأليف ولا يريد الرئيس الحريري في رئاسة الحكومة. وبالتالي فإن ما بعد تصعيد الرئيس بري ضد الرئيس عون، ليس كما قبله، لأنه سيترتب عن ذلك تغيير واضح في مسار الأمور المتصلة بعملية التأليف. إذ أشار رئيس المجلس الذي ما زال متمسكاً بمبادرته من خلال البيان الذي أصدره، أمس، بكل وضوح إلى الجهة المعرقلة، وحمل الرئيس عون دون مواربة مسؤولية عدم تشكيل الحكومة حتى الآن. في وقت لا يبدو أن رئيس الجمهورية في وارد التراجع عن مواقفه، لأنه في الأساس لا يريد الرئيس الحريري على رأس الحكومة الأخيرة في عهده، لاعتبارات عديدة، يأتي في مقدمها الخوف من سعي واضح لدى الرئيسين بري والحريري، لتعبيد الطريق أمام رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للوصول إلى رئاسة الجمهورية.

 

وتشير أوساط سياسية، إلى أن «رئيس الجمهورية ومعه صهره النائب جبران باسيل، لن يقدما التسهيلات لإنجاح مبادرة الرئيس بري منذ الأساس، فكيف الآن بعد حملة رئيس البرلمان على الرئيس عون وتحميله مسؤولية العرقلة؟ وهذا ما قد يدفع إلى بقاء الفراغ حتى نهاية العهد، أو يقدم الرئيس المكلف على الاعتذار، وهو ما يريده العهد، باعتبار أن لا خيارات أخرى متاحة، في ظل إصرار كل فريق على مواقفه»، مشددة على أن «مشهد التعقيد الذي يتحكم بمفاصل عملية التأليف، هو ما يريده رئيس الجمهورية تحديداً، بهدف إظهار أن رئيس المجلس النيابي، ليس حيادياً وهو يقف إلى جانب الرئيس الحريري، الأمر الذي يعطي الرئيس عون مبرراً لرفض مبادرة الرئيس بري. وكي يقول أنه لن يقبل بهذا الوضع، وبالتالي يعمل على عدم القبول بهذه المبادرة، وما يمكن أن يترتب عنها».

 

وتؤكد مصادر في «تيار المستقبل»، أن «المواقف التي صدرت عن رئاسة الجمهورية، لا تبشر بالخير، ولا تدعو للتفاؤل بإمكانية ولادة حكومة. وهي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن المستهدف هو مبادرة الرئيس نبيه بري، من أجل دفع الرئيس المكلف للاعتذار، لأنهم لا يريدونه على رأس الحكومة الجديدة، وبالتالي لا يبدو أن هناك إمكانية للتفاهم بين الرئيس الحريري والرئيس عون على إنجاز التأليف. لأن من يتولى التفاوض وخلافاً للدستور هو النائب جبران باسيل وليس رئيس الجمهورية».

 

ولفتت المصادر، إلى أن «كل ما يصدر عن رئيس الجمهورية وصهره، يؤكد المؤكد، وهو أنهما لا يريدان حكومة برئاسة شخصية أخرى، وبالتالي فإن الرئيس عون يفضل إبقاء الحال على ما هو عليه، الأمر الذي سيزيد من عمق المأساة التي يعاني منها اللبنانيون، ويفتح أبواب الانهيار على مصراعيها. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن فريق العهد يحاول شراء مثل هذه الاشتباكات مع خصومه، باعتبار أن هذه المواجهات تبرر له مواقفه الأساسية في رفض الرئيس الحريري»، مشيرة إلى أن «الرئيس المكلف وطالما أن رئيس المجلس أكد استمرار مبادرته، فإن الرئيس المكلف لن يعتذر بهذه السهولة، ولن يقدم الاعتذار هدية مجانية للرئيس عون وصهره»، ومشددة على أن «كل المفاوضات التي تجري بين «الخليلين» وباسيل، لا يهدف الأخير من ورائها إلى تسهيل التأليف، بقدر ما أنه يريد العرقلة وتقطيع الوقت، حتى يدفع الرئيس المكلف إلى الاعتذار. ولا يعتقدن أحد أن الغاية من هذه المفاوضات الوصول إلى حكومة».

 

باسيل لا يهدف من وراء مفاوضاته مع «الخليلين» إلى تسهيل تأليف الحكومة

 

 

وتؤكد المصادر أن «رئيس الجمهورية الذي لا زال يحظى بدعم حليفه «حزب الله»، لن يفرط في ما تبقى من عهده وما بعده، مستغلاً هذا الدعم، بوصول رئيس حكومة يعمل ضده، ولا يتفق معه، ولو أدى ذلك إلى انهيار الهيكل على رؤوس الجميع»، مشددة على أن «كل هذا التصعيد من جانب الرئيس عون، من أجل إبعاد الحريري الذي لن يتجرأ أحد على حمل كرة النار، والحلول مكانه في ظل هذه الظروف، إلا إذا تبنى رئيس «المستقبل» شخصية أخرى مكانه. لكن يبدو أن الفراغ سيكون عنوان المرحلة المقبلة، مع تأكيدها على أن مؤسسة الجيش ستبقى متماسكة، وحريصة على حفظ الاستقرار والأمن في البلد، بالرغم من الضغوطات التي تواجهها».