وسط زحمة الحراك الدبلوماسي الثلاثي، الأميركي، الفرنسي والسعودي الذي يركز على سبل دعم الشعب اللبناني الذي يواجه مرحلة شديدة الخطورة، حيث جاء اجتماع السفير السعودي وليد بخاري في دارته باليرزة مع السفيرتين الأميركية والفرنسية، دوروثي شيا وآن غريو، استكمالاً للمحادثات التي عقدت بالرياض الأسبوع الفائت، لا يبدو أن الملف الحكومي مرشح لأي اختراق إيجابي محتمل، باعتبار أن المعطيات تشير إلى أن التوجه لدى الرئيس المكلف سعد الحريري، يميل إلى تقديم اعتذاره، بعدما وصل إلى قناعة باستحالة تشكيل حكومة وفق رؤيته في ما تبقى من هذا العهد. وهو ما أشارت إليه أوساط قيادية في الفريق «الأزرق»، لـ«اللواء» من أن «هذا الأسبوع مرشح لأن يكون مفصلياً على صعيد تشكيل حكومة، باعتبار أن الرئيس المكلف سيتخذ خلاله قراره على الأرجح بشأن الاستمرار في التكليف أو الاعتذار، مع ترجيح الاعتذار إذا لم يطرأ جديد يمكن أن يشكل عامل ضغط على فريق العهد، من أجل المساهمة في الإسراع بتشكيل الحكومة».
وقالت هذه المصادر إن «الساعات المقبلة حاسمة لأن الرئيس المكلف لن يترك البلد يغرق أكثر فأكثر، وسيتخذ القرار الذي يتناسب مع مصلحة اللبنانيين».
ووسط ترقب لمحادثات الرئيس المكلف مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد غد، فإن المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، تشير إلى ضغوطات خارجية، وتحديداً روسية، على الرئيس الحريري، لدفعه إلى عدم الاعتذار، بعدما أضحت موسكو في أجواء هذه الخطوة التي يرجح أن يقدم عليها الرئيس المكلف، بعد لقائه الرئيس السيسي. وقد أشارت المعلومات إلى أن الجانب الروسي يتمسك باستمرار دعم الرئيس الحريري، لتشكيل حكومة مهمة، كونه رجل المرحلة، توازياً مع استمرار الجهد الفرنسي لعقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان، في 20 الجاري، بالعاصمة الفرنسية باريس. وهو ما يبحثه منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان والقائم بالأعمال في السفارة الفرنسية جان فرانسوا غيوم، مع المسؤولين اللبنانيين.
وقد أكدت مصادر معارضة، أن «الأزمة في لبنان تجاوزت موضوع تشكيل حكومة، بل أن جوهر هذه الأزمة بات التصدي لمؤامرة تستهدف كل وجود لبنان وثوابته وشعبه ومقوماته، ما يعني أن الحكومة التي لن تتشكل، باتت تفصيلاً وسط كل ذلك»، مشيرة إلى أن «المملكة العربية السعودية أدركت ذلك من 2016، فوراً بعد انتخاب ميشال عون بخطأ جسيم ارتكبه بعض أركان الرابع عشر من آذار آنذاك، وسلموا «حزب الله» ورقة لم يكن يحلم بها»، ومشدداً على أن «المملكة تصدت لذلك مذ ذاك، وهي مستمرة في التصدي لمنع تكريس هذا الواقع الذي يلغي لبنان ويهجر شعبه». ولفتت، إلى أن «ما يجري هو شد حبال في إطار أزمة أوسع وأكبر، وهي أزمة وجودية بالنسبة للبنان وخياراته، فالواقع الجديد المطلوب هو تحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية، وتسلط العائلة المالكة في قصر بعبدا»، مؤكدة أن «السعودية وإن كانت موجودة على المسرح اللبناني، ولكنها لن تغامر بتأييد حكومة يتسلل إليها ممثلو المشروع الإيراني».