Site icon IMLebanon

آلية الخطوط المفتوحة بين عون والحريري تصطدم بأربع عقبات

 

الحريري يُحارب احتكار «التيار» للتمثيل المسيحي بوزراء مستقلين

باسيل يرفض سياسة اطلاق اليد ويُطالب «بمشاركة متوازنة»

 

منذ ايام يسود الجمود الملف الحكومي بعد بروز تعقيدات عديدة في وجه ولادة الحكومة. ولعل العنصر الايجابي الاساسي الذي يبقي شيئا من التفاؤل هو ان الخطوط ما زالت مفتوحة بين قصر بعبدا وبيت الوسط في اطار الالية التي اتبعت منذ تكليف الرئيس الحريري والتي ترتكز على الحوار بينه وبين رئيس الجمهورية لاستيلاد التشكيلة الحكومية مع ضمان ثقة المجلس من خلال تمثيل الكتل الاساسية والوازنة.

 

ووفقاً للمعلومات التي توافرت حتى الآن، فان الحريري لا ينوي الاعتذار، لكنه لا يخفي انزعاجه من الصعوبات التي برزت مؤخرا بعد ان كانت بداية عملية التأليف تجري بشكل انسيابي ومرن.ومن التقى او اتصل به لم يسمع من اي شيء عن الخيارات التي سيعتمدها، لكنه المح الى انه لا يستطيع الصمت والانتظار طويلا.

 

ويقول مصدر مطلع في هذا المجال، ان الاسبوع الحالي يجب ان يحمل تطورات مؤثرة هلى مسار التأليف بعد الجمود الحاصل، مشيرا الى الكلام عن 48 ساعة حاسمة، ولا يعتقد ان يقدم الحريري تشكيلة الامر الواقع لرئيس الجمهورية لانه يدرك سلفاً ان عون سيرفضها اذا لم تأخذ بعين الاعتبار مطالبه وملاحظاته، عدا عن انه اتبع من التكليف مسار الحوار الايجابي مع رئيس الجمهورية.

 

وتقول المعلومات ان عملية التأليف محصورة بين عون والحريري وان كلا منهما يقوم باتصالاته مع الكتل والاطراف السياسية في اطار التشاور المطلوب لضمان تمثيل ودعم هذه الاطراف للحكومة.

 

ويقول المصدر ان العقبات ما زالت هي هي، بل زادت مؤخراً:

 

– الخلاف بين عون والحريري على عدد اعضاء الحكومة، فالاول يريدها من عشرين والثاني يرغب بان تكون من 18 وزيرا. وفي مثل هذه الحال يحصل الدروز على حقيبة واحدة تكون من نصيب من يسميه جنبلاط، وبالتالي يحرم النائب طلال ارسلان حليف «التيار الوطني الحر» من التمثيل في الحكومة. ويسعى «التيار» ويضغط للذهاب الى حكومة العشرين ليس لحفظ حصة حليفه ارسلان فحسب، بل لكسب صوت اضافي على حصته المسيحية في الحكومة وللحصول على الثلث المعطل الذي يرى انه سيشكل سيفا مسلطا على الحريري يحدّ من اطلاق يده في الحكومة الجديدة.

 

– الخلاف على تطبيق المداورة في الحقائب السيادية والوازنة. وتعتقد مصادر مقربة من الحريري ان عين جبران ما تزال على وزارة الطاقة وانه يسعى لان لا تكون من حصة غيره او على الاقل لان تعطى لارمني يوافق عليه مع حزب الطاشناق. اما مصادر التيار فتؤكد انه كان وما زال مع المداورة وليس في حسابه ان يحتكر حقيبة معينة بل كان من الاوائل الذين طالبوا بالمداورة.

 

– الخلاف على حصة «المردة» حيث يطالب فرنجية بحقيبتين كما في الحكومة الحالية، مع الاستعداد للتخلي عن حقيبة الاشغال.

 

– بروز عقبة جديدة بعد التفاهم على المداورة في الحقائب السيادية ما عدا «المالية»، وتتمثل هذه العقبة بجمع وزارات «الداخلية» و«الدفاع» و«العدل» بيد الرئيس عون والتيار، وبالتالي السيطرة كلياً على القرار الامني والعدلي في البلاد.

 

ووفقا للمعلومات فان الثنائي الشيعي يفضل عدم التدخل في التفاوض الحاصل بين عون والحريري وانه يعتبر ان الحوار كفيل بتجاوز مثل هذه العقد او العقبات، وتضيف بان الرئيس بري لعب دوراً مهماً قبل التكليف وفي بداية التأليف وشجع على الحوار المباشر والمكثف بين عون والحريري بعد تأكيد الية تسمية وزراء الاختصاص من الكتل المشاركة بالحكومة.

 

اما باسيل فانه يعتبر تكليف الحريري تشكيل الحكومة يشكل بحد ذاته مؤشراً واضحاً على مرونة ورغبة رئيس الجمهورية في تسريع تشكيل الحكومة وان التيار رغم عدم تسمية الحريري ابدى رغبة قوية في تسهيل عملية التأليف، ولم ولا يطالب سوى بتحقيق المشاركة المتوازنة.ويسعى رئيس التيار الى الحصول على حصة الاسد المسيحية في الحكومة انطلاقاً من حجم كتلته النيابية اولا ومن الحفاظ على التمثيل السياسي المسيحي الوازن.

 

لكن الرئيس الحريري يرغب بتوزير مسيحيين مستقلين بدل حصة الكتل المسيحية غير المشاركة بالحكومة كالقوات وغيرها. ويرغب ايضاً توزير مسيحي مقرب منه.

 

والسؤال المطروح هل يكون المخرج بالتنازلات المتبادلة، ام ان حسابات اخرى ما زالت مستورة في اللعبة الحكومية؟ يردد مرجع بارز ان الوضع الكارثي يفرض على الجميع تقديم التنازلات لمصلحة البلد.