IMLebanon

فشل أي حكومة تعيد تدوير الطبقة السياسية الحاكمة

 

رمى الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيلته الحكومية بوجه عون ومشى! وهو بذلك يرفع البطاقة الحمراء بوجه عون لإخراجه مع صهره باسيل من الحكم نهائياً. فتشكيلة الحريري، التي راعت الثنائي أمل – حزب الله، لم تأخذ مطالب رئيس الجمهورية ولا مطالب صهره المعاقب أميركياً بالحسبان. وبما أن حكومة الحريري إذا ما تشكّلت ستبقى حتى نهاية العهد، وبما أن الرئيس عون لن يحصل على «الثلث المعطل»، ولا على تجديد لولايته، وبما أن الوزير باسيل لا يمكنه أن يكون خلفاً لعمه وهو تحت العقوبات الأميركية… كل ذلك يعني إخراج الرئيس وصهره من دائرة وملعب القرار والحكم الفعلي في لبنان نهائياً للجلوس على «دكة الاحتياط» السياسي في لبنان. وهو ما يسمح لخصومهما المسيحيين بالعودة بقوة الى ساحة الانتخابات النيابية، وحتى الرئاسية، المقبلة! وذلك، حتى ولو توافق الرئيسان على حكومة مبنية على أساس التشكيلة المقدمة حالياً!

 

لن يقبل عون بتشكيلة الحريري من دون تعديل. وهو يمكنه مبادلة الحريري ببطاقة صفراء فقط يرفض بها التعاون مع هذه التشكيلة. وبتلطّى كل منهما وراء صلاحيات موقعه الدستورية! والدستور في لبنان، كالعادة، وجهة نظر! خلاف عون – الحريري يشلّ أيضاً حركة الثنائي أمل – حزب الله الداخلية مع حلفاء كل منهما باختلاف الأحجام السياسية! في حين فرنجية وجعجع يتفقان على مطالبة الرئيس بالتنحي… والشعب، الرافض للجميع، انتقل الى جهنم!

 

فشل أي حكومة تعيد تدوير الطبقة السياسية الحاكمة

 

إن الطبقة السياسية في لبنان تقدّم الأداء السياسي نفسه منذ سنوات. هذا الأداء لهذه الطبقة أوصل البلاد الى الإفلاس. وسرق أموال كل اللبنانيين. وقام بتفجير بيروت وقتل 203 ضحايا وجرح 6.000 شخص، وأصاب منازل وأشغال 300.000 مواطن في بيروت ومحيطها. وفشل في السيطرة على كورونا. وأوصل الجميع الى جهنم. لا بل إن ما هو متوقع من الطبقة السياسية هو إفشال أي إمكانية للسير بالتحقيق، أو للوصول الى أي نتيجة تدين إجرامها وتدين إهمالها الجرمي، كما حدث مؤخراً «بتطفيش» التدقيق الجنائي!

 

إن أي حكومة تنتجها هذه السلطة من فريقها، هي فاشلة حكماً لفقدان الثقة بها محلياً وعربياً ودولياً. عون والحريري والثنائي – أمل حزب الله يرتكبون «فاولات» كثيرة في تشكيل الحكومة. ولم يعد هناك من حَكم في لعبة سياسية من دون مرمى لتسجيل الأهداف! انتهى الوقت الأصلي والشعب اللبناني مطرود من حياته الطبيعية. واللا مسؤولون اللبنانيون يركضون بكل الاتجاهات للحفاظ على مصالحهم الخاصة في الوقت الضائع. لكن صفرة النهاية ستأتي مع نهاية الرمق الأخير من احتياطي مصرف لبنان. الحل هو في تغيير كل الفرقاء مع وضع أهداف حقيقية لتحقيقها. قائدو قطارات جهنم لا يستطيعون إخراج لبنان الى النور! وسواء اتفقوا أو اختلفوا ما بُني على باطل هو باطل! والقرار سيعود الى الشعب في النهاية، «بالمنيح أو بالقبيح»!