IMLebanon

إيحاءات الحريري وجنبلاط وتأكيد باسيل

 

لم يعد التساؤل حول رضى “حزب الله” على تولي الفريق الرئاسي و”التيار الوطني الحر” عرقلة تأليف الحكومة مقتصراً على بعض القوى السياسية المخاصمة للحزب، والمنتقدة دائماً لسياساته، معتبرة أن هيمنته على القرار السياسي في البلد سبب أزماته.

 

القيادات التي تعزو ما آلت إليه الأوضاع إلى انصياع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لكل ما يريده الحزب، تعتبر أن الأخير نجح في جعل الرئاسة الأولى وفريق مسيحي وازن مطواعاً لمقتضيات التحالف بينهما ومستعداً لتغطية متطلبات المعارك الإقليمية التي يخوضها الحزب في سياق مصالح إيران والمواجهات التي تخوضها. فالمعادلة في هذا التحالف قامت على إطلاق الحزب يد “التيار” في ممارسة السلطة والإفادة القصوى من منافعها وشهواتها، مقابل مظلة الرئاسة الشرعية، لتورط الحزب بسلاحه وتنظيمه في حروب المنطقة وصراعاتها.

 

في موضوع تعطيل ولادة الحكومة، يوجه بعض هذه القوى التهمة مباشرة إلى الحزب بأنه يقف وراء تأخيرها ويحولها ورقة تفاوض في يد إيران في إطار تبادل الضغوط أو التنازلات مع الإدارة الأميركية الجديدة حول العودة إلى الاتفاق النووي، وإزالة العقوبات الأميركية على طهران. والبعض الآخر يصعّد الموقف ضد الرئيس عون مطالباً بتنحيه أو داعياً لانتخابات نيابية مبكرة من أجل تغيير الأكثرية ثم تغيير الرئيس، لإزاحة الغطاء الذي يشكله عون لسياسة الحزب في شكل أنهك البلد وكرسه منصة لسياسات إيرانية، أدت لعزلته الدولية والعربية.

 

في الأيام الماضية انضم صوتان وازنان، كانا تجنبا توجيه الاتهام لـ”حزب الله” تحت عنوان “ربط النزاع” أو “إدارة الخلاف”، إلى الموقف القائل بأنه يترك لحليفه التعطيل ليمارس دور الوسيط بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري. فاقتراح أمينه العام السيد حسن نصر الله زيادة عدد الوزراء من 18 إلى 20 أو 22 هي الوصفة لحصول الفريق الرئاسي على الثلث (7 وزراء). في 14 شباط الماضي طرح الحريري في مطالعته حول رفضه الثلث المعطل جملة أسئلة: “لماذا يريد الثلث المعطل؟ ممَ يخاف؟ فخامة الرئيس موجود، ومجلس النواب موجود… إلا اذا كان هناك خلف الستارة، من يحرك ويشجع، ليقل لنا بوضوح”. كان هذا تلميحاً غير مباشر من زعيم تيار “المستقبل” إلى الحزب، بالوقوف خلف تعطيل عون وباسيل للحكومة.

 

وأول من أمس سأل رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية، بعدما أشار إلى رفض موسكو ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حصول أي فريق على الثلث المعطل في الحكومة: “هل تريدني أن أصدق أنه هو (باسيل) يعطل كل شيء، يعطل روسيا وإيران؟ لا أصدق”، مستطرداً: “يكفي مزاحاً وكفى إستخفافاً بعقولنا. إلا إذا كان الإيراني ينتظر أن يفتح المجال للمفاوضات التي بدأت بين إيران وأميركا وأن ينتج هذا الأمر حلاً…هل يستطيع باسيل أن يكون القوّة الإعتراضية لوحده؟ لا أعتقد”.

 

في وقت فهم كثر تبرؤ باسيل من الثلث المعطل تجاوباً مع رفض نصر الله له، بعدما أنّبه على انتقاد “التيار” عدم التزام الحزب معه في بناء الدولة، بدا أن باسيل أجاب على أسئلة الحريري وجنبلاط بقوله: “نقبل بما يقبل به حزب الله”. أليس الوجه الآخر لكلامه هو أن الحل عند الحزب وليس بيده؟

 

وربما أوحى ما قاله باسيل بالأسئلة المطروحة.