IMLebanon

حلمٌ وردي في زمن الكوابيس

 

لا نريد أن ننزلق إلى قعر التشاؤم لأن مركب الحكومة ينأى بعيداً عن شاطئ التأليف. فبالرغم من المعطيات السلبية كلها التي تتحدث عن ذاتها بذاتها، لن نفقد الأمل بموقفٍ من هنا أو قرارٍ من هناك يتجاوز العوائق ويتغلّب على الصعاب فتُلتقط في قصر بعبدا «الصورة التذكارية» بعد إصدار المراسيم، لنرى في السراي الكبير استئنافاً للنشاط اليومي للسلطة التنفيذية التي هي أكثر من ضرورة في الظروف الطبيعية وأيام الرخاء والهناء، فكم بالحري في ظروفنا الاستثنائية وأيام الانهيار الاقتصادي والسياسي، مع تداعياته الرهيبة كلها.

 

هل بات تشكيل الحكومة حلماً وردياً في زمن الكوابيس المرعبة؟

 

ربّـما. ومع ذلك سنظلّ نحلم بأن سعد الحريري التقى ميشال عون، وأسفر اللقاء عن التوافق على إصدار مراسيم تشكيل الحكومة بوجوه أعضائها التي تبثّ جرعة تفاؤل في زمن التشاؤم. وبأن رئيس الوزراء توجّه مباشرةً من القصر إلى الاجتماع مع لجنة البيان الوزاري لإعداده. وبأن جلسة الثقة لن يتأخر عقدها أبعد من يومَين حداً أقصى، حتى إذا عُقدت تنتهي في أربع وعشرين ساعة من الصباح الباكر حتى صباح اليوم التالي. إذا كان لا بد من بعد الإطالة والثرثرة. وبأن الثقة أُعطيَت بشبه إجماع.

 

ويمضي الحلم الوردي: فيعقب الثقة اجتماعٌ لمجلس الوزراء لا ينتهي إلا بإقرار جدول الأعمال الذي يكون من بندٍ واحد لكل جلسة، مع افتراض عدم توقّف الجلسات حتى يتمّ الإقرار، ولو استمرت الجلسة أسبوعاً متواصلاً. والبنود الأكثر ضغطاً وإلحاحاً التي لا يجوز التأخير في بتّها بشكلٍ قاطع هي:

 

أولاً – جلسة، متواصلة، لإقرار خطة تنفيذية للكهرباء.

 

ثانياً – جلسة، متواصلة، لإقرار خطة تنفيذية للنفايات.

 

ثالثاً – جلسة، متواصلة، لإقرار خطة تنفيذية عملية لدعم العملة الوطنية.

 

رابعاً – جلسة، متواصلة، لإقرار خطة تنفيذية لإنقاذ ودائع اللبنانيين وغيرهم، وتأمينها ولو بالتدرّج.

 

خامساً – جلسة، متواصلة، لإنهاء مسألة التدقيق الجنائي التي أقرّوها بالإجماع.

 

سادساً – جلسة، متواصلة، لا تنتهي إلا بالعودة إلى التنقيب عن الغاز والنفط بعيداً عن المصالح، وما أكثرها، والحساسيات والطائفيات و… الأكاذيب.

 

سابعاً – جلسة، متواصلة، لوضع جدول زمني تنفيذي لتطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة التي قال بها القوم من اتفاق الطائف إلى الدستور.

 

ثامناً – جلسة، متواصلة، لضخّ النسغ في شرايين اقتصادنا من صناعة وتجارة وسياحة وزراعة، إلخ…

 

تاسعاً – جلسة، متواصلة، لفك العزلة التي تخنق لبنان.

 

والحلم الوردي لا يتوقّف هنا…