IMLebanon

«حرب بقاء» طويلة الامد بين بعبدا وبيت الوسط… واللبنانيون يدفعون ثمنها الباهظ! 

 

 

شعار الطرفين «لإزاحته هو وليس انا» مع الإستعانة بالوتر الطائفي لكسب المعركة…

 

اعتباراً من بعد ظهر الاثنين الماضي الذي انتج لقاءً فاشلاً في قصر بعبدا، بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وما نتج عنه من إنسداد في الافق الحكومي الى امد بعيد المدى بحسب ما يبدو، يمكن القول انّ عبارة حرب البقاء بينهما قد إنطلقت وبقوة، لان الواقع اوضح جيداَ هذه الصورة ونقلها الى العلن داخياً وخارجياً، لتُطوى معها صورة التسوية الرئاسية، مع نهاية قاتمة وحالكة بالسواد السياسي.

 

الى ذلك لم يتفاجأ الكثيرون بما حدث، لان البيت الذي يُبنى على اساس متينة لا يمكن ان يُهدم، وهذا ما حصل خلال التسوية الرئاسية ، والرسائل عادة تقرأ من عناوينها، وهذه العناوين انتجت حرب إلغاء متبادلة، تحت عباءة صلاحيات الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة، وما تحملان في طياتهما من اوتار طائفية حساسة، لان ارض الواقع تؤكد بأن لا احد منهما يريد العمل مع الاخر، وحرب البقاء هي السائدة اليوم بين الطرفين، وقد برزت بقوة منذ لحظة إرسال المغلّف الرئاسي الى بيت الوسط يوم الاحد، مع عبارة «حضرة رئيس الحكومة السابق»، اي تجريد الحريري من لقب «دولة رئيس الحكومة المكلف»، لتستكمل الحرب النفسية في اليوم التالي مع فشل اللقاء، وخروج الرئيس الحريري من القصر الرئاسي غاضباً ومذهولاً من الحوار، الذي لم يستغرق سوى دقائق كانت كافية لقلب الطاولة الحكومية على رؤوس الجميع.

 

إزاء هذا المشهد القاتم، تفاقمت المخاوف والهواجس من إنزلاق الوضع بوتيرة اسرع الى المهوار، عبر انتشار الفوضى والسرقات والامن الذاتي في المناطق، مع تخوّف كبير من عدم تشكيل حكومة حتى نهاية عهد الرئيس عون، لان الحريري لن يعتذر ولن يوافق على تشكيل حكومة، كالتي يريدها رئيس الجمهورية وفريقه، كما لا مجال لسحب التكليف منه بحسب القانون.

 

من هذا المنطلق ستبقى السجالات وعملية تقاذف المسؤوليات، بين تياريّ المستقبل والوطني الحر، وستزيد الخلافات من دون اي حل مرتقب، فلا عون يريد الحريري في السراي، ولا الحريري يريد عون في بعبدا، لذا اتت معادلة «الاعتذار مقابل الاستقالة»، مع ان تنفيذها مستحيل، والمعارك السياسية ستبقى مسيطرة على الفريقين، تحت عنوان «لإزاحته هو وليس انا».

 

في غضون ذلك، يقول نائب عن منطقة الجبل لـ «الديار»: «ما يجري بين بعبدا وبيت الوسط لم يسبق له مثيل في سجلّ الازمات الحكومية، بعدما وصل الوضع الى هذا المستوى من الصراع، معتبراً انّ الايجابية الوحيدة التي برزت، هي إصطفاف شخصيات سياسية إختلفت في السياسة مع الحريري، لكن اليوم عادت معنوياً الى احضان «تيار المستقبل»، ومن المتوقع ان تعود سياسياً في المدى القريب، مما يؤشر الى مرحلة عنوانها « شدّ العصب السنيّ بقوة لمواجهة العهد»، فضلاً عن تضامن كبير من رؤساء الحكومة السابقين، وتأييده بتشكيل حكومة متوازنة من اختصاصيين مستقلين، وفق بنود المبادرة الفرنسية، وعدد الوزراء وتوزيع الحقائب مع رفض مطلق للثلث المعطّل. مضيفاً: «في المقابل، ستعود عبارة» إستعادة حقوق المسيحيين «الى خطابات رئيس التيار جبران باسيل، مع إتهامه للحريري بقضم تلك الحقوق، اي سيلعب باسيل ايضاً على الوتر الطائفي كي يستعيد شعبيته، التي تمّر بفترات صعود وهبوط بسبب بعض «تخبيصاته»، مما يعني ان التيارين سيستعينان بالطائفية لشدّ عصب جمهورهما».

 

وختم المصدر موجّهاً الدعوة الى الطرفين للالتقاء مجدّداً رحمة بالمواطنين، لان لبنان واللبنانيين هم من يدفعوا الاثمان الباهظة وليس عون والحريري، خصوصاً في ما يتعلق بقضية التلاعب بالدولار وتحليقه المخيف، وهبوط العملة الوطنية بقوة، ما اوصل اللبنانيين الى الجوع وقريباً الى المجاعة.