فيما يصول ويجول وزير الصحة حمد حسن مستعرضاً “إنجازاته” ومستجدياً التهنئة والثّناء على “بطولاته” في مكافحة “كورونا”، وفيما يحاول حليفه، وزير الطاقة ريمون غجر امتصاص غضب الناس، والتخفيف من هول مشكلة تقنين الكهرباء، علت صرخة إدارة مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي لم يستثنه التقنين. وكأنه لم يكفِ المواطن كلّ ما يعيشه من رعب، ليكتشف أن مؤسسة كهرباء لبنان لا تميّز بين مستشفى يحيا فيه المرضى على أجهزة التنفس، وبين أي منزل أو مؤسسة أخرى، فتطبّق عليه التقنين ببرودة أعصاب.
وعلى الرغم من مسارعة المعنيين للملمة الفضيحة عبر الإعلان عن تخفيض ساعات التقنين، تؤكد مسؤولة العلاقات العامة في المستشفى، نسرين الحسيني لـ”نداء الوطن” أنّ الإجراءات التي اتخذت تعالج الأزمة على المدى القصير، لكنها تبقي الخطر قائماً على المدى الأطول. ففيما تحذر وزارة الصحة المواطنين من “موجة كورونا ثانية”، يُهمَل المستشفى الذي كان أول وأهم من عمِل على مواجهة الجائحة منذ الإصابة الأولى في لبنان. وكأنه ما مِن تواصل أو اتصال بين مؤسسات الدولة، أو أقلّه لا يوجد تجاوب، فتنتظر وزارتا الطاقة والصحّة أن يسرَّب تعميم يكشف الوضع داخل المستشفى، واتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، لتتحرّكا بعد الضجة التي أثيرت. فبعد شيوع الخبر، قبلت وزارة الطاقة بخفض ساعات تقنين الكهرباء للمستشفى.
ووفق الحسيني خفّض التقنين إلى ما بين 6 و7 ساعات تقنين يومياً. كذلك أعلنت شركة “توتال” عن تقديم مادة “الفيول” للمستشفى، فأرسلت أمس 10 آلاف ليتر، بعدما كانت أرسلت السبت عشرين ألفاً.
وبناء عليه قرّرت إدارة المستشفى تخفيف الإجراءات وفق التسهيلات المقدمة بتغذية الطاقة الكهربائية ومدى توافر مادة الفيول. لدى سؤالها: “كيف يمكن لمؤسسة عامة كمؤسسة كهرباء لبنان أن تشمل المستشفيات بقرار التقنين، وتقطع عنها التيار الكهربائي من دون التفكير بتبعات ذلك وخطورته على حياة المرضى وأرواحهم؟”، تجيب الحسيني: “هذا السؤال يسأل للدولة، وهو أمر مرفوض وغير مقبول من المفترض أن يعوا ذلك”.
كذلك تؤكّد الحسيني أنّ المستشفى يتواصل مع وزارتيّ الطاقة والصحة، “طلبنا استثناء المستشفيات من التقنين. واضطررنا لاصدار البيان لطمأنة الناس، بعدما قام أحد بتسريب تعميم داخلي حول إجراءات الترشيد بطريقة أخافتهم”. وإن تمّت الموافقة على تخفيف ساعات التقنين لتتراوح بين 6 و7 ساعات، غير أن الحلول مرحلية وليست دائمة. ومن الممكن أن يبلغ الوضع حده الأقصى إن طالت الأزمة، وفق الحسيني. ويهدّد انقطاع الكهرباء في المستشفى حياة المرضى الذين يعيشون على أجهزة التنفّس، كما قد يسبّب الارتفاع في درجات الحرارة بداخله بمضاعفات لمن يخضعون لعمليات جراحية نتيجة التعرّق وتلوّث الجراح.
وتطالب الحسيني بتطميناتٍ من وزارتيّ الطّاقة والصحّة، “فالتطمين اليوم على المدى القصير، وليس من المفترض بالدولة أن توصلنا إلى هذه المرحلة. إدارة المستشفى تبذل جهدها لإيجاد حلول”.