الحريري في بعبدا اليوم حاملاً مسودّة جديدة تراعي التوازن الوطني
باب المفاجآت لم يُقفل وإن كانت الأجواء لا توحي بانفراجات
تتزايد المؤشرات السلبية بما يتصل بتشكيل الحكومة في وقتٍ قريب بعد بروز عقبات من النوع الذي يحتاج إلى مزيد من الوقت لتجاوزها، على عكس ما كانت تشتهي سفن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي سيزور قصر بعبدا، اليوم، ويلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث سيكون الملف الحكومي البند الوحيد على طاولة البحث، في ظل رغبة الرئيس المكلف بأن يُصار إلى التجاوب مع الطرح الذي قدمه بشأن تشكيل الحكومة، باعتبار أنه وكما تقول مصادره لـ«اللواء»، قدّم للرئيس عون تشكيلة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار حجم الكتل النيابية التي يُراد توزيرها في الحكومة الجديدة، وبالتالي فإن الرئيس المكلف مقتنع بالتشكيلة التي أودعها الرئيس عون، مع استعداده لتعديلها إذا كان ممكناً، شرط أن لا يُمس بجوهرها، في إشارةٍ إلى ما يطالب به رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، لناحية رفع حصة فريقه السياسي مقابل خفض حصة «القوات اللبنانية»، خلافاً لحجم تمثيلها النيابي، وهو الأمر الذي رفضه الرئيس الحريري وسبق وأبلغه إلى الوزير باسيل، مشدداً على أنه هو المخوّل وحده بتشكيل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وأنه حريص على ممارسة صلاحياته التي نصّ عليها الدستور.
وأشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن لقاء اليوم بين الرئيسين عون والحريري، سيتطرق إلى التفاصيل الدقيقة المتصلة بالتشكيلة العتيدة، من دون استبعاد أن يحمل معه الرئيس المكلف مسودةً جديدة للحكومة المنتظرة، تتضمن بعض التعديلات الطفيفة وتأخذ بالاعتبار ضرورة تحقيق التوازن المطلوب بما يتعلق بهذه الحكومة، شكلاً ومضموناً، خاصةً وأن عامل الوقت بدأ يضغط على الجميع، مع تزايد الضغوطات على الوضع الاقتصادي، وسط تحذيرات من التداعيات السلبية للتأخير في تشكيل الحكومة، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على التزامات لبنان لمؤتمر «سيدر»، وهو الأمر الذي قد يدفع عدداً من الدول المانحة إلى مراجعة مواقفها، في حال تأخير ولادة الحكومة اللبنانية.
وفي حين تم التداول أمس، باقتراحات جديدة من بينها حكومة من 24 وزيراً، لفتت أوساط مقربة من الرئاسة الأولى لـ«اللواء»، إلى أن الرئيس عون يفضّل خيار الحكومة الثلاثينية، حرصاً منه على تمثيل أكبر قدر ممكن من المكونات السياسية، في إطار حكومة وحدة وطنية قادرة على القيام بدورها على أكمل وجه، كفريق عمل متجانس، وهو الأمر نفسه الذي يؤيده الرئيس المكلف، وإن استمر التباين في وجهتي نظر الرئيسين عون والحريري من بعض التفاصيل المتصلة بتشكيل الحكومة، حيث لا يزال الرئيس المكلف على موقفه الرافض لتمثيل سنّة «8 آذار» والأقليات والعلويين، في حين أن رئيس الجمهورية يصر على أن تتمثل هذه الأطراف في الحكومة الجديدة، بانتظار أن يتمكن اجتماع بعبدا المنتظر من تذليل ما أمكن من العقبات التي تعترض الولادة، وإن كانت المعطيات المتوافرة لا توحي باكتمال الظروف التي تسمح بتصاعد الدخان الأبيض، طالما استمر كل طرف على مواقفه وشروطه، بحيث أن الوزير جبران باسيل لم يبدِ تجاوباً لخفض سقف مطالبه، وهو الذي أعلن تنصله من «تفاهم معراب»، رافضاً الاعتراف بحجم «القوات اللبنانية» النيابي الجديد، إلى استمرار عقبة التمثيل الدرزي التي ما زالت ترخي بثقلها على مفاوضات التأليف، حيث أن وجهتي نظر الرئيسين عون والحريري لا زالت متباعدة بشأن هذا الموضوع، لكن من دون استبعاد حصول تطورات مفاجئة في الساعات المقبلة قد تفضي إلى إمكانية إيجاد حل للعقدتين الدرزية والمارونية، خاصةً وأن البحث شمل عدة اقتراحات طُرحت على المعنيين من أجل الخروج من المأزق، خشية إطالة أمد التأليف لأشهر، ما قد يضاعف الضغوطات على الوضع الاقتصادي الذي بلغ مستويات من التراجع لا يمكن تجاهلها.