Site icon IMLebanon

الحريري في مصر قمةُ الإيجابية للبنان

انه محور الإعتدال في غابة التطرّف: من الرياض إلى القاهرة مروراً بالكويت والبحرين وعمّان، وحيث يكون الإعتدال يكون الرئيس سعد الحريري زعيم محور الإعتدال في لبنان.

لم تأتِ زيارته اليوم للقاهرة من فراغ بل من إرثِ دَرَجَ عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويكمله اليوم الزعيم الشاب الذي يعرف مكانة مصر العربية والعالمية والتي ما زالت تضطلع بدورها على رغم المكائد التي تتعرّض لها خصوصاً منذ تسلّم الرئيس السيسي الرئاسة فيها.

انها الزيارة التي تأتي في توقيتٍ بالغ الأهمية: فهي تأتي قبل اسبوع تماماً من انعقاد القمة الاقتصادية العربية العالمية في شرم الشيخ بين 13 و15 آذار الجاري تحت عنوان مصر المستقبل لدعم الاقتصاد.

ليس قليلاً انه قبل خمسة أيام من انعقاد هذه القمة التي تعوّل مصر عليها كثيراً لانتشال اقتصادها، أن يهتم الرئيس السيسي بلبنان من مدخل إستقبال الرئيس سعد الحريري، ليس هذا فقط، بل ان الزيارة تأتي ايضاً قبل عشرين يوماً من إنعقاد القمة العربية السادسة والعشرين في المكان عينه وبرئاسة مصر أيضاً.

إذاً تأتي زيارة الرئيس سعد الحريري لمصر قبل استحقاقين بالغّي الأهمية سواء بالنسبة الى لبنان والمنطقة او بالنسبة الى العالم، وربما هذا ما جعل المراقبين يُثنون على الحركة التي يقوم بها الرئيس الحريري بين لبنان والخارج حيث يسهل التحرك بالنسبة اليه في كل الإتجاهات، وما زيارة مصر سوى واحدة من هذه التحركات المفيدة التي تُبقي لبنان على الخارطة العربية والدولية فيما السياسيون في الداخل يتلهون في رسم خارطة طريق لتحركاتهم ومناقشاتهم في مجلس الوزراء، فتصوروا هذا الفرق الشاسع بين الحركة في اتجاه العالم والحركة في اتجاه المماحكات الحكومية.

***

الوفد الذي يرافق الرئيس الحريري يعكس التنوع اللبناني ويُظهر كم ان هذا البيت السياسي اللبناني والعربي يعكس الإعتدال والصيغة اللبنانية والميثاق اللبناني، فهناك في الوفد الوزير السابق باسم السبع ومستشار الرئيس الحريري هاني حمود، كذلك النائب السابق الدكتور غطاس خوري ورضوان السيّد، وحين سيُقدّم الرئيس الحريري الوفدَ المرافق للرئيس السيسي سيعرف الرئيس المصري أكثر فأكثر أيّ ضمانة يشكّلها الرئيس الحريري للبنان وللإعتدال اللبناني.

***

هكذا فإن حضور لبنان في القاهرة، قبل اسبوع من القمة الإقتصادية وقبل عشرين يوماً من القمة العربية يؤكد حضور لبنان في القمتين قبل الحضور الرسمي، وهذا الجهد الذي يبذله الرئيس الحريري هو جزء من مسؤوليتهِ في إبقاء لبنان حاضراً على الخارطة الدولية، هذا الحضور الذي خفت منذ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية.

***

انطلاقاً من كل هذه المعطيات فإن زيارة الرئيس سعد الحريري لمصر هي زيارة في غاية الأهمية بكل المقاييس اللبنانية والعربية والدولية، ولأنها على هذه الدرجة من الأهمية فإن من الضروري إستثمارها سياسياً وديبلوماسياً في الإتجاه الصحيح لِما تحمله من إرتدادات إيجابية على الواقع اللبناني الغارق في السلبية.