IMLebanon

الحريري في موسكو  تحريكٌ كبير لملف الرئاسة

إنها الدبلوماسية النَشِطة:

من الرياض إلى بيروت، ومن بيروت إلى باريس، ومن باريس إلى موسكو، والهدف وضع حد لمعضلة الفراغ الرئاسي.

إنه دولة في رئيس، يحمل حقيبته الدبلوماسية ويفتحها في عاصمة القياصرة، سائلاً مَن يلتقيهم في العواصم التي يزورها:

ولماذا عندكم رؤساء جمهورية، إلا بلدي ممنوعٌ عليه أن يكون لديه رئيس جمهورية؟

***

الرئيس سعد الحريري يمارس إلى جانب الدبلوماسية النشطة ما يمكن اعتباره الدبلوماسية الصامتة:

التحضير للزيارة بدأ منذ مطلع هذا الشهر حين التقى رئيس تيار المستقبل السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين، في حضور مستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان، كان اللقاء المذكور نقطة الإنطلاق للإعداد للزيارة. وجاء هذا الإعداد متزامناً مع تفعيل الإتصالات بين موسكو وواشنطن، إثر الزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري لموسكو والتي لم يكن الملف اللبناني غائباً عنها.

بالتأكيد وصل إلى الرئيس الحريري تقريرٌ عن نتائج إجتماع كيري مع لافروف، وكان مضمونه مشجّعاً على زيارة موسكو، خصوصاً أنَّ من ضمنها لقاءً مع لافروف الذي بات خبيراً في الشأن اللبناني إنطلاقاً من تشعُّب المحادثات التي يجريها.

***

إضافةً إلى ذلك، فإنَّ الزيارة تأتي في سياق الصداقة المتينة بين الرئيس الحريري والقيادة في الكرملين، وهذه الصداقة هي ثقافة درج عليها الرئيس الشاب وأخذها من الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

الرئيس سعد الحريري يُدرِك أهمية روسيا في المنطقة، والتأثير الذي يمكن أن تمارسه على الدول الفاعلة فيها، وهذا التأثير ستكون له إيجابيته على الملف الرئاسي في لبنان.

وليس سرّاً أنَّ روسيا لديها علاقة مميزة مع إيران، كما أنَّ تأثيرها في سوريا لا ينازعها عليه أحد. هذه المعطيات يأخذها الرئيس الحريري بالحسبان في لقاءاته الموسكوبية.

***

بناءً عليه، فإنَّ ما بعد زيارة موسكو لن يكون كما قبلها، فما تختزنه تلك العاصمة من ملفات يعني أنَّ المعطيات التي في حوزتها لا يمكن استخراجها من أي مكان آخر، فهل يأتي الضوء الأخضر الرئاسي هذه المرة من موسكو؟

***

من السابق لأوانه إختزال المراحل واختصارها، ومن غير الواقعي اعتبار أنَّ زيارة موسكو ستقلب المعطيات رأساً على عقب. لكن كما كان لقاء باريس في 17 تشرين الثاني من العام الماضي هو المؤشر الذي حرَّك المستنقع الرئاسي، فإنَّ لقاءات موسكو من شأنها أن تُعطي دفعاً قوياً لهذه المعطيات.

***

وعليه، لننتظر عودة الرئيس الحريري ليُبنى على الشيء مقتضاه ولنستطلع آفاق مرحلة ما بعد موسكو.