IMLebanon

الحريري في الشمال… أيُّ زعيمٍ محبوب! وأيُّ شعبٍ مُحِّب!

 

الفريق الأمني والحماية الشخصية للرئيس سعد الحريري، عاشوا ساعات الأيام الثلاثة، الجمعة والسبت والأحد، في أحلك الظروف… ها هو الزعيم الشاب يتفلَّت من كل النصائح الأمنية والضوابط المرتبطة بها فيترجل من سيارته ويتغلغل في بحر من الناس مصافحاً ومقبِّلاً ومحيياً، ولا يعود إلى داخل السيارة، بل يقفز إلى سطحها ليتسنى لبحر الناس أنْ يحييه ويلتقط صور السلفي معه، في أصدق مشاعر الود والإحترام والإخلاص والوفاء بين زعيمٍ وشعبه.

 

لم يفعل كما يجب أنْ يفعل، أمنياً:

لا مواكبَ وهمية، لا إلقاءَ تحيات من داخل السيارة، لا وقوفَ وراء منصة مقفلة بالزجاج المضاد للرصاص، لا ارتداء للسترة المضادة للرصاص… بل أسهل من ذلك بكثير، وأصعب من ذلك بكثير:

خروجٌ من السيارة، الجلوس على سطحها، معانقة الناس، السير بينهم، الوقوف على المنصة من دون زجاج مضادٍ للرصاص بين بحر من الناس جاؤوا لتحيته وليستمعوا إليه. وبلغت الحماسة ببعضهم في إحدى المناطق أن قدّموا إليه قطعة أرض ليبني منزلاً عندهم ويكون بينهم، فأيُّ زعيمٍ محبوب هذا؟

وأيُّ شعبٍ مُحِّب هذا؟

وأمام هذه العواطف الجيَّاشة لم يتوانَ الرئيس الحريري عن القول:

إنّه من أجمل أيام حياتي أنْ أكون معكم وأرى هؤلاء الناس الطيبين. هناك من يريد أنْ يغير هوى عكار، فماذا سيكون جواب عكار لهم؟

يعجزُ الكلام أمام هذه المحبة، لكن هذه الإنتخابات مختلفة عن غيرها، لأنّها قائمة على النسبية، لذلك علينا أنْ نعمل ليل نهار، وحتى مجيء موعد الإنتخاب، لكي نصوِّت جميعاً بكثافة، وممنوعٌ أنّ نسمح لأحد أنْ يخرق قرار عكار. أعرف أنَّ هذه المنطقة بحاجة للكثير من الخدمات، لكن مع هؤلاء المرشحين سنقوم بكل ما في وسعنا، واللقاء في 6 أيار إنْ شاء الله.

وكردٍّ للجميل على تقديم قطعة أرضٍ له قال:

إنَّها بداية، وأنا سآتي مجدداً إلى عكار، وسأبني فيها بيتاً.

 

 

حين يغرق الزعيم في بحرٍ من الحشود، فإنّ أول استنتاج يكون هو أنَّ حمايته تأتي من هذا الشعب الذي يندفع إليه بشكل محبب وهستيري تعبيراً عن الوفاء له والوفاء للشهيد رفيق الحريري، الذي أحبَّ عكار كما أحب بيروت، وها هو الرئيس سعد الحريري على خطى والده يعانق عكار والشمال ويقول لمحبيه ومستقبليه:

حين آتي إلى الشمال، أعرف أنّي في أياد أمينة وطيبة وصادقة، فأنتم أصدقُ الناس وأطيبُ الناس وأجملُ الناس، وأنتم مفعمون بالوفاء. وإنْ شاء الله، سنكمل هذا المشوار معاً.

 

 

يغادر الرئيس سعد الحريري الشمال ويعود إلى بيروت، لكن يبقى في ذاكرته أنَّ هذا الشعب الطيب يحبُّ كثيراً ويحتاج إلى الكثير، وأنَّ في مقدمة واجبات الدولة أنْ تهتم بهؤلاء الناس بمقدار اهتمامها بالمدن، لا بل أكثر.