IMLebanon

مبادرة الحريري: سحب متزامن لمرشحي 14 و8 آذار للرئاسة وتحديد مواصفات الرئيس التوافقي

لقاء الحريري ـــ الراعي بدّد هواجس الأخير من التمديد للمجلس وأعاد التأكيد على أولوية إنتخاب الرئيس

مبادرة الحريري: سحب متزامن لمرشحي 14 و8 آذار للرئاسة وتحديد مواصفات الرئيس التوافقي

إنجاز المرحلة الأولى من المبادرة المتعلّقة باتفاق كل أطراف قوى 14 آذار على مضمونها سيستغرق وقتاً ولن تكون ميسّرة كما يعتقد البعض

انشغل الوسط السياسي بتحليل فحوى اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأسبوع الماضي في روما وما دار فيه من نقاشات ومدى تأثيره في تحقيق خرق ما في جدار أزمة الاستحقاق الرئاسي المسدود بإحكام منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان قبل ما يقارب الخمسة أشهر، وذلك في ضوء ما أعلنه الرئيس الحريري في أعقابه عن عزمه القيام بمبادرة مرتقبة لدفع مسألة الانتخابات الرئاسية قُدماً الى الأمام وما يمكن أن تتضمنه هذه المبادرة من مضامين وعناصر جديدة قد تساهم بإخراج هذه المسألة من دائرة التعطيل المتعمّد الذي يمارسه «حزب الله» وحلفاؤه في قوى الثامن من آذار، وتُنهي الأزمة الرئاسية التي باتت تنعكس سلباً على مؤسسات الدولة وإداراتها كافة وتهدد سلطتها ووجودها بالكامل.

تكشف مصادر متابعة للقاء المذكور عن كثب أنه تمحور حول مسألتين أساسيتين، الأولى، مسألة التمديد للمجلس النيابي المطروحة بإلحاح مع قرب انتهاء مهلة التمديد الأولى بعد أيام معدودة، والمسألة الثانية مسألة الاستحقاق الرئاسي وكيفية إخراجها من دائرة التعطيل والحلقة المفرغة.

وتقول المصادر أن البطريرك الماروني أبدى للرئيس الحريري بصراحة اعتراضه على التمديد المطروح للمجلس النيابي حالياً انطلاقاً من أن يؤدي هذا التمديد الى تراخٍ سياسي وتخفيف حدة الحماس المطلوب لإجراء الانتخابات الرئاسية وذلك بعد أن يضمن أعضاء المجلس النيابي استمراريتهم في المجلس النيابي لفترة إضافية بلا عناء ودون انتخابات، الأمر الذي يزيد في تعميق الأزمة الرئاسية والسياسية عموماً ويطيل أمدها بدلاً من تسريع حلّها لما يترتب عن ذلك من تداعيات ومخاطر غير محسوبة بدأت ملامحها ومؤثراتها السلبية تطال الدولة كلها خصوصاً في ضوء ما يحدث في المنطقة من حروب وأزمات متلاحقة وقد بات لهيبها يصيب لبنان في أكثر من منطقة.

وتضيف المصادر المتابعة أن الرئيس الحريري أكد للبطريرك الراعي حرصه الشديد على إجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن، مذكّراً بالمواقف والطروحات الإيجابية التي تقدم بها في أكثر من مناسبة لتسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية لإيمانه المطلق بضرورة المحافظة على هذا الموقع لما يمثله على الصعيدين المسيحي والوطني وتأثيره في وجود الدولة وانتظام السلطة والمحافظة على صيغة العيش المشترك فيها بين كل اللبنانيين، ومبدياً في الوقت نفسه استعداده للقيام بكل الخطوات المطلوبة لتسهيل وتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، ومبيناً في الوقت نفسه الاطراف التي تمعن في التعطيل المتعمد اما لغايات شخصية او لمصالح اقليمية بعيدة كل البعد عن مصالح لبنان واللبنانيين.

وابلغ الرئيس الحريري البطريرك الراعي ان التمديد للمجلس النيابي خيار ضاغط لمنع دخول لبنان في المجهول، في حين ان اعتمادنا لهذا الخيار لن يثنينا بأي شكل من الاشكال عن ايلاء مسألة انتخاب رئيس للجمهورية الاهتمام والاولوية المطلوبة، مشدداً على انه سيبذل كل ما في وسعه للقيام بالتحركات والجهود المبذولة ويضغط في كل اتجاه لاجراء الانتخابات الرئاسية خلال الايام القليلة المقبلة.

وكشفت المصادر المتابعة بعض ملامح المبادرة والتحرك المزمع ان يقوم به الرئيس الحريري بعد التمديد للمجلس النيابي لدفع مسألة الانتخابات الرئاسية والضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، واشارت الى انها ستتناول في المرحلة الاولى اجراء مشاورات مكثفة وعميقة بين اطراف تحالف قوى 14 آذار لمناقشة مضمون المبادرة المرتقبة والتفاهم عليها قبل الاعلان عنها والمباشرة بعدها باجراء اتصالات بخصوصها مع الاطراف والكتل النيابية الاخرى، لافتة إن العناصر الاساسية لهذه المبادرة ترتكز في بداياتها على تحديد كيفية الخروج من حالة المراوحة والحائط المسدود حالياً، وهذا يتطلب التفاهم على سحب متزامن لمرشح تحالف قوى الرابع عشر من آذار الدكتور سمير جعجع ومرشح قوى الثامن من آذار النائب ميشال عون من السباق الى منصب الرئاسة الاولى، ومن ثم تحديد مواصفات المرشح التوافقي المقبول من كل الاطراف لتبوّؤ منصب الرئاسة الاولى.

وختمت المصادر بالقول إن انجاز المرحلة الاولى من المبادرة المتعلقة باتفاق كل اطراف تحالف قوى 14 من آذار على مضمونها سيستغرق وقتاً غير قصير ولن تكون النقاشات بشأنها ميسرة كما يعتقد البعض، لا سيما بعد ان اعلن مرشحها د. جعجع رفضه الانسحاب من الترشح للرئاسة.

بل سيتطلب الامر بذل جهود متواصلة والحصول على ضمانات مطلوبة لالزام الاطراف الاخرى بالتقيد بما يتم التفاهم والاتفاق عليه، في حين يبقى الاهم من كل ما يطرح هو مدى قبول «حزب الله» وحليفه النائب ميشال عون باجراء الانتخابات الرئاسية لانه الاساس في نجاح المبادرة او في فشلها، فإذا كان الاتجاه باستمرار تعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية، عندها ستصطدم اي مبادرة بالحائط المسدود نفسه، ويبقى لبنان بلا رئيس لوقت غير معلوم.