IMLebanon

الحريري لكبّارة: بلاها يا «أبو العبد»

 

يبدو أنّ المعركة الانتخابية الفرعية في طرابلس، المتوقع حريريّاً انها ستكون «سهلة»، إستوجبت استدعاء رئيس الحكومة سعد الحريري أكثر من مرشح طرابلسي طامح للدخول الى «الجنة النيابية»، فيما ترجّح معلومات «الجمهورية» أنّ المعركة لن تكون محسومة لمصلحة مرشّحة «المستقبل» الوحيدة ديما جمالي التي أسقطها المجلس الدستوري، حسبما يشتهي «المستقبليون»، إذ قد يكون هناك المزيد من المفاجآت في المرصاد.

 

بعدما استدعى الحريري القيادي «المستقبلي» مصطفى علوش، وتمنّى عليه «باسم الوفاء» العدول عن ترشّحه للانتخابات الفرعية في طرابلس وحضّه على دعم جمالي في خوض الاستحقاق الطرابلسي منفردة يدعمها «التيار الازرق»، تبيّن للحريري ضرورة استدعاء كريم محمد كبارة الطامح للترشّح، الذي إن لم يكن منتمياً حتى الساعة رسمياً الى تيار «المستقبل» فإنه الآن يحتاج الى تأشيرة مرور من الحريري شخصيّاً لضمان مقعد «المستقبل» في الاستحقاق المقبل، في حال وافق بالعدول عن الترشّح وإقناع والده النائب «ابو العبد» كبّارة بعدم الاستقالة.

 

وفي المعلومات انّ كبّارة الأب النائب المخضرم، الذي تخطّت مسيرته الانتخابية ربع قرن من العمل الانتخابي، مقتنع بضرورة الاستقالة والاستفادة من الفرصة الذهبية التي يرى انها استجدّت بعد طعن المجلس الدستوري بنيابة جمالي، وذلك بتوريث مقعده النيابي الى نجله كريم، في معركة يخوضها في عقر داره وتعد الأسهل لـ«أبو الفقراء» بحسب ما يسمّيه مؤيدوه.

 

وتعود الذاكرة هنا الى الرقم المرتفع من الأصوات الذي حصده كبارة في الانتخابات النيابية في ايار الماضي، حيث نال منفرداً عشرة آلاف صوت تفضيليّ متفوقاً على عدد من الأقطاب السنّة في عاصمة الشمال.

 

ويلفت بعض أبناء المدينة الى «أنّ استقالة كبارة لمصلحة ابنه، إذا حصلت، فإنّ من شأنها تهديد جمالي جدياً كونها «نائبة طارئة» على الساحة السياسية الطرابلسية، علماً أنّ مؤسسة كريم كبارة تعتبر الآن من أبرز شركات النقل وأكبرها في مرفأ طرابلس ويعمل فيها أكثر من 400 موظف، جميعهم مسجّلون لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وهم يدينون وعائلاتهم بالولاء لكبارة.

 

وتفيد المعلومات انّ الحريري التقى كبارة ظهر امس محاولاً إقناعه بضرورة العدول عن الترشّح، وإقناع والده بعدم الإستقالة من مقعده النيابي «نظراً لدقة وضع «التيار الازرق» في طرابلس وضرورة عدم إحراجه أمام حلفائه المفترضين، في حال أقدم اثنان محسوبان على تيار «المستقبل» على الترشّح، أي جمالي وكبّارة الإبن».

 

وتلفت أوساط متابعة الى أنّ الرئيس نجيب ميقاتي وحتى الوزير السابق محمد الصفدي وغيرهما من الاقطاب والشخصيات الفاعلة في عاصمة الشمال، والتي لديها حسابات أخرى «مناطقية»، قد تراجع حساباتها في تجيير أصواتها في حال إصرار كبّارة الأب على الاستقالة وترشيح نجله على المقعد السني الثاني في طرابلس.

 

ولعل ما يدفع الحريري أيضاً الى تجنّب «التورّط» في معركة انتخابية للاحتفاظ بمقعدين غير محسومين، توجّس «التيار الازرق» من مواجهة اللواء أشرف ريفي في عقر داره والإستعداد للمواجهة في حال حسم ريفي ترشيحه، فيما يرصد «المستقبليون» تريّثه وترقّبه قبل إعلان موقفه في 14 آذار لرمزية الذكرى.

 

وفي المعلومات أنّ نتيجة الإجتماع بين الحريري وكبارة الإبن لم تحسم الجدل حول استقالة «ابو العبد» من عدمها، وعلى رغم من بعض التسريبات الاعلامية المتسرّعة التي أكدت عدول كبّارة الأب عن الاستقالة، الّا أنّ الوقائع أظهرت مساء أمس عكس ذلك خصوصاً بعد بيان النفي الذي أصدره مكتب النائب كبارة، وأكّد فيه أنّ استقالته ما زالت قائمة وكذلك ترشيح نجله كريم في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الجارية مع الكوادر والقاعدة الشعبية في طرابلس.

 

وفي الموازاة، وبعد انتهاء لقاء الحريري وكبارة الإبن، نشر مناصرو كبارة الأب على صفحته «مبادرون» على موقع التواصل الإجتماعي، الآتي: «قرارنا طرابلسي، سنخوض المعركة الانتخابية الفرعية في طرابلس سواء على مقعد أو مقعدين». وذيّلت العبارة بإسم «محمد عبد اللطيف كبارة».

 

وإذا صحّ انّ كبارة الأب سيستقيل فعلياً ليترشح كبارة الإبن عملياً، فإنّ «الفيحاء» ستشهد معركة إنتخابية حامية الوطيس على مقعدين سنيّين أساسيَّيْن يحدِّدان الأحجام الفعلية للأقطاب السنّة في عاصمة الشمال، علماً انّ معركة من هذا النوع ستشهد اصطفافات متداخلة للحلفاء المفترضين نتيجة المصالح المناطقية الضيّقة التي سيحتسب لها أقطاب المدينة ألف حساب.

 

أمّا إذا لم تصحْ المعلومات ونجح الحريري في مسعاه وأقنع «ابو العبد» بعدم الإستقالة، فستبقى أمامه مواجهة واحدة شرسة قد تهدّد مقعد «النائبة المسالمة» في حال خُيِّرَ أبناءُ المدينة المحرومة، التصويت لصورتها أو لصورة «اللواء الشرس» بغضّ النظر عن «هواهم السياسي» المتأصّل والأزرق.