ما يريح الوضع السياسي الداخلي أنَّ رئيس الحكومة سعد الحريري عاد مرتاحاً من المملكة العربية السعودية، بعدما التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأكثر من مرة، وبدا جو الإرتياح في الصورة السلفي التي التقطها مع ولي العهد ومع شقيقه سفير المملكة في واشنطن، والمعروف أنَّ ولي العهد سيكون في واشنطن من ضمن جولة بدأت بمصر، وتمرُّ بلندن وباريس، وصولاً إلى العاصمة الأميركية.
ارتياح الرئيس الحريري عائدٌ إلى ملفين:
الأول ملف سيدر واحد حيث أكدت المملكة مشاركتها في المؤتمر، وقد يصل ما ستقدمه إلى ثلاثة مليارات دولار، والمعروف أنَّ دولاً عدة تنتظر المبادرة السعودية لتبني عليها مبادرتها، وهذا ينطبق على سائر دول الخليج كما ينطبق على الولايات المتحدة الأميركية وعلى الدول الأوروبية الغنية، كفرنسا، راعية المؤتمر، أو ايطاليا أو المانيا.
الملف الثاني هو ملف الإنتخابات النيابية الذي سيمرُّ بعدة مراحل:
مرحلة إعلان ترشيحات تيار المستقبل في كل لبنان.
ومرحلة إعلان التحالفات التي على أساسها سيتمُّ تشكيل اللوائح.
في هذا السياق كانت لافتةً زيارة الرئيس الحريري للرئيس فؤاد السنيورة فور عودته من المملكة، حيث اجتمع معه في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير غطاس خوري. الحريري تمنى على السنيورة المضي في ترشُّحه في صيدا أو في أيِّ مكانٍ يضمَن فيه الفوز كدائرة زحلة على سبيل المثال.
الزيارة من الرئيس الحريري للرئيس السنيورة تؤكّد أنَّ زعيم تيار المستقبل سيتولى شخصياً مسألة ترشيحات تيار المستقبل، سواء في بيروت الثانية أو صيدا أو طرابلس أو عكار أو زحلة أو الشوف. وهو يضع الخارطة الإنتخابية على الطاولة وتتضمن كلَّ الدوائر وفق القانون النسبي، وينظر إلى ما يقرره الخصوم ليكون له قراره في المقابل بالتنسيق مع الحلفاء الذين سيكونون أكثر من حليف في أكثر من منطقة لبنانية.
وعملية خلط الأوراق لا تقتصر على فريق واحد من دون الآخر، فهناك محاولات من أكثر من فريق لتجميع الأوراق، بعد إعادة خلطها:
فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان لافتاً كلام رئيس التيار الوطني الحر، الوزير جبران باسيل في جبيل، عندما قال:
عندما نكون أقوياء لا أحد يفرض علينا مرشحاً.
هذا يعني في التفسير السياسي فشل المفاوضات مع الحزب على المقعد الشيعي في جبيل، ما دفع بباسيل للرد على الحزب من دون أن يسميه بقوله أيضاً:
إننا نحترم تمثيل الآخرين في مناطقهم ولا نضع يدنا على مقاعدهم.
يُذكر أنَّ حزب الله كان اشترط ضمَّ مرشَّحه إلى لائحة العميد شامل روكز، في مقابل أن يسمي التيار المرشّح الماروني في دائرة بعلبك – الهرمل، لكن هذه المعادلة يبدو أنها سقطت، وهذا يعني أنَّ خلط الأوراق سيكون أيضاً في دائرة صيدا – جزين.
فهل يكون من مفاعيل هذا الخلط أن يعمد الحزب إلى الدخول في لائحة بكسروان في مواجهة التيار؟
إنها إنتخابات كل الإحتمالات.