IMLebanon

الحريري الزعيم الأوحد

 

الآن وبعدما انتهينا من إجراء الانتخابات والحمدلله بسلامة وبأقل خسائر أولاً وفي لبنان كله، في الوقت ذاته، والأهم كما قلنا سابقاً إنّ المواطن اللبناني كان خائفاً ألاّ تحصل الانتخابات لأسباب أهمها أنها تأجّلت لمدة خمس سنوات بعد ولاية المجلس التي هي أربع سنوات، وكذلك فإن وجود إسرائيل على حدودنا يجعلنا نتحسّب دائماً لاعتداءاتها لأنها لا تريد الخير للبنان.

 

أمّا وقد حصلت الانتخابات فلا بد من دراسة نتائجها لكي نعطي صورة عن خريطة المجلس النيابي الجديد… وهنا لا بد من أن نتوقف عند بعض الأمور الأساسية لكي نستطيع أن نقرأ الخريطة الجديدة:

أولاً: هذا القانون هو قانون «حزب الله» لأنّ النسبية هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع «حزب الله» بواسطتها أن يأتي بالمعارضة من الطوائف كلها والتي تؤيّد مشروع 8 آذار، وهذا طبعاً ضمن الصراع القائم بين جماعتي 8 آذار و14 آذار، أي بين مشروعين: مشروع «حزب الله» الذي لا يريد أن يتخلى عن سلاحه ويعتبره مقدّساً ولا يقبل بالبحث بأي شيء حوله خصوصاً بالنسبة لمشروع الاستراتيجية الدفاعية ووضع سلاح المقاومة في عهدة الجيش اللبناني والشرعية.

وهذا ما تقول به جماعة 14 آذار بأنّ سلاح «حزب الله» يجب أن يكون في عهدة الجيش والشرعية اللبنانية وليس تابعاً لولاية الفقيه وإلى ما يقرّره المرشد الأعلى للجمهورية الايرانية في طهران الذي يدفع لـ»حزب الله» مليار دولار مخصصات ومرتبات وملياراً آخر للصواريخ وبقية السلاح… من هنا القول إنّ «حزب الله» يملك 150 ألف صاروخ.

ولو استعرضنا كيف جاءت نتائج الانتخابات على صعيد الطائفة السنّية لتبيّـن لنا أنّ كل جماعة 8 آذار والمتحالفين معها أو الذين يمثلون نظام بشار مثل فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد وفيصل كرامي ونجيب ميقاتي وجهاد الصمد وأسامة سعد ومن الأحزاب الاسلامية عدنان طرابلسي، وجميل السيّد من الشيعة، سيكونون ملحقين بـ»حزب الله».

على كل نتوقف عند ملاحظة وهي أنّ زعامة الحريري السنّية لا يمكن أن تتزعزع إذ انه الوحيد الذي حصل على 17 من أصل 27 نائباً سنّياً، وأنّه أيضاً الوحيد الذي جاء بنواب من مختلف المناطق اللبنانية: من بيروت وطرابلس والضنية وصيدا وزحلة والبقاع الغربي… أي على مساحة الوطن.

ومن ناحية ثانية، إنّ الزعيم السنّي الذي لا يستطيع أن ينافسه أي زعيم سنّي ثانٍ هو الرئيس سعد الحريري… علماً أنّ ميقاتي لم يفز على لائحته أي نائب سنّي رغم ملياراته الخمسة، ومخزومي رغم ملياراته الكثيرة لم يستطع أن يأتي بنائب معه لا سنّي ولا من أي طائفة أخرى.

ثانياً: من موقع المحبّة والتقدير للدكتور سمير جعجع، فهذا القانون بالطريقة الذي تم التوصّل إليه أنقذه وأعاد الى الوجود النائب جورج عدوان بعد طول تعثّر… وهنا نهنّئ الدكتور سمير جعجع على إنجاز كبير في تاريخ «القوات اللبنانية» إذ استطاع من خلال هذا القانون الطائفي أن يزيد حصّة «القوات» من 8 نواب الى 15 نائباً فهنيئاً له… ولا بد من التنويه بأنّ اداء وزراء القوات اللبنانية في الحكومة الحالية كان مثالاً يحتذى من حيث نظافة الكف والوضوح والنجاح في الوزارات التي تولوا المسؤولية فيها.

ثالثاً: لقد استطاع الوزير جبران باسيل أن ينجح وهذه هي المرة الأولى بعد إخفاق مرتين… والتحدّي الثاني أنه وضع نفسه ضمن دوائر إنتخابية فيها الوزير سليمان فرنجية ولائحته والدكتور سمير جعجع أي «القوات اللبنانية»، وبالرغم من احتدام المعارك استطاع الوزير جبران أن ينجح وأن يحصل على كتلة نيابية وازنة على مساحة لبنان يبلغ عددها 29 نائباً وهي الأكبر في المجلس الجديد.

عوني الكعكي