في لقاء داخلي مع كوادر من تيار المستقبل في الشمال وصف احد قياديي التيار الازرق رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بـ«المجرم القاتل الذي يريد ان يجعل من نفسه صانع رؤساء»…
حسب مصدر مطلع ان اللقاء «المستقبلي» كان مخصصا للرد على تساؤلات القواعد الشعبية للتيار الازرق في طرابلس، حول خلفيات ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية سيما ان هذه القواعد انقسمت بين مؤيد لهذا الترشيح ورافض لاي مرشح من قوى 8 اذار وخاصة فرنجية وقد عكست هذه المواقف حالة الانقسامات التي يشهدها التيار حسب مراكز القوى فيه. لا سيما مواقف وزير العدل الصلبة تجاه هذا الترشيح بل وترشيح اي اسم من قوى 8 اذار.
يلفت المصدر الى ان خطوة جعجع الاخيرة كانت كافية لتشكل صدمة لدى المستقبليين من قيادات الى القواعد الشعبية وفتحت المجال امام جملة تساؤلات حول جدية التحالف القائم بين المستقبل والقوات اللبنانية وقد اظهرت هذه الخطوة هشاشة هذا التحالف الذي سرعان ما سقط بالضربة القاضية عند ترشيح جعجع للعماد عون. ليس من منطلق الغرام القواتي بالعماد عون وانما لقطع الطريق على فرنجية وردا على موقف الحريري الذي سبق له ان سلف جعجع الكثير من المواقف والدعم للقوات اللبنانية على مدى عشر سنوات منذ الافراج عن جعجع في العام 2005 بعفو عام الى اليوم، وتحمل الحريري وتيار المستقبل تبعات هذا العفو في قواعد المستقبل وفي اوساط الطائفة السنية حين اضطر المستقبل الى اطلاق سراح المتهمين بأحداث الضنية الذين واجهوا الجيش اللبناني وسقط شهداء وجرحى له.
طوال السنوات التي مضت كان التيار الازرق يسوق جعجع على انه الحليف المسيحي الاقوى على حدّ قول المصدر، بل حاول التيار تجميل صورة جعجع الى درجة ان الكثير من قادة التيار الازرق حاولوا تبرئة جعجع من دم الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وقلب الحقائق في هذا الملف الحساس وكان صادما في اللقاء الاخير الذي عقده قيادي بارز وصف جعجع بالمجرم القاتل عندما خالف جعجع موقف الحريري في دعمه للعماد عون فقط لان العماد عون حليف استراتيجي لحزب الله. ويعكس بذلك الموقف المستقبلي الحاد من حزب الله، لكنهم في الوقت نفسه بدا هذا القيادي على قناعة باستحالة وصول الوزير فرنجية الى رئاسة الجمهورية طالما هو يفاخر بعلاقته مع الرئيس السوري بشار الاسد وطالما ان السيد حسن نصر الله اشاد بفرنجية ووضعه في السوية نفسها مع العماد عون وان كلاهما انتصار لقوى 8 اذار. وقد شكل هذا الموقف زلزالا في صفوف 14 اذار التي اهتزت بكاملها واحدثت شرخا يصعب رأبه من جديد.
تجري محاولات حسب المصدر لتفسير مواقف الحريري الاخيرة وتسويقها لدى القواعد الشعبية في طرابلس والشمال وبأن هذه المواقف لا يمكن استيعابها وفهمها في الوقت الحاضر بل انها ستكون لها تداعيات ايجابية في الايام المقبلة ويكفي انها حركت المستنقع السياسي اللبناني ودفعته الى الامام، لكن هناك من يسأل في الاوساط السياسية الطرابلسية عما اذا كانت مواقف القيادات في تيار المستقبل والتي تتناقض في الاونة الاخيرة عما اذا كانت توزيع ادوار على الساحة الطرابلسية تستهدف استيعاب هذه الانقسام الحاصل داخل الساحة الشعبية الموالية لتيار المستقبل والتي انقسمت بين رافض ومؤيد لترشيح فرنجية.
ففي طرابلس حسب المصادر المتابعة ان فرنجية يحظى بتأييد طرابلسي واسع وان هذا الترشيح حظي برضى قيادات سياسية طرابلسية بل وبشرائح شعبية طرابلسية واسعة فالوزير فرنجية له حضور شعبي واسع على الساحة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة لم تتأثر على مر السنوات التي مضت حتى في اصعب الظروف التي مرت بها البلاد. وفي الوقت نفسه يحظى العماد عون في الاوساط الشمالية المسيحية بتأييد عارم وللتيار الوطني الحر حضور لافت في الشمال، وكلاهما عون وفرنجية من ابرز اقطاب قوى 8 اذار وليس كما قال جعجع ان بين عون وفرنجية من هو اصيل في قوى 8 اذار وتايواني. وقد كان لهذا الوصف الجعجعي للعماد عون سلبيات في اوساط التيار الوطني الحر لم يستسغه العونيون واعتبروا ان اللعبة القواتية جعجعة لا تنتج طحنا سياسيا على المدى الطويل.
لكن حسب المصدر السياسي الطرابلسي ان من نتائج ترشيح جعجع لعون انها كشفت التكاذب السياسي الحاصل في الحلف الذي كان قائما بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل وان القواعد المستقبلية كشفت عن وجهها الحقيقي الرافض للعلاقة مع القوات اللبنانية التي سرعان ايضا ما كشفت عن وجهها وحقدها الدفين على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وان قواعد القوات اللبنانية تحمل الرئيس الشهيد الحريري مسؤولية احدى عشرة سنة من السجن قضاها جعجع في السجن. ولم يستطع سعد الحريري في الافراج عنه بعفو عام ان يمحو هذه المسؤولية الملقاة على عاتق الشهيد والده رفيق الحريري.