Site icon IMLebanon

الحريري يحاول لملمة عكّار… ولو تحت صورة الأسد!

نتائج انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي في عكار، في العاشر من الشهر الماضي، لا تزال تتداعى داخل تيار المستقبل، بعدما أفضت إلى فوز صعب لمرشحه علي طليس على مرشح الجماعة الإسلامية محمد شديد (55 صوتاً مقابل 47 لشديد)، واختراق أسامة الزعبي، المقرب من الرئيس نجيب ميقاتي، لائحة التيار الأزرق في مجلس أوقاف المنطقة، على حساب المرشح المستقبلي علي حسن (70 صوتاً للأول مقابل 62).

فبعد اجتماعات عدّة لمسؤولي التيار في عكار وبيروت لدرس أسباب هذه الانتكاسة، في منطقة كانت حتى الأمس القريب «قلعة» مستقبلية حصينة، وبعد تقارير رفعها منسقو عكار الثلاثة والمرشحون بهذا الخصوص، زار الأمين العام للتيار أحمد الحريري عكار ليطّلع عن كثب على أسباب التسرّب في منطقة مثلت دائماً «الخزان الشعبي» لتياره. وخلال اللقاءات معه، أو من خلال ما وصله من تقارير ورسائل، لمس الحريري انزعاج القاعدة الشعبية واستياءها من أداء التيار الذي سجّل حضوره تراجعاً، برغم أنه لا يزال الطرف الأكثر حضوراً، لمصلحة آخرين بدأوا يتقدمون ببطء.

ومن أسباب هذا الانزعاج، وفق مصادر مقربة من المستقبل، «لجوء مسؤولين وقيادات عليا في التيار، أخيراً وعلى نحو بارز، إلى الاستعانة بالعائلات التقليدية في عكار، سياسياً ودينياً، لتثبيت حضورهم، وبأشخاص أثبتت تجارب عدة أنهم قدّموا مصالحهم الشخصية ومصالح عائلاتهم على مصلحة التيار وقاعدته العريضة». هذه السياسة «أثارت امتعاضاً واسعاً في أوساط التيار وقواعده، وتحديداً العائلات غير التقليدية والفلاحين والعشائر، الذين وجدوا أن التيار لا يتعامل معهم فقط كما كان السوريون يتعاملون معهم، بل أعادهم أيضاً إلى أيام العهد العثماني!».

ويضاف إلى هذه الأسباب، وفق المصادر، «توقف حنفية الخدمات والمساعدات، وضعف حضور النواب ومنسقي التيار وكوادره في عكار، فضلاً عن خلافاتهم الداخلية، وتعاطيهم مع أهالي المنطقة بفوقية، وإخلالهم بكثير من الوعود التي أغدقوها على العكاريين منذ الانتخابات، فضلاً عن تداعيات أحداث سوريا التي أثرت في العكاريين اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، وتخلي المستقبل عنهم وسط هذه المعمعة»

توقف المساعدات والإخلال بالوعود والتداعيات السورية أثرت في حضور المستقبل

وسط هذه الأجواء، كان ميقاتي، أبرز منافسي تيار المستقبل في عكار، إلى جانب الجماعة الإسلامية وآخرين، يعمل بهدوء على تثبيت حضوره في المنطقة، من خلال خدمات اجتماعية وصحية وتربوية عبر «جمعية العزم والسعادة» التابعة له، ما أوجد لدى العكاريين «استعداداً للتعاون معه من جانب أكثر من طرف وفي أكثر من مجال، وأحدث خرقاً بات يصعب على تيار المستقبل سدّه، أو منع ميقاتي وسواه من ملء الفراغ الذي تركه التيار».

دفع ذلك الأمين العام للمستقبل الى التردد على عكار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولسدّ غياب النواب والمنسقين والكوادر في المنطقة، وبات «الشيخ أحمد» يحضر أحياناً لتقديم العزاء، أو للقيام بواجب اجتماعي، بعدما عجز ممثلوه على اختلاف مراكزهم وأحجامهم عن تأدية الحد الأدنى من المطلوب منهم. وفي هذا الإطار، يتندّر بعض مناصري المستقبل في عكار، بحسرة، على ما وصل إليه تيارهم في المنطقة، إلى حد جعل الحريري يعزّي النائب السابق وجيه البعريني مرتين بوفاة والدته وزوجته، و»يجلس إلى جانبه تحت صورة تجمع البعريني وبشار الأسد!».