IMLebanon

الحريري وجنبلاط وجعجع في جبهة إنتخابيّة واحدة بجبل لبنان

 

بات جلياً أن التحالفات أنجزت على صعيد دوائر جبل لبنان الجنوبي، إذ أكدت معلومات مواكبة بأن التحالف بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحزب «القوات اللبنانية» بات في لمساته الأخيرة بعد سلسلة لقاءات أمس الأول استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل بين الفريقين واتّسمت بالإيجابية، مما يشير إلى أن التوافق تم على مرشّحَين لـ«القوات» في كل من عاليه والشوف، أي المقعدين الماروني والأرثوذكسي، في وقت لم تتبلور بعد كيفية الترشيحات الأخرى، وخصوصاً على الصعيد الماروني في الشوف، ولهذه الغاية، فإن الصورة الكاملة ستظهر خلال الساعات المقبلة على ضوء استكمال اللقاءات، أو ما يسمى بـ «الروتوش» الأخير على صعيد التركيبة الإنتخابية بينهما.

وعلم أن هذا التحالف سيكون  أيضاً مع تيار «المستقبل» وبعض المستقلين الذين تم ترشيحهم، إذ لا تغيير في الأسماء في الشوف وعاليه على الصعيدين القواتي والإشتراكي، والأمر عينه على خط تيار «المستقبل» وتحديداً في إقليم الخروب.

أما لماذا هذا التحالف بعدما كانت دونه صعوبات في الأيام الماضية، تقول المصادر المتابعة لمسار هذه التحركات واللقاءات، بأن ذلك ربما هو امتداد لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية، إذ وفور عودته توجّه من المطار مباشرة إلى دارة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة مبلغاً إياه الرسالة السعودية المعروفة، كذلك، استرعى المراقبين حصول اللقاء السريع مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وهنا علم بأن الحريري طلب اللقاء مع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، ومن الطبيعي أنه نقل إليه أجواء السعودية، مع الإشارة إلى استثناء الموفد السعودي النائب جنبلاط في جولاته على المسؤولين اللبنانيين.

وفي هذا السياق، ثمة معلومات تشير إلى أن الرئيس الحريري قد أبلغ النائب جنبلاط ، ما هو مطلوب منه سعودياً بغية استعادة علاقته مع الرياض، وبالتالي قفد أخذ الحريري على عاتقه تسوية الخلافات والتباينات، على أن تظهر تلك المؤشّرات من خلال مواقف الزعيم الجنبلاطي تجاه السعودية.

من هذا المنطلق، يتبيّن أن مسار التحالفات الإنتخابية وإعادة النظر في بعض الترشيحات، إنما يأتي نتيجة لما عاد به رئيس الحكومة من زيارته للمملكة، وبالتالي، لولا وجود «قبّة باط» من الرياض حيال تحالف الإشتراكي مع المستقبل ولقاء الحريري وجنبلاط بهذه السرعة القياسية لما حصلت هذه التطورات في الساعات الماضية، إذ ثمة رغبة سعودية بأن يكون التحالف قائماً بين «القوات» و«المستقبل» والإشتراكي لضمان عدم ذهاب الأكثرية إلى «حزب الله»، وهذا ما سيسري خلال الساعات المقبلة حول تحالفات أخرى وفي دوائر عكار وطرابلس وجبيل والبقاع الغربي. وأضافت المعلومات المواكبة أن الحريري شرح للسعوديين خصوصية العلاقة مع الرئيس نبيه بري وضرورة عدم حصول معركة في دائرة صيدا ـ جزين تماشياً مع علاقته ورئيس المجلس النيابي، ولا سيما أن السعوديين كانوا مرتاحين لما صرّح به بعد مغادرة الوفد السعودي لبنان، واعتبر هذا الموقف إيجابياً جداً ويبنى عليه في سياق علاقة بري مع السعودية وما يمثّل من موقع نيابي وشيعي.

لذلك، فإن التحالفات التي أنجزت بدءاً من توافق الثلاثي «القوات والإشتراكي والمستقبل»، تندرج في خانة إعادة إحياء 14 آذار، ولو بصيغة مغايرة عمّا كانت سابقا، على قاعدة ان السعودية تريد من فريق 14 اذار بمواجهة فريق 8 آذار التي تعتبره معادياً لها خاصة حزب الله والثنائي الشيعي، وترى ان الاختراق الايراني على الساحة اللبنانية يتفوّق على حساب نفوذها لذا تريد السعودية تقليصه خصوصاً انها تعتبر ان نفوذها عربي.

وأخيراً، توقعت المعلومات أن يكون تحالف «القوات» والإشتراكي، والذي أنجز بصيغته النهائية منطلقاً نحو إطلاق الماكينات الإنتخابية، وإقامة المهرجانات بينهما، إضافة إلى تيار «المستقبل» وسط توقّعات عن إقامة احتفال كبير تعلن فيه مواقف سياسية حيال التطورات الراهنة، وبالتالي تجييش الناس واستنهاض القواعد الحزبية، خصوصاً وأن التوقعات منذ البداية كانت تصب في خانة هذا التحالف، على اعتبار أن العلاقة بين الإشتراكي والقوات إيجابية ولم تشوبها شائبة منذ مصالحة الجبل.