زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الرياض هي الأولى بعد إحتجازه هناك منذ أربعة أشهر، والتي جاءت تلبية لدعوة رسمية كان قد نقلها إليه الموفد السعودي نزار العلولا، حيث بدأت القوى السياسية مع وصوله رصد الملفات الإنتخابية التي غاب عنها موضوع صوغ التحالفات بانتظار عودته لتبدأ مفاعيل الزيارتين بالظهور على الساحة الداخلية اللبنانية.
وتساءلت أوساط في 8 آذار عن دعوة الرياض للحريري، والتي تزامنت مع إقصاء عدد كبير من كبار الضباط في الجيش السعودي، هذه الدعوة تشبه ظروف إحتجاز الحريري في السعودية بالتزامن مع إحتجاز عدد كبير من الأمراء في «الريتز كارلتون».
وأشارت الأوساط الى أن سرعة تلبية الحريري لدعوة الرياض عكست القلق الأميركي الكبير خصوصا في ما يتعلق بتعاظم قدرات حزب الله العسكرية الذي أسقطت قوة الردع الإسرائيلية، وأميركا تخشى وقوع ما هو أدهى من ذلك. وزيارة الموفد السعودي قد لا يكون هدفها الوحيد رص صفوف حلفاء الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في لبنان لمواجهة حزب الله وحلفائه في الإنتخابات النيابية المقبلة، بل الأمر مرتبط بما بعد الإنتخابات، لا سيما محاولة إجراء قراءة واقعية لشكل الحكومة التي ستتشكل بعد الإنتخابات وبرنامجها السياسي وبيانها الوزاري.
وتقول مصادر متابعة ان زيارة الحريري الى السعودية اعادت الحرارة الى العلاقة بين الطرفين، حيث تقول المعلومات ان علاقة الحريري بالديوان الملكي جيّدة وممتازة، وقد اصرّ الملك على الاجتماع به لاجراء التنسيق الكامل معه.
وفي المعلومات ان لقاء سيحصل بين الحريري ورئيس القوات سمير جعجع بطلب سعودي، رغم ان الحريري اتهمه دون ان يسميه علانية بانه هو وشخصيات لبنانية اخرى تقف وراء ما حدث له في الرياض منذ اربعة اشهر، وتشير المعلومات الى ان اللقاء بين الحريري وجعجع لن يكون يتيماً بل ستبدأ مرحلة جديدة بين الطرفين في ظل الرعاية السعودية، خصوصاً ان القوات التزمت ولم تقم بأي مسعى لزيارة جعجع للحريري، كذلك فعل الحريري فلم يحاول زيارة جعجع او الاتصال به.
على صعيد آخر، جزمت الأوساط في 8 اذار بأن لبنان لن يكون جائزة ترضية للسعودية كتعويض عن هزائشمها في الإقليم لا سيما في اليمن وسوريا التي بدأ العالم يشهد آخر المعاقل الميدانية للإرهاب التكفيري في الغوطة الشرقية والمدعوم من السعودية، ومهما أغدقت من المال الإنتخابي فلن تستطيع شراء ضمائر الناس خصوصا أولئك الذين قدموا التضحيات الجسام. وسيرفض اللبنانيون صياغة مجلس نيابي وفق الرغشبات السعودية التي لم تشهد من تاريخ نشأتها أي عملية إنتخابية. وكما هو معروف في لبنان أن تداول السلطة فيه يأتي عبر صناديق الإقتراع وليس من مبدأ المبايعة.