أصبح لقاء الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري حاجة ملحة وضرورية في زمن توسع المنظمات التكفيرية والارهابية في الداخل اللبناني.
اللقاء الضرورة بين الثقل الشيعي الذي يمثله «حزب الله» والثقل السني الذي يمثله «المستقبل» بات مطلوبا بكل المقاييس والاوزان التي تحتم التعايش اللبناني ولو تحت سقف الخلافات والتباينات السياسية الداخلية والاقليمية.
لا يدعي اي طرف بان لقاء الحزب والمستقبل «اذا كتب له النجاح» سيقلب المعادلات وسيدخل الطرفين في شهر عسل رئاسي وحكومي ونيابي وسياسي شامل، الا ان صورة السيد والشيخ اقله شكليا ستفرض نوعا من الاستقرار الداخلي بما يكمل المظلة الدولية التي استطاعت حتى اللحظة اجبار اللبنانيين ورعاتهم على الحفاظ على الحد الادنى من هذا الاستقرار.
لكن، قد تكون من المرات القليلة جدا التي ترتفع فيها اصوات تيارات سياسية موالية ومعارضة داخل فريقي «8 و14» لمطالبة «المستقبل» والحزب بالدخول الى طاولة الحوار او لقاء «كسر الجليد» بدون شروط مسبقة او التزامات يصعب ايفاؤها، وهي قواعد تراعي الى حد ما الهواجس التي وقفت سابقا كعائق امام تامين الخطوط العريضة لهكذا لقاء.
طبعاً.. فان المطالبة اليوم بتفعيل الحوار بين الطرفين ترتكز على نقطتين اساسيتين:
واحدة تتعلق بصعوبات المشهد الامني اللبناني لا سيما بعد اكتشاف حجم الشبكات الارهابية وامتدادتها في كل المناطق دون استثناء، بالاضافة الى توتر المشهد السياسي بعد فشل الأفرقاء في التوافق على تمرير الاستحقاق الرئاسي وفي المقابل تجاوز كل الاعراف والتمديد مجددا للبرلمان.
وأخرى ترتبط ارتباطا وثيقا بالضغوطات الدولية الرامية الى عدم اخلاء الساحة اللبنانية للتطرف وايجاد نوع من التوازن الداخلي الشكلي اقله لتعزيز التعايش والقضاء على الارهاب، وفي هذا الخصوص يمكن الاستناد الى تسريبات قنوات دبلوماسية فاعلة طالبت بصراحة كل اللبنانيين بتعميم التجربة الحكومية على العلاقات السياسية بين الجميع وتحديداً «المستقبل» والحزب بما يخدم ويعزز الصورة الوطنية اللبنانية الجامعة في محيط عربي واقليمي متفجر.
على ان استمزاج آراء المستقبل وحزب الله يظهر بوضوح ان هناك اصواتا داخلية اقله ضمن الجدران المغلقة تضغط باتجاه لقاء الطرفين واقتناص الفرصة الدولية والداخلية السانحة لتعزيز الحوار بينهما.
ويؤكد هؤلاء بان رئيس «مجلس النواب» نبيه بري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط يسعيان منذ فترة غير قصيرة الى تامين اطر الإخراج لهذا اللقاء، ووفقا لهما فان الاستناد الى وساطة عين التينة وكليمنصو قد تكون المخرج الحقيقي لقبول الطرفين بالجلوس والتحاور دون اية شروط مسبقة.
ولكن هذه الاندفاعة لا تسقط من الحسبان للاسف بان لكل من المستقبل وحزب الله مرجعية خارجية تفرض عليهما التحرك على ايقاع سياستها، الا ان التعويل يبقى على الدفع المستجد للحوار في لغة العالمين بخفايا الامور من الفريقين، وهو ما يؤكد بان ثمة فرصة حقيقية لاعادة ترجمة الحوار اللبناني اللبناني وتحديدا «السني – الشيعي» في هذه المرحلة.
يبقى انه، في لغة المستقبل بات الحوار اليوم مطلبا ضروريا لا سيما بعد تفشي الارهاب في عقر الدار الازرق، اما في لغة حزب الله فان سياسة اليد الممدودة كانت ولا زالت سارية المفعول وموجهة للجميع حماية للبنان واللبنانيين قبل وبعد دخول المنظمات التكفيرية على الخط اللبناني لكن مع ثابتة واحدة لم ولن تتغير لا اليوم ولا الأمس ولا غداً… «مستعدون للحوار ويدنا ممدودة للجميع ولكن من دون شروط مسبقة».