IMLebanon

الحريري أعلن انخراطه رسمياً في التصدّي لمشروع «داعش» الوحدة الإسلاميّة لمواجهة التكفيريّين

ما كان يمكن لكلمة سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رفيق الحريري لتكون اقل انفعالاً وحماسة من الكلمة التي القاها الحريري في «البيال» بحضور الحشد السياسي الآذاري الذي جلس للمرة الاولى الى جانب مجموعة من النواب والسياسيين الذين ينتمون الى فريق 8 آذار وتحديداً العونيين منهم ، فالكلمة تميزت كما ترى اوساط في 8 آذار بانها اقل الممكن في ظل الظروف والحوار الذي انطلق بين المستقبل وحزب الله ولم تفاجىء التوقعات رغم كل ما وجهه الحريري من رسائل الى حزب الله الذي يتشارك معه في جلسات الحوار، ولعل اهم ما فيها ان الحريري اعلن تمسكه واستمراره بالحوار ودعا حزب الله لوضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الارهاب ومعنى ذلك ان الحريري ليس في وارد التراجع او التفريط بما انجزه وما يتوقع وينتظر انجازه من حواره مع حزب الله، على الاقل في التصدي لمشروع «داعش» .

عندما قرر سعد الحريري ان يجلس على الطاولة نفسها مع حزب الله من اجل مصلحة الوطن وتفادياً للفتنة السنية والشيعية التي تتهدد لبنان بعد دخول عامل «داعش» على المعادلة اللبنانية كان متأكداً ان هذا الحوار تنتظره محطات كثيرة واستحقاقات وسيخضع لامتحانات عديدة، على حدّ قول الاوساط خصوصاً ان ثمة تباعداً كبيراً واقعاً بين الطرفين وخلافات في مجمل الملفات السياسية، وبان ما ينتظر هذا الحوار هو في مدى تقبل القواعد الشعبية له وجمهور الفريقين، فما يدور في الغرف المغلقة لا يوحي بارتياح واقتناع الجمهور الأزرق او جمهور المقاومة بجدوى الحوار ولا بنتائجه، فبالنسبة الى جمهور الضاحية الستاتيكو نفسه لا يزال قائماً لا يمكن تصور ان المستقبل سيتقبل الفريق الآخر ولا مقاومته او مشاركته في القتال في الحرب السورية واهمية سلاحه، وقناعة المستقبليين لا يمكن ان تزيح حبل الاتهامات الطويل بحق حزب الله والصادرة عن المحكمة الدولية .

هذا الشق ظهر بوضوح في كلمة الحريري امام الجمهور الآذاري حيث حرص الحريري على التفسير لهذا الجمهور انه لم يغير قناعاته ولم يتنازل عن قضية اغتيال والده وان جلوسه مع حزب الله لا يعني موافقته على قتاله في سوريا وجر الشباب اللبناني الى قتال داعش على الاراضي السورية، وان قراره بالحوار مع حزب الله هو من اجل المصلحة الوطنية الكبرى ويتجاوز كل المصالح والحسابات الحزبية والفئوية .

الواضح ايضاً كما تقول الاوساط ان الحريري لا يزال يصر على الاعتدال والتمسك به وهو الشعار الذي رفعه بعد غزوة عرسال ودخول «داعش» و«النصرة» العمق اللبناني، واهم ما يقال هنا ان زعيم المستقبل رغم الخلافات بينه وبين حزب الله يصر على محاربة الارهاب، وفي حين ان المعركة على الارض هي بين حزب الله والمستقبل فان الحريري قرر ان يخوض المعركة ضد المجموعات التكفيرية على طريقته رغم انه غير معني مباشرة بالمعركة الميدانية. .

كان واضحاً سعد الحريري في تسمية الاشياء باسمائها واعلان خوفه وخشيته من اخطار «داعش» لبنانياً ومن مسارالحروب في المنطقة وتهديدات داعش على الحدود الشرقية للبنان، فقيادة المستقبل تخشى من تنامي التطرف في الشارع السني وحتى لا تتحول البيئة السنية الى خاصرة رخوة وحاضنة للارهاب وهذا ما لا يريده الحريري باي شكل من الاشكال خصوصاً بعدما كادت الامور تفلت عن السيطرة في طرابلس وبعض المناطق السنية، والحريري نفسه يدرك ان معركة الارهابيين سترتد حتماً على الساحة السنية، وبالتالي فان سعد الحريري يبدو كما تقول الاوساط انه بدأ يستشعر خطر الاصوليات السنية استناداً الى تجربة الاسير التي ارتدت على جمهوره وسنيته المعتدلة او ما جرى في سياسة المحاور في طرابلس التي تبين انها تغطي اخطر الارهابيين والمجرمين والانتحاريين

والحريري الذي حضر شخصياً للمشاركة في ذكرى 14 شباط بقصد تفعيل الخطاب الآذاري وشد العصب مجدداً حول ثورة الارز برسالة مفادها «لم نتغير او نحيد عن ثوابتنا ولكن خطر داعش اقوى منا ومما نريد « بدا خطابه موجهاً بالدرجة الاولى الى حلفائه قبل خصومه والى كل من شكك ويشكك ويطرح التباسات واشكاليات حول مستقبل جلوسه مع حزب الله على طاولة واحدة، على ان المفارقة اتت على لسان الحليف في معراب الذي سارع في غضون ساعات الى اطلاق معادلة «داعش وحزب الله وجهان لعملة واحدة»، هذا الموقف الذي فاجأ المراقبين في توقيته ومضمونه في زمن الحوارات بين معراب والرابية من جهة وبين ما يجري بين المستقبل وحزب الله.