«سعد راجع» هو اقتباس لشعار «عون راجع»، يستخدمه «المستقبليون»، في انتظار عودة رئيسهم من غيابه القسري، والمتوقعة اليوم، للمشاركة في عيد الاستقلال، كما اعلن من امام قصر الاليزيه في فرنسا، بعد استقبال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للرئيس الحريري وعائلته.
وقبل ان يعود فتح رئيس الحكومة باب التسوية، وتحدث عن حوار ومفاوضات، وهو يعني انه سيبقى في السراي، بعد تقديم استقالته لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفق الاصول الدستورية، كما تقول مصادر متابعة في «بيت الوسط»، والتي تشير الى ان الحريري لن يتراجع عن استقالته، وهو متمسك بما ورد في البيان الذي اعلن فيه عنها، وهو النأي بالنفس، وانسحاب «حزب الله» من الدول التي يتدخل فيها، كاحد الاذرع الايرانية، وفق ما ورد في كتاب الاستقالة، تقول المصادر، وهذا سيتطلب حواراً حول هذا الموضوع، يعِّول الحريري، على دور لرئيس الجمهورية ان يقوم به، حيث سيبدأ البحث في تسوية جديدة، او تحسين شروط التسوية السابقة.
فبعد مشاركة الحريري في عيد الاستقلال، سيكون امام حفل الاستقبال الذي بدأ يعد له «تيار المستقبل»، والذي دعا اليه عند الواحدة بعد ظهر اليوم الاربعاء في «بيت الوسط»، والذي سيكون حاشداً، ويعيد المشهد الشعبي المليوني، الذي اعقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء، وفق ما تكشفه مصادر قيادية في «التيار الازرق». اذ بدأت المنسقيات تعمل لتأمين اكبر مشاركة شعبية في الاستقبال، الذي لا يعرف تحت اي شعار سياسي، سيحتشد المؤيدون لرئيس «تيار المستقبل»، حيث تدل اللافتات والصور التي رفعت له، بانها تضامنية معه، مثل «نحنا معك»، و«كلنا سعد الحريري» الخ… وهو ما يعتبر «مبايعة» له، وهي العبارة التي لم تعجب وزير الداخلية نهاد المشنوق، عندما رفضها بعد ان سرت معلومات، بان الاتجاه السعودي، هو ««لمبايعة بهاء» الشقيق الاكبر لسعد بدلاً عنه.
فالاستقبال الشعبي للحريري اليوم له وظيفة وهي، تثبيت وراثته السياسية للحريرية التي تمت قبل اكثر من 12 عاما واقصي عنها بهاء وفق مصادر سياسية تقرأ ما حصل منذ استقالة رئيس الحكومة، والذي لقي اكبر تأييد رسمي وسياسي وشعبي له، تمحور حول عودته الى بيروت وهو الموقف الذي اطلقه رئىس الجمهورية، حيث استقطب هذا الاجماع الوطني، الذي سيؤثر على قرار الحريري الذي عليه ان يستثمره سياسيا في ترؤس حكومة جديدة اذا ما تم تكليفه بها، او تسمية شخص اخر وتحت عنوان جديد من «ربط نزاع» الى «فك ارتباط لبنان بأزمات المنطقة».
ولقد ساعده الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله، في خطابه امس الاول، عندما اكد وبشكل قاطع، ان لا وجود «لحزب الله» في اليمن، كمقاتلين او تزويد «الحوثيين» بالسلاح لا سيما الصواريخ وحتى بمسدس، كما لا وجود لخبراء او مدربين «لحزب الله» في اليمن، الذي هو ما تريده السعودية من الحريري، ان يحصل عليه من «حزب الله» وهو الانسحاب من هذا البلد الذي استنزف المملكة بالحرب فيه، تقول المصادر، التي تشير الى ان السيد نصرالله اعلن بأن الحرب على «داعش» انتهت عسكريا في العراق، وهي على وشك ان تنتهي في سوريا، وان مقاتلي الحزب سيعودون منها، وهذا ما سيعطي الحريري ورقة ليقدمها الى السعودية والدول الحليفة لها، حول نفي «حزب الله» مشاركته في عدد من الدول، التي فيها ازمات سابقة لوجوده كتنظيم، في اليمن كما في البحرين وهو لا يتدخل في الكويت.
وستتوجه الانظار الى ما سيعلنه الحريري لرئيس الجمهورية عند تقديم استقالته، والى الحشود الشعبية التي ستستقبله في «بيت الوسط»، والذي ستكون له كلمة فيهم، والتي لن تختلف عن مضمون بيان الاستقالة، اذ هو بحاجة الى هذه اللحظة، لتعويم «تيار المستقبل» بعد الانهيارات والانشقاقات والاستقالات التي حصلت فيه وهو سيستفيد من استقالته، ليقوي حضوره الشعبي الذي بدأ يتلاشى، تقول المصادر لاسباب عدة.
فالخطاب المنتظر من «المغيّب المنتظر»، والذي سيظهر اليوم سيكون رافعة للحريري على قاعدة لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة بحسب مصادر المستقبل وعودة «حزب الله» من ساحات القتال، ليكون شريكا في الحكومة، وهذا سيعزز وضع «تيار المستقبل» ليخوض انتخابات نيابية، بسقف سياسي عال، ليحصد مقاعد نيابية، تعطيه الاكثرية في مجلس النواب مع حلفائه.