ليست هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها إسم النائب محمد كبارة لدخول «جنة» الحكومة وحمل لقب «صاحب المعالي»، إذ كان إسمه يتردد بين حين وآخر خلال تأليف الحكومات السابقة. إلا أنه اليوم يبدو جدّياً أكثر من أي وقت مضى.
ويؤكد كبارة، الوحيد بين نواب الشمال الذي لم يخسر مقعده النيابي منذ عام 1992، أن «إسمي من بين الأسماء الجدّية المطروحة لدخول الحكومة، ولكن لا شيء نهائياً بعد في انتظار أن تعلن التشكيلة الحكومية». وأوضح لـ»الأخبار» أنه «جرى الحديث معي في موضوع دخول الحكومة من قبل الرئيس سعد الحريري. وتلقيت منه وعداً جدّياً بتوزيري، إنطلاقاً من محبته لطرابلس وغيرته عليها، وهو مهتم جدّاً بالمدينة، ويريد أن يترجم هذا الإهتمام على أرض الواقع».
وإذ حرص كبارة على الإشارة إلى أنه يتابع «شؤون طرابلس على نحو دائم وتفصيلي مع الرئيس الحريري»، لم يوضح أي حقيبة وزارية قد يتسلم، مشدداً على أن «تكون حقيبة تليق بطرابلس وأهلها، وأستطيع من خلالها خدمة المدينة».
و»أبو العبد»، كما يخاطبه أهل مدينته، هو الوحيد من بين نواب كتلة المستقبل في الشمال الذي يمتلك حيثية شعبية يستند إليها، كما أن عائلته من كبرى عائلات المدينة، على عكس زملائه الذين يعتمدون على شعبية التيار الأزرق لحصولهم على النمرة الزرقاء، ما جعله يمثّل قيمة مضافة إلى أي لائحة إنتخابية ينتمي إليها.
هذه الحيثية والحضور في الوسط الشعبي في المدينة جعلا من كبارة النائب السّني الوحيد الذي رفض عام 2005 الموافقة على قرار العفو عن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع.
وقد فُسّر حرص الحريري على توزيره بأنه يسعى إلى مواجهة حالة الوزير أشرف ريفي، وإلى سحب البساط من تحته، ولإستعادة التيار بعضاً من حضوره الذي فقده في السنوات الأخيرة.
كبارة تجنب التعليق على ذلك، مكتفياً بالقول إن «خياري وهدفي هما خدمة أهلي ومدينتي، وأهل المدينة يعرفون أن هناك من يهتم بهم ويسهم في حلّ مشاكلهم ويتابع قضاياهم».
واوضح كبارة، الذي تلا بيان كتلة المستقبل بعد اجتماعها الأخير وهو نادراً ما يفعل ذلك، ما عُدّ مؤشراً على احتمال توزيره، أن «توزيري ليس مكافأة لي على أقدميتي النيابية، ولا هو مسك ختام حياتي السياسية، لأن الموضوع ليس موضوع تسلمي حقيبة وزارية أم لا، بل من يقدر إذا تسلم هذه الحقيبة أن يقوم بواجباته تجاه طرابلس، ويرفع الحرمان والقهر والظلم عنها»، مشيراً الى أن «طرابلس بحاجة إلى أكثر من حقيبة وزارية، وإلى وزراء جدّيين يعيشون هموم الناس ويهتمون بهم ويعالجون مشاكلهم».