Site icon IMLebanon

وعد الحريري بالحكومة… فهل يتجاوب باسيل؟

 

 

 

ما الذي حصل لتتبدل الاجواء في 48 ساعة ويطغى التفاؤل على التشاؤم في موضوع الحكومة؟

 

حتى الان يمكن القول في ضوء المعلومات التي تسربت بعد لقاء الرئيسين بري والحريري امس. «ان اللقمة وصلت للفم». لكن ذلك لا يعني ان امر تشكيل الحكومة قد حسم، لان التجربة الاخيرة برهنت ان النتائج مرهونة بخواتيمها.

 

ولعل الابرز في ما جرى خلال الساعات الماضية هو ان الحريري لم يتخل عن الرحلة الى دافوس للوزير باسيل، الا بعد ان اخذ القرار بالتخلي عن مرحلة النأي بالنفس والانخراط مباشرة مجدداً بقوة في التحرك لتشكيل الحكومة.

 

ولم يحمل الرئيس المكلف اقتراح تأليف حكومة الـ32 الى عين التينة لانه اصلاً عارض هذه الصيغة على اساس زيادة وزير علوي وآخر للاقليات. اما «الصيغة المعدلة» التي قيل ان باسيل طرحها عليه وتقضي بان يكون الوزير المسلم السابع للسنة وليس للعلويين، فانه لم يطرحها ايضاً لانه ادرك ويدرك سلفا انها مرفوضة من الثنائي الشيعي غير المستعد لتقديم هدايا او تنازلات اضافية بعد ان كان تنازل اصلا واخذ اقل من حصته وفقاً للمعادلة التي اعتمدت لتشكيل الحكومة.

 

ورغم التكتم حول الصيغة التي يمكن ان تأخذ مسارها، فان الحل الذي سيعتمد يأخذ بعين الاعتبار مشاركة «اللقاء التشاوري» من خلال شخص من النواب الستة او خارجهم يمثل «اللقاء» ويلتزم بموقفه.

 

وتقول مصادر مطلعة ان الحل اذا ما ابصر النور لن يكون على حساب ظرف دون آخر، بل يفترض ان يؤدي الى «توازن عادل» داخل الحكومة الجديدة يغيب عنها الثلث المعطل في كل الاحوال.

 

والسؤآل الذي يطرح نفسه هل يسهل الوزير باسيل بعد عودته من دافوس هذا الحل، ام انه سيعيد العملية الى الربع الاول كما حصل في المرة السابقة؟

 

ترى المصادر ان رئيس الجمهورية بعد القمة العربية الاقتصادية بات مقتنعاً اكثر فاكثر بان التأخر بتشكىل الحكومة اخذ ويأخذ من رصيد العهد، وانه لم يعد هناك من مجال لتضييع المزيد من الوقت.

 

وتضيف بان هناك شعور ايضاً لدى الحريري بان اطالة مرحلة التكليف وبقاء البلد من دون حكومة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة يمكن ان يؤدي الى مضاعفات سلبية اخرى ليس على الوضع الاقتصادي فحسب بل ايضاً على الوضع السياسي بصورة عامة.

 

وما جعل الرئيس بري يتحدث عن جو ايجابي بعد لقائه الحريري هو انه لمس انه جدي، حسب ما عبر لزواره مساء امس، وانه يرغب في تأليف الحكومة في غضون ايام لا تزيد عن الاسبوع.

 

ولم يكشف عن الصيغة، لكن مصادر مطلعة قالت ان الحل يجب ان يأخذ بعين الاعتبار توزير احد النواب الستة للقاء التشاوري او احد الثلاثة الذين سماهم «اللقاء» او ربما اسماً اخر.

 

واضافت المصادر قائلة: ربما جرى البحث في الاتفاق على اسم معين من قبل الجميع، لكن هذا الامر صعب.

 

وقالت: ان يأتي الحريري الى عين التينة ويتخلى عن المشاركة في المنتدى الاقتصادي في دافوس، يعني انه راغب في حسم الامر قريباً، وانه بحث في هذا التوجه مع باسيل اول امس.

 

وحسب المعلومات ايضاً، فان الحريري تحدث صراحة امام الرئيس بري على انه يستعجل تشكيل الحكومة من دون الخوض في تفاصيل هذه الرغبة.

 

وكان رئيس المجلس صريحاً في التركيز على الاجواء الايجابية التي سادت في وقت سابق لجهة تمثيل «اللقاء التشاوري» والعودة لها والسير في السعي الى تحقيق وترجمة هذا التمثيل لكي يكون مشاركاً فعلياً في الحكومة.

 

وفيما تحدثت معلومات عن ان الولادة قد تحصل في غضون يومين او ثلاثة، نقل الزوار عن الرئيس بري قوله انه لم يسمع من الحريري عن تحديد مثل هذا الموعد بل قال انه يسعى لان تكون الحكومة في غضون اسبوع او اقل.

 

تصريح بري بعد اللقاء

 

وقال الرئيس بري للاعلاميين بعد لقائه الحريري «الجو ناشط ومرتجى والحريري بصدد تكثيف المساعي ويأمل انه خلال اسبوع لا بل أقل ترى الحكومة العتيدة النور» واكد ان «لا مشكل على الاطلاق بيننا وبين الحريري ككتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة وعليه حتى لو اقتضى الامر، ان يقوم بجولة جديدة».

 

وتابع «علاقتي بالرئيس عون ممتازة واعرف ما هي واجبتي وما هي مكونات البلد وما هي مصلحة البلد وما يحتاجه البلد واكثر ما يحتاجه البلد هو حكومة»، مضيفا «أعرف البلد وتكوينه ومصلحته وماذا يحتاج، خصوصا ان الاعتداءات الاسرائيلية على اشدها ليس على سوريا فقط وانما على لبنان ايضا لان سماء لبنان تستعمل دائما، وبالتالي اي تطور ووضعنا على هذا الشكل لا حكومة ولا من يفرحون، ولا من يحزنون، أية تطورات تشكل خطرا على مصير البلد. وآن الاوان الان ان يرتفع الجميع عن وسواساتهم الداخلية ونزاعاتهم الشخصية».

 

ولفت بري الى ان «صيغة الـ 32 وزيرا غير مطروحة عند الحريري. ولكن انا اقول اذا لم يحصل وعد قاطع بتأليف الحكومة سأطلب انعقاد مجلس الوزراء لموضوع الموازنة والسير فيها اضافة الى إمكانية عقد جلسات تشريعية».