يتصرف الرئيس سعد الحريري باستفزاز كبير ضد المسيحيين، غير عابىء بكرامتهم وشرفهم وعزة نفسهم، فهو لا يقبل ابدا ان يتدخل احد في شؤون الطائفة السنية الكريمة، لانه يعتبر نفسه انه الزعيم السنّي الأوحد للطائفة السنية، مع ان هنالك قيادات سنية كبرى تنافسه الزعامة السنيّة مثل الرئيس نجيب ميقاتي وتيارات سنيّة اخرى موجودة في البلاد، لكن الرئيس سعد الحريري اراد استفزاز المسيحيين عندما اعلن في خطابه في «البيال» انه هو مسؤول عن انتخاب رئيس الجمهورية الماروني ومن يرد ان يتحدى هذا التنصيب بشخصه باختيار الرئيس الماروني فلينزل الى مجلس النواب.
ليس هذا انتقاصا من الوزير سليمان فرنجية، لكن لا يحق للرئيس سعد الحريري ان يقوم بتنصيب نفسه وصياً على الموارنة وعلى المسيحيين من روم كاثوليك وروم ارثوذكس وارمن وسريان وكلدان وكل الطوائف المسيحية.
ان خطاب الرئيس سعد الحريري كان استفزازا كبيرا للمسيحيين، والاستفزاز الاكبر هو التحدي الذي رماه في وجه المسيحيين: تفضلوا انزلوا الى مجلس النواب لنرى من الاقوى ولأريكم ان الرئيس سعد الحريري هو من يقرر من يكون رئيس الجمهورية المسيحي للبنان.
ان الزعيم المسيحي الاقوى على الساحة اللبنانية هو العماد ميشال عون، وبعد تأييد القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون، بات اكثر من 70 – 80 في المئة من المسيحيين يؤيدون العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري يريد ان يكسر زعامة العماد ميشال عون ويحطمها، والعماد ميشال عون هو من ناضل نضالا كبيرا في سبيل سيادة لبنان، وعزة شعبه، وعندما كان العماد ميشال عون يقاتل في تاريخه من اجل سيادة لبنان كان الرئيس سعد الحريري يلعب مثل الاطفال، ولولا قانون 1960 الذي اراده الرئيس سعد الحريري مع الوزير وليد جنبلاط وغيره من الزعماء لما كان الرئيس سعد الحريري يملك 12 نائبا مسيحيا لا يمثلون انفسهم وليس عندهم شعبية مسيحية. ولو كانت الانتخابات على قاعدة قانون انتخابي فيه نسبية لاكتسح العماد ميشال عون مع الدكتور سمير جعجع المجلس النيابي، فيما الرئيس سعد الحريري يحاول شق الصف المسيحي عبر مسايرة الرئيس امين الجميل ونجله سامي الجميل كي يأخذهما تحت وصايته في انتخابات رئاسة الجمهورية، وللاسف هما يسايرانه ويلغيان تراث حزب الكتائب العريق في المسيحية ليصبحا اداة لدى الرئيس سعد الحريري الذي جاء في غفلة ليكون زعيم السنّة في لبنان، وهو لا يعرف في السياسة شيئا الا انه وريث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفي زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يستلم شيئا ولم يعرف شيئا عن السياسة بعد الحريري، بل هو متمرن بالسياسة واكبر خطأ قام به هو تقديم معلومات خاطئة الى القيادة السعودية عن رئاسة الجمهورية، فنال رضى الملك سلمان على اساس ان معلومات الرئيس سعد الحريري صحيحة، ثم قام بتوريط الرئيس الفرنسي هولاند على اساس المعلومات الخاطئة التي قدمها للسعودية ونال رضى الملك سلمان، فتدخل الرئيس الفرنسي هولاند في انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية ووقع في الخطأ الكبير واليوم البلاد في مأزق نتيجة المعلومات الخاطئة التي قدمها الرئيس سعد الحريري للسعودية ولفرنسا ومع ذلك فهو يتحدى المسيحيين ويقول لهم انزلوا الى مجلس النواب كأن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع او غيرهما عبيد عنده، يأمرهم او اداة في يديه، يأمرهم بالنزول الى مجلس النواب كي ينفذ مشيئته وارادته السنية، لا بل ليست الارادة السنية بل الارادة الشخصية لان كثيرين من الارادات السنية والنواب السنّة لا يؤيدون الرئيس سعد الحريري، حتى في قلب تيار المستقبل هناك نواب ووزراء اختلفوا مع الحريري وقالوا رأيهم، فكان رد الرئيس سعد الحريري انهم لا يمثلونني وانا اختلف معهم، ومع ذلك عاد وقبّلهم وقام بمصافحتهم وتقبيلهم تقبيلا حميما ناسيا ما قاله، وما من قائد ينكر من يؤيده في هذا الشكل كما فعل الرئيس سعد الحريري مع الوزير اشرف ريفي.
ثم كيف يسمح لنفسه الرئيس سعد الحريري باستفزاز المسيحيين بهذا الشكل، ولا يحسب حسابا لهم، هل هو داعشي، ام هو من جبهة النصرة ليفرض على المسيحيين ما يريد؟ ثم لماذا سيعمل تحت الطاولة في انتخابات رئاسة الجمهورية وفي السر وينكر اللقاءات في شأن انتخابات رئاسة الجمهورية وينكر لقاءه مع الوزير سليمان فرنجية في باريس، نتيجة الخطأ الذي ارتكبه ويصمت شهراً وشهرين، ولا يعود يتفوه بكلمة الا عندما جاء الى بيروت بعدما أحسّ بالحصة في ترحيل النفايات وملايين الدولارات التي ستأتيه من ذلك؟ ثم اننا نسأله ماذا عن حصته في سوليدير وقد صادر اراضي المسيحيين في وسط بيروت، وكيف ان سوليدير هي معفاة من الضريبة وكيف ان له في سوليدير حصة كبرى تقدّر بالمليارات من الدولارات، وهو استولى على المتر المربع في بيروت، ووسط بيروت بـ 700 دولار، ويقوم ببيع المتر بـ 10 الاف دولار، وهو آت الى لبنان لانه يريد ان يبني ثروة بعدما شعر في السعودية انه في ورطة مالية، فاذا به آت لمشروع النورماندي الذي هو مشروع لبناني عام لا يجب ان يحتكره الرئيس سعد الحريري وان يحتكر سوليدير ويقرر ما يريد ان يقرره في العاصمة اللبنانية حيث لم يتم تمرير قانون سوليدير بعدما تم تمرير اموال الى حكمت الشهابي والى عبد الحليم خدام والى غازي كنعان لفرض الامر الواقع فقام العماد اميل لحود بتطويق بيروت ومنع احد من النزول الى سوليدير الى حين استملاك الرئيس سعد الحريري سوليدير والان جاء الرئيس سعد الحريري يقطف مليارات الدولارات من سوليدير ويقول ان مدة اقامته في بيروت ستطول لانه محتاج الى الاموال من ترحيل النفايات ومن الحصة التي سينالها هو وغيره من القيادات الاقطاعية القديمة والجديدة ويريد ان يستثمر في بيروت لحسابه الشخصي بدل ان تكون سوليدير مشروعا وطنيا لبنانيا فيه مسيحيون مثل المسلمين فاذا به يبعد المسيحيين عن سوليدير ويسيطر على اسهم سوليدير ونحن نتحدى احدا ان يستطيع شراء سهم واحد من سوليدير لان الاسهم موجودة ومخبأة في بنك البحر المتوسط الذي يملك حصة كبيرة فيه الرئيس سعد الحريري، كي يحتكر سوليدير لنفسه بعدما استولى عليها بـ 700 دولار للمتر المربع.
ان هنالك جرائم مالية كبرى ارتكبها الرئيس سعد الحريري من قبله ومن بعده، وحاليا الان فوق جرائمه المالية في لبنان، فهو يستفز المسيحيين ويريد تنصيب نفسه وصيا عليهم وان يعين لهم رئيسا للجمهورية، وان يكسر زعامة العماد ميشال عون كسرا معنويا ليس له الحق فيه ابدا بل هو يزيد من كراهية المسيحيين له، حتى وصل به الامر ان يقول «شو يا دكتور سمير جعجع لماذا لم تتصالح مع العماد ميشال عون من زمان لكنت وفرت شهداء ووفرت امورا كثيرة»، امام الشاشة وامام 6 الاف حاضر في القاعة وامام الملايين على الفضائيات الذين يحضرون خطابه ويستمعون اليه يشاهدون الرئيس سعد الحريري كيف ينتقد الدكتور سمير جعجع لمجرد ان الدكتور سمير جعجع الذي قضى 11 سنة في السجن بسبب مسيحيته، ليس له الحق في ان يتحالف مع العماد ميشال عون في وجه الرئيس سعد الحريري لان الرئيس سعد الحريري له الحق ان يختار الوزير سليمان فرنجية وليس للدكتور سمير جعجع الحق في ان يختار ترشيح العماد ميشال عون، ومع ذلك يتابع الدكتور سمير جعجع عن الرئيس سعد الحريري على باب معراب ويقول لا اقبل بأن تقولوا بأنه جاء للاعتذار فماذا جاء يفعل الرئيس سعد الحريري الا مراضاة الدكتور سمير جعجع بعد كلمته ولعل انطوان زهرا كان اصدق من الدكتور سمير جعجع في رده على الرئيس سعد الحريري.
الى الرئيس سعد الحريري نقول توقف عن استفزاز المسيحيين وليس لك الحق في تنصيب نفسك انك انت من تعين الرئيس الماروني في لبنان وذهب زمن التعيينات والانتخاب هو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس جمهورية شرط ان لا يأتي من باب طائفي حتى لو جاء من الطائفة السنية الكريمة التي نحترمها ونعرف نضالها في سبيل لبنان، لكن الرئيس سعد الحريري لا يعرف قيمة الطائفة السنية بل يعرف كيف يأتي بملايين الدولارات ويوزع الاموال وكل نفوذه بالاموال وعندما لا يدفع دولاراته ليس من سني يقف معه لانه لا يمثل في السياسة شيئاً الرئيس سعد الحريري.