Site icon IMLebanon

الحريري طمأن: السعودية لا تسعى الى اي تجمع لبناني في مواجهة حزب الله

 

اختلفت قراءة الاطراف السياسية للقاء الذي جمع رئيسي المجلس النيابي والحكومة في دارة رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، خصوصا انه جاء لافتا في الزمان والمكان، اذ قلما يغادر «الاستاذ» عين التينة، ما يعني عمليا ان شيئا كبيرا كان يجري في دارة البيك بالامس استدعى هذا اللقاء، الذي وصفه الكثيرون بترويكا جديدة.

في هذا الاطار توقفت المصادر عند عدد من النقاط اذ ان اللقاء جاء،بعيد اطلاق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواقفه النارية من السعودية، ورد الوزير سبهان السريع، رغم ان موعد كليمنصو حدد قبل الكلمة، كما انه جاء عشية سفر رئيس الحكومة الى الرياض، وقبيل تحديد موعد للنائب وليد جنبلاط لزيارة المملكة، دون اسقاط الجلسة التشريعية العامة من الحساب.

من هنا تشير المصادر الى ان الترويكا الجديدة ترتكز الى معارضين اساسيين لرئيس الجمهورية جنبلاط وبري والذي يبدو انهما حاولا ايصال رسالة سياسية بامتياز للرئيس عون مفادها ان سحب الرئيس الحريري من تحت عباءته امر ممكن، في الوقت ذاته الذي غمز فيه الشيخ من قناة بعبدا بعدما نقلت اوساطه استياء متزايدا في صفوف طائفته من مواقف «العماد» التي تغيرت عما كانت عليه بداية العهد.

واذا كان الاتفاق قد تم على تمرير الجلسة التشريعية كما بدا واضحا من مجريات الاحداث في ساحة النجمة والتناغم الواضح بين الاطراف الثلاث، فان اوساطاً مشاركة في الاجتماع اكدت ان البحث تطرق الى موضوع الانتخابات النيابية وقانونها، حيث كان اتفاق ان يكون للبحث تتمة، خصوصا ان تيار المستقبل قد حسم في المبدأ قراره بالتحالف الاستراتيجي مع التيار الوطني الحر، في الوقت الذي لن يكون بمقدور جنبلاط خوض معركة الجبل مرتاحا في حال سقط التحالف القائم مع التيار الازرق في اقليم الخروب.

لكن النقطة الابرز التي تطرق اليها الاقطاب تمحورت حول التصعيد السياسي بين السعودية وايران والذي بدأ يرخي بظلاله على الساحة الداخلية وهو ما ظهر جليا في كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وموقفه التصعيدي والتحذيري للداخل والخارج، حيث اشارت الاوساط الى ان تطابق في وجهات النظر  حول ضرورة ابقاء لبنان خارج الاصطفافات في المنطقة ومحاورها لان لا قدرة له على تحمل تبعات ذلك، وعلى هذا الصعيد سمع الحاضرون تطمينات من الحريري من ان الرياض لا تسعى الى اقامة اي تجمع لبناني في مواجهة حزب الله، وان علاقة الاطراف المعارضة بحزب الله يحكمها ربط النزاع القائم في الحكومة، وجهة نظر وعد رئيس المجلس بنقلها الى حارة حريك.

وترى المصادر ان عشاء كليمنصو اعاد تأكيد الدور الوسطي لرئيس مجلس النواب الذي يمنحه هامش واسع من المناورة والقدرة الكبيرة على محاورة كل الاطراف السياسية الداخلية والسياسية، في الوقت ذاته الذي يشكل فيه عامل اطمئنان لحزب الله في لحظة تشتد فيها الضغوط والحصار على حارة حريك ،كاشفة ان الايام القبلة قد تحمل معها انضمام اطراف جديدة الى اللقاء الذي عقد في كليمنصو،كما ان توجيه دعوة لرئيس المجلس لزيارة السعودية لن يكون بالامر البعيد في حال نجحت الاتصالات الجارية.

بالتاكيد ما حصل في دارة جنبلاط البيروتية يتخطى بمفاعيله المصالحة مع الحريري بعد ما قيل عن رفضه سابقا لقاء الشيخ عشية سفره الى روما، في الوقت الذي يظهر فيه بوضوح التقارب على جبهتي بيت الوسط ـ المختارة، بعدما لمس الطرفان محاولات استفرادهما. عليه فان الايام المقبلة الفاصلة ستحدد مسار الاحداث وما اذا كان عشاء كليمنصو العلني سيبقى وحيدا ام هو فعلا تأسيس لحلف جديد يعيد بعض التوازن الى الحياة السياسية وفقا لما يراه المؤمنون بمصادرة الرئيس المسيحي القوي لكل الصلاحيات وميله للحكم منفردا.