هل تكون جلسة 16 من الجاري مسك الختام للشغور الرئاسي لتنطلق عجلة الدولة وتغادر مرحلة الشلل الذي يعصف بكافة مؤسساتها، ام ان الطبق الرئاسي لم ينضج بعد وبحاجة الى مزيد من الوقت منعاً «لاحتراق الطبخة» وفق المثل الشعبي المعروف، علماً أن الصفارة الدولية والاقليمية أُطلقت لانجاز الاستحقاق الرئاسي؟
الاوساط المواكبة للمجريات تقول ان المؤشر لملء الشغور يتوقف على مراقبة مسارين، الاول يتعلق بعودة الرئيس سعد الحريري المرتقبة الى بيروت هذا الاسبوع او العكس، حيث لحضوره او تريثه مدلولات في سياق انجاز الاستحقاق الرئاسي او عدمه، اما المسار الثاني فيتمثل بموقف «حزب الله» الذي يعتصم بالصمت في ظل العاصفة الجليدية بين حليفيه «التيار الوطني الحر» و«المردة»، مع التأكيد على انه لا يزال يدعم العماد ميشال عون، ولن يتدخل معه لاقناعه بالانسحاب كما يتوقع البعض، كون المسألة تقع على عاتق النائب سليمان فرنجية ولقائه المرتقب مع عون للبحث في المبادرة التي اطلقها الحريري بمباركة سعودية ولاستيضاح فرنجية عن الثمن الذي طلبه الحريري، وما هو موقفه منه لا سيما ان عون سبق وان لدغ من وعودها إلى حدود الخديعة.
وتقول اوساط الرابية ان الجنرال ليس هدفه الكرسي الاولى بل مصير الجمهورية، وعما اذا كان فرنجية مستعد للسير بمطالب معروفة تشكل سلة كاملة انطلاقاً من قانون الانتخاب، وعما اذا كان مستعداً للسير بقانون مبني على النسبية كون الحريري متمسكاً بقانون الستين، اضافة الى طريقة المشاركة بالحكم، لان الحريري وفق ما نقل عن اوساط فرنجية لا يريد تكرار تجربة حكومته عام 2011 والاطاحة بها، ما يعني انه يريد الثلثين في حكومة العهد الجديد، وهذا ما ترفضه الترابية جملة وتفصيلاً، لا سيما ان وحدة القوى المسيحية انتزعت قانون استعادة الجنسية للمغتربين وفرضت مقولة «الرئيس القوي» كون فرنجية من الاربعة الكبار، ومن هذه الزاوية على الاخير السير بمطالب الفريق الذي ينتمي اليه، وليس على حسابه كما يريد الحريري ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الذي لا يزال ينزل الموارنة في خانة «الجنس العاطل»، وهو الاكثر حماساً لوصول فرنجية من خلال صداقته مع السفير الاميركي السابق في لبنان ديفيد هيل.
الاوساط المواكبة للمجريات تقول ان المعلومات المؤكدة تشير الى ان الحريري لن يعود هذا الاسبوع الى بيروت، وهو التقى في الرياض الاول من امس وزير العدل اشرف ريفي والنائب احمد فتفت وغطاس خوري، ما يعني وفق المراقبين ان الحريري سينتقل بمبادرته من الاعلام الى العمل بعيداً عن الاضواء لانضاج ايصال فرنجية الى القصر الجمهوري من خلال اتصالات الظل، على قاعدة «واعتمدوا على تدبير اموركم بالكتمان»، بالافرقاء لتأمين نصاب الجلسة قبل نهاية العام كون المعركة معركة نصاب وليست معركة اصوات، فهو يراهن على دور لبكركي كون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي القلق على المصير المسيحي، لا يترك مناسبة الا ويطالب فيها بانهاء الشغور، خشية ان يكون الرئىس ميشال سليمان اخر رئيس ماروني للبنان، وهو أسبق انتهاء ولايته باقتراح بقائه في القصر على قاعدة «تصريف الاعمال» لحين انتخاب رئيس للجمهورية على غرار موقع رئاسة الوزراء.
ولعل اللافت لدى المراقبين ما طرحه امين عام «تيار المستقبل» احمد الحريري بقول ما معناه «اذا لم ينتخب فرنجية وفق المبادرة المطروحة وفي حال فشلها ستحصل الانتخابات بالدماء» دون معرفة ان كان كلامه تحذيرا ام تهديداً ولمن يوجهه، مؤكدا ًبموقفه في طرابلس حين هدد اركان التيار الازرق بقوله «لا صوت يعلو في «المستقبل» على صوت الحريري».