Site icon IMLebanon

إتصالات لإقناع الحريري بالمشاركة في الإنتخابات…وهذه أسباب إحجامه

 

يُنقل وفق معلومات مؤكدة، بأن الإتصالات التي قام بها كلّ من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي جنبلاط مع الرئيس السابق سعد الحريري، وعلى الرغم من قراره بعدم خوض الإنتخابات، إلا أنها مستمرة وعلى أعلى المستويات بغية ثنيه للعودة عن هذا القرار لما له من مفاعيل سلبية، وتحديداً في هذه المرحلة بالذات، وبمعنى آخر أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تأجيل الإنتخابات النيابية على خلفية الميثاقية في حال كرّت سبحة الإعتذارات، وهذا وضع شبيه بانتخابات العام 1992 عندما قاطع المسيحيون هذا الإستحقاق، وثمة من فاز يومها بعدد ضئيل جداً من الأصوات، أي بعد مقاطعة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» و«الأحرار» و«الكتلة الوطنية» يومذاك.

 

من هذا المنطلق، علم بأن الإتصالات مع الحريري، والتي بلغت ذروتها في الساعات الماضية، قد تتبلور خلال اليومين المقبلين، على الرغم من كل الخطوات التي أقدم عليها الحريري، حيث تشير مصادر مقرّبة من الحلقة الضيقة به، بأن القرار مُتّخذ منذ فترة، وجميع نواب الكتلة وقيادة «تيار المستقبل» في أجوائه، وبالتالي، لان قراره يعود لأمور سياسية داخل التيار وخارجه، وأيضاً إلى اعتبارات شخصية داخلية وخارجية، وبمعنى آخر عندما تزول هذه الأسباب والدوافع قد يصار إلى مرحلة جديدة سينتهجها الحريري، ولكن الأبرز أنه لن يعود عن قراره في هذه المرحلة.

 

ويعزو هؤلاء هذا الواقع، إلى ترقّب ما ستؤول إليه الإستحقاقات الدستورية النيابية والرئاسية، وصولاً إلى الإصطفافات بين القوى والأحزاب والتيارات المحلية، ناهيك عن الإعتبارات الأخرى إقليمياً، من المفاوضات النووية بين إيران وواشنطن والإتصالات الخليجية ـ الإيرانية، ناهيك إلى أمور شخصية تخصّ الحريري وحده دون سواه، وبالتالي، لن يغوص بها أمام اللبنانيين أو داخل بيئته الحاضنة وتياره وكتلته، مما يعني وفق القراءاة السياسية لكبار المخضرمين والمتابعين، بأن هناك حلقة مفقودة تدفع بزعيم «التيار الأزرق» إلى عدم المشاركة بالإستحقاق النيابي المقبل، وذلك مردّه أيضاً إلى قراءة لما يحيط ببيئته وتياره من متغيّرات وصعوبات ناتجة عن خروجه من رئاسة الحكومة ووجوده في الخارج، وهذا يعني أنه لن يشارك في انتخابات قد تؤدي إلى خسارته على غرار ما حصل مع بعض الزعماء اللبنانيين الكبار، بحيث كانوا يمسكون بأحزابهم وطوائفهم، ولم يحالفهم الحظ في بعض الإستحقاقات الإنتخابية النيابية.

 

من هنا، فإن إحجام الحريري عن خوض الإستحقاق الإنتخابي، وكل ما أفضى به من مواقف، سيترك ارتداداته على الحلفاء، وفي طليعتهم وليد جنبلاط ، بحيث ثمة مناطق حسّاسة في السياسة والإنتخابات سيكون لها تأثيرات على مسار هذا الإستحقاق، وتحديداً في منطقة إقليم الخروب، وصولاً إلى دائرة بيروت الثانية،صعوداً إلى البقاع الغربي، بحيث أن السؤال المطروح ساعتئذٍ مع من سيتحالف جنبلاط سنياً في حال كان قرار الحريري بعدم المشاركة في الإنتخابات نهائياً، وغير قابل للتراجع والأخذ والردّ؟ عندها سيكون هناك أكثر من طرف سنّي على خط مواجهة جنبلاط.وبناء عليه، فإنه سيقدم على أخذ كل الأمور بالحسبان، بعد التشاور أو لقاء الحريري، وعندها سيبني على الشيء مقتضاه على صعيد التحالفات والترشيحات، حتى لو كان الحريري خارج السباق الإنتخابي، خصوصاً في منطقة إقليم الخروب التي تعتبر خزاناً سياسياً وحزبياً، وذات تنوّع سياسي وطائفي، على الرغم من الوجود التاريخي للحزب التقدمي الإشتراكي، وكذلك للثقل الذي تميّز به «تيار المستقبل» منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولاً إلى ما بعد العام 2005.