IMLebanon

الحريري يردّ على نصر الله.. ماذا يجري في سوريا؟

«حزب الله» لن يُستَدرَجَ للاشتباك مع زعيم «المستقبل»

 الحريري يردّ على نصر الله.. ماذا يجري في سوريا؟

قبل أن يجفّ كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية مساء يوم الجمعة الماضي، عبر شاشة «المنار»، انبرى رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، كعادته مع كل إطلالة لـ «السيد»، بالردّ دفاعاً عن السعودية وعن نفسه، من دون أن يغادر مربع توجيه الاتهامات للأمين العام لـ «حزب الله». وهنا ينبري السؤال: لماذا.. وماذا يريد الحريري؟

سمع «حزب الله» ما قاله الحريري، فقرّر ألا ينزل الى الحلبة التي يريد أن يجره إليها زعيم التيار الأزرق، مع أن الحزب يملك أسباباً موجبة للاشتباك، وأسئلة وملاحظات كثيرة يضعها برسم الحريري، ومنها:

ـ لماذا كلما أطلّ السيد نصرالله، يسارع الحريري الى الرد؟ هل لأنه يرى في هذه الإطلالات مناسبة لشد عصب جمهوره والقول لفريقه إنه ما زال على قيد الحياة السياسية؟

ـ لماذا يضع الحريري نفسه دائماً في موقع رد الفعل وليس في الفعل، أي أنه ينتظر الحزب ليبدي رأياً في أمر ما، فيهرع للرد عليه؟

ـ يبدو كلام الحريري موجهاً في الشكل، للسيد نصرالله مباشرة، ولكن في المضمون، هل يراسل الحريري الخارج، وإلى أي من «المحمدين» (بن سلمان وبن نايف) يتوجه، وهل في عمق هذا الهجوم محاولة تقديم أوراق اعتماد من جديد؟

ـ بنى الحريري هجومه على قاعدة أن «السيد» هاجم السعودية ربطاً بـ «كارثة منى»، وهو ما تنفيه المقابلة نفسها، وتؤكد في الوقت ذاته، أن هناك من لم يسمع او يقرأ مضمونها، ومع ذلك، يسعى الى توظيف خاطئ للمضمون. فالسيد نصرالله قارب الكارثة من زاوية إمكان حصولها في أي مكان، مقترحاً فصلها عن الخلاف السياسي، داعياً إلى إشراك دول لها حجاج ضحايا في التحقيق، علماً أن هناك كلاماً مزمناً يصدر من هنا وهناك، له علاقة بإدارة مواسم الحج، ومثل هذا الكلام قاله التركي والماليزي ودول افريقية. ولو اراد «السيد» ان يهاجم السعودية لكان له موقف مختلف على غرار موقفه القاسي ضدها عندما شنّت الحرب على اليمن.

ـ كلام الحريري عن الرئيس بشار الأسد وتصويره بأن لا حول له ولا قوة، وكذلك الكلام عن دور «حزب الله» وايران وروسيا في سوريا، ينم إما عن جهل لما يجري في سوريا، وإما عن اعتقاد بأن كل الناس تُدار كما يُدار البعض من الصحراء او من فنادق تركيا وغيرها، وإما عن تنكّر للحقائق الموجودة فيها وإما عن رفض لحقيقة ان النظام السوري ما زال صامداً، وأن سقوط بشار الاسد بات مستحيلاً، وأن موازين القوى بدأت تتحوّل لمصلحة النظام وحلفائه.

ـ الوقائع كما يرسمها «حزب الله»، تؤكد أن النظام السوري، وعلى مدى سنوات الازمة السورية، كان المبادر الى اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية، وهو الذي يقرر المعارك هجوماً او دفاعاً، وعندما تتدخّل قوى مثل «حزب الله» او ضباط «الحرس الثوري» لتقديم اقتراحات معينة، فتلك الاقتراحات لا تسري من دون موافقته، وهذا ما حصل في القلمون (الجزء السوري)، وفي الزبداني التي ما كانت المفاوضات لتسير وتنتج ولما كانت بعض الشروط تلقى استجابة وتلبية ومنها خروج مسلحي الزبداني الى ريف ادلب، وكذلك الإفراج عن المعتقلين لو لم يوافق النظام السوري. وكذلك الأمر في القنيطرة، وقبلها يبرود والقصير وفي غيرها من الأماكن السورية، حتى أن أصل وجود «حزب الله» في سوريا ما كان ليتم لولا موافقة النظام السوري.

ـ أما بشأن اتهام السيد نصرالله بأنه يعتبر لبنان ملعباً للسياسات الإيرانية ربطاً بالملف الرئاسي، فليس خافياً على أحد أن ايران تقارب الملف الرئاسي باعتباره ملفاً مسيحياً؛ وهو أمر أبلغته لكل من راجعها دولياً، وهي تقبل بالتالي ما يوافق عليه «حزب الله» لبنانياً من زاوية أنه يطمئن الحزب أولاً وليس ايران أو اية دولة أو جهة أخرى.

لقد كان السيد نصرالله في منتهى الشفافية في مقاربته للملف الرئاسي، وأكد أنه يملك زمام أمره في هذا الموضوع، وليس كما هو حال من حاوروا العماد ميشال عون، ووافقوا على ترشيحه، ومن ثم تبين أنهم لا يملكون قرارهم، وصار عليهم أن ينتظروا قرار هذا أو ذاك من أمراء السعودية.