لا أدري لماذا كان عندي إحساس بأنّ الرئيس سعد الحريري سيعود في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري والوزير باسل فليحان ومجموعة من مرافقيه، أقول إحساس وليس معلومات، وهنا لا أدّعي اني كنت أبصّر، فقد سألت نفسي وأنا في الطريق الى الإحتفال: هل سيحضر الدكتور سمير جعجع؟ وأجبت: مستحيل ألاّ يأتي د. جعجع لأنني أعلم علم اليقين كم يتمتع هذا الرجل بذكاء حاد، إذ كيف يمكن للدكتور سمير جعجع الذي تحمّل 11 سنة من السجن المنفرد وهذا ما لا يمكن لأي إنسان أن يتحمّله، أن يتخلّى عن العنوان الاساسي في حياته ألا وهو الحرية، وعنوان 14 آذار «لبنان أولاً» وطبعاً الحرية، هذا هو الشعب اللبناني.
وأيضاً سألت نفسي ماذا عن الضابط المنضبط والوزير الشريف وأعني به الوزير أشرف ريفي، كيف يمكن له أن يتخلّى عن خطه السياسي، الذي خسر رفيق دربه اللواء وسام الحسن، كيف يمكن أن يتخلّف عن تلبية النداء؟!.
أما بالنسبة للنائب الاستاذ خالد الضاهر وبالرغم من تصريحاته النارية ولكن الأصيل يبقى أصيلاً، ومهما غرّد خارج السرب فإنّه لا بد من العودة الى الجذور، الى 14 آذار، وكما قال د. جعجع: ما يجمعنا في 14 آذار أقوى بكثير من كل العواصف التي نتعرّض لها ونحن 14 آذار مهما طال الزمن.
لبنان عربي، نعم لبنان عربي كما جاء في مقدمة الدستور اللبناني ولبنان مع المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج طبعاً ومن دون أي تردّد، فلولا المملكة ودول الخليج لكان اللبنانيون يعانون ضائقة إقتصادية وإجتماعية كبيرة.
600 ألف مواطن لبناني يعيشون ويسترزقون ويرسلون ما يجنونه الى أهاليهم لكي يعتاشوا ويعلمّوا أولادهم ويطبّبوا مرضاهم، فكيف يمكن أن ننكر جميع إخواننا العرب ونكون مع ولاية الفقيه أي الفرس الذين يكرهون العرب والمسلمين ويكرهون الاسلام لأنهم يعتبرون أنّه هو الذي أنهى الامبراطورية الفارسية، ويكرهون العرب لأنهم يتهمون الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين بأنه أعلن الحرب على إيران… ولكن الحقيقة انّ من يريد أن يصدّر ثورة الفتنة تحت راية ولاية ولاية الفقيه هو الذي أعلن الحرب على العرب.
أما صراحة دولته حول الاستحقاق الرئاسي فإنه جاء نسخة طبق الأصل عن والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي كان يرفع شعار «لا أحد أكبر من وطنه» ولبنان لا يُحكم من دمشق ولا من إيران ولا من أي دولة، لبنان لا يُحكم إلاّ من أهله.
أما عن علاقته بالجنرال ميشال عون فإنّه كان صريحاً بأنه لم يعده بتأييده في الرئاسة وأنّ الاتصال ولد حكومة فقط.
وأما عن المصالحة بين د. سمير جعجع والجنرال ميشال عون فإنّه يرحّب بها كما يرحّب بها كل مواطن لبناني شريف.
أما بالنسبة لاتفاقه مع الوزير سليمان فرنجية فشرح المراحل التي مرّ بها تعطيل الاستحقاق الرئاسي ولمدة 15 شهراً أي بعدما شعر أنّه لا يوجد أي حل للمجيء برئيس للجمهورية لأنّ حزب ولاية الفقيه لا يريد رئيساً للجمهورية للسببين أحدهما داخلي، وهو سيسأل «حزب الله»، ماذا تفعلون في سوريا وغيرها، وأصبح سلاحكم غب الطلب ومن أجل تنفيذ أوامر إيرانية؟!
والثاني لأنّ إيران تريد أن تقول إنها أصبحت دولة عظمى في المنطقة ويعود لها تقرير المصير في أي دولة من دول المنطقة فكيف لبنان؟
وبقدر ما انّ المناسبة ذات طابع وطني عام فهي أيضاً ذات خصوصية للرئيس سعد الحريري كون الجريمة مرتبطة بوالده الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الشهداء ولكن الشيخ سعد رفض حصرها بهذه الناحية العائلية والشخصية فتحدّث عن الشهداء جميعاً ذاكراً اياهم إسماً إسماً وهم بالفعل يستحقون كل تكريم كونهم مثل الرئيس الشهيد دفعوا الثمن الأغلى وهو التضحية بالمهج والأرواح في سبيل كرامة لبنان وسيادته وعزته واستقلاله وبناء الدولة فيه رحمهم الله رحمات واسعة.